إيلاف من الرياض: طرحت السعودية بعد تعديلات أميركية وبريطانية وفرنسية وبلجيكية مع المجموعة العربية، في الأمم المتحدة، مشروع القرار السعودي المندد بالإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والمدين له بعدم شرعيته، وذلك باللون الأزرق على مجلس الأمن الدولي.

القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار الأستاذ عبد اللطيف بن حسين سلام قام خلال ال '72' ساعة الأخيرة بجهود كبيرة لتنسيق الموقف العربي والأخذ بما يتماشى مع جوهر المشروع السعودي من التعديلات العربية لغرض التعجيل بطرح المشروع على مجلس الأمن قبل ظهور بوادر من حلفاء (إسرائيل) لعرقلة طرح المشروع على المجلس.

وقد أثنى المستشار سلام على المتابعة الدقيقة للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي من خلال توجيهاته لسفراء الرياض في الدول الدائمة العضوية والدول غير الدائمة الأعضاء في مجلس الأمن الاتصال بكبار المسئولين في تلك الدول لشرح المشروع السعودي وكسب أكبر قدر من التأييد له والمساعدة في حل الكثير من الصعوبات.

هذا وبعد طرح المشروع السعودي المتبنى عربياً باللون الأزرق على مجلس الأمن، أصدرت المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة البيان الصحافي التالي:

على الرغم من مئات القرارات والنداءات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة بجميع أجهزتها ووكالاتها بشأن إدانة الاستيطان الإسرائيلي منذ العام 1967م في الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، فإن (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال، لا تزال ماضية في عدم احترام هذه القرارات والنداءات وعدم الامتثال لإرادة المجتمع الدولي التي تم التعبير عنها على كافة المستويات،

وقد عبرت الشرعية الدولية عن انشغالها العميق وقلها البالغ إزاء هذه السياسات التي تضرب عرض الحائط بالتزامات (إسرائيل)، السلطة القائمة بالاحتلال، بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949م والقانون الدولي الإنساني. لذلك، قررت المجموعة العربية طرح مشروع القرار باللون الأزرق يوم 'الثلاثاء بتوقيت نيويورك' ليتم التصويت عليه بأقرب وقت. وتبقى المجموعة العربية منفتحة لتلقي الآراء البناءة حول هذا الموضوع، ومهتمة بكافة وسائل انجاح مشروع القرار.

موسى يرحب برعاية العاهل السعودي حوار الأديان

رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بحوار الأديان الذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال موسى في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية إيرلندا مايكل مارتيني إن هناك حوارا وإصرارا على إغلاق النوافذ التي تأتي منها الأصوات العالية التي تهدف لإحداث وقيعة بين الثقافات والأديان.

من جهته أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي أن اهتمام العاهل السعودي بالحوار وحرصه على رعاية وافتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي وجه بإقامته يعطي المؤتمر قوة عالمية واهتماماً من قبل المؤسسات الدولية. جاء ذلك في تصريح صحفي قبيل مغادرته للعاصمة الأسبانية مدريد لترؤس وفد الرابطة المنظم للمؤتمر الذي يفتتحه الملك عبدالله الأربعاء المقبل بحضور جلالة الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا.

وقال د. التركي إن رابطة العالم الإسلامي رأت بعد تجارب عديدة أن الحوار المجدي هو الذي يركز على المشترك الإنساني سعياً لتحقيق التعارف والتعايش والتعاون ويبتعد عن الدخول في مناقشة القضايا الدينية, مشيراً إلى أنه بالحوار الهادف يمكن تعميق ثقافة التعايش كما يسهم في تهميش القوى التي ما زالت تحرض على الكراهية وتدعو إلى تأجيج الصراع والحقد والأنانية والاستعلاء على الآخرين، وأوضح أن الرابطة تسعى من خلال هذا الجمع الكبير لإتباع الديانات والفلسفات والحضارات المشاركين في المؤتمر إلى تحقيق التأكيد على أهمية الدين مقومًا أساساً للمجتمعات الإنسانية والوقوف على إيجابيات تجارب الحوار وسلبياتها والانطلاق من رؤى موحدة للنهوض بمستقبل الحوار وتطويره ودراسة معوقات الحوار التي تحول دون بلوغه النتائج المرجوة منه والتنسيق العالمي في المواقف الدولية ومواجهة المواقف المنافية للفطرة البشرية والمثل والقيم الاجتماعية وترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة والممارسات الاجتماعية السامية والتصدي للإباحية والانحلال والرذائل المختلفة والتفكك الأسري ومواجهة دعوات الصراع التي تدعو إلى الصدام بين الأمم والشعوب وتحقيق التفاهم بين المجتمعات الإنسانية والتعاون على مواجهة التحديات والمشكلات العالمية المشتركة والوصول إلى صيغة إنسانية للتعايش بين شعوب العالم.