غزة، وكالات: ذكر مصدر في منظمة الأمم المتحدة أن ممثل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط توني بلير ألغى زيارة مقررة صباح الثلاثاء إلى غزة، للإشراف على مشاريع إنسانية وللقاء مسؤولين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا). وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان بلير quot;الغى الزيارة التي كانت مقررة الى قطاع غزةquot; من دون ان يذكر الاسباب وراء ذلك. واوضح هذا المصدر المطلع على ترتيبات الزيارة quot;ربما يتم تحديد موعد اخر للزيارة في وقت لاحقquot;.

وكان من المفترض ان يصل بلير غزة صباح الثلاثاء للاشراف على تدشين المرحلة الثانية من مشروع للصرف الصحي في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة واجراء لقاء مع كارين ابو زيد مفوض وكالة انروا quot;حول الوضع الانساني في غزةquot;. ولم يتضمن برنامج زيارة بلير بلير اي لقاء مع اي مسؤول من حماس في غزة.

واكد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة ان حكومته quot;اجرت كافة الترتيبات الامنية للزيارةquot;. واضاف quot;كان لدينا علم مسبق بهذه الزيارةquot; داعيا بلير quot;للعمل على رفع الحصار المفروض على شعبنا لانهاء معاناة شعبنا الانسانيةquot; وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس اكد الاثنين عدم وجود اي ترتيبات للقاء بين حماس وبلير.

وكان بلير قد قاطع حماس منذ تعيينه في العام الماضي التزاما بالمقاطعة التي تقودها الولايات المتحدة للحركة الاسلامية الفلسطينية بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف. وامتنع مكتب بلير عن التعقيب يوم الاثنين على خطط رئيس الوزراء البريطاني السابق فيما يتعلق بالسفر. وقال المتحدث باسم حماس اسماعيل رضوان ان الحركة على علم بالزيارة المزمعة وتجري quot;كل الترتيبات الامنية الضروريةquot;. وقال رضوان في بيان نشر في موقع مؤيد لحماس على الانترنت ان الزيارة المتوقعة تثبت استقرار الوضع الامني في غزة. وقال طاهر النونو المتحدث باسم ادارة حماس في قطاع غزة quot;نأمل ان تكون زيارة بلير خطوة جادة على الطريق لكسر الحصار.quot;

ولم يزر قطاع غزة اي شخصيات غربية بارزة تذكر باستثناء مسؤولي الامم المتحدة منذ أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو حزيران 2007. وقال المسؤولون الفلسطينيون والغربيون الذين تحدثوا بشرط عدم نشر اسمائهم ان الرحلة ربما تتأجل لاعتبارات أمنية. وقال مسؤولون من حماس ان اعضاء من الفريق الامني لبلير اجتمعوا في غزة مع قادة أمنيين من الحركة الاسلامية لتنسيق الاجراءات الامنية للزيارة. ولم يتضح بعد مدى القرب الذي ستكون عليه قوات حماس من موكب بلير.

وعين رباعي الوساطة للسلام في الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) توني بلير في منصب مبعوث الشرق الاوسط منذ عام وتتركز مهمته على الجوانب الاقتصادية لدعم فرص ابرام اتفاق للسلام في العام الجاري. وخصصت أغلب المشروعات التي يساندها بلير للضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن بلير ضم لخطة المشروعات الاقتصادية مشروعا ضخما للصرف الصحي في شمال غزة.

وشددت اسرائيل حصارها لقطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه وبذل بلير ومسؤولون غربيون جهودا استمرت أسابيع للحصول على موافقة اسرائيل لشراء أنابيب وأسلاك ومعدات لازمة لمشروع معالجة مياه الصرف في شمال غزة. وبموجب الهدنة التي توسط فيها مصر بدأت اسرائيل تخفيف حصارها والسماح بدخول مزيد من المساعدات الانسانية وبعض مواد البناء مثل الاسمنت. ويرى أهالي غزة أن مشروع الصرف حيوي لهم ففي العام الماضي غرق خمسة أشخاص في موجة من مياه الصرف الصحي من محطة في شمال غزة. وقالت اسرائيل ان المعدات المطلوبة لاصلاح نظام الصرف في غزة يمكن استخدامها لصنع صواريخ توجه لاسرائيل.