قاعدة غوانتانامو، وكالات: تعذر على مسؤول عسكري أميركي كان حاضرا لدى إعتقال سالم حمدان في افغانستان في اليوم الثاني من محاكمة هذا الأخير أن يؤكد أن سائق أسامة بن لادن السابق كان ينقل quot;صواريخquot;. وقال الشاهد الذي لم يكشف عن هويته لحمايته، انه وصل بعيد توقيف حمدان ولاحظ quot;وجود عدة صواريخ في سيارةquot; لكن quot;تعذر عليه التأكيد ان السيارة (التي كانت فيها الصواريخ) هي سيارة حمدانquot; على ما اوضحت الناطقة باسم المحاكمة العسكرية الخاصة غيل كرووفورد.

ومطلع بعد الظهر اكد عسكري اميركي اخر كان حاضرا عملية الاعتقال ولم يكشف عن هويته كذلك، العثور على quot;صاروخينquot; وبطاقات سفر وجوازات سفر واموال في سيارة المتهم.

وخلال المحاكمة التي ستستمر اسبوعين على القضاة الستة ان يحددوا ما اذا كان ينبغي ادانة حمدان بتهمة quot;التآمرquot; وquot;الدعم المادي للارهابquot;. ويواجه المتهم امكانية الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في حال ادانته بهذه التهم. وقررت المحكمة عدم استخدام اعترافات ادلى بها حمدان عندما كان معتقلا في قاعدة باغرام في افغانستان بعد توقيفه نهاية العام 2001 لانها انتزعت quot;تحت ضغط كبيرquot;.

وقال مدعي عام محكمة معتقل غوانتانامو أن حمدان كان على علم بالهدف المحدد لطائرة واحدة على الأقل من بين الطائرات التي شاركت في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وذكر المدعي أن حمدان أقر خلال التحقيقات بأنه كان على دراية بأن الطائرة المدنية الرابعة المختطفة- والتي سقطت في وقت لاحق في أرض مفتوحة بولاية بنسلفانيا بعدما تصدى الركاب للخاطفين- كانت ستصطدم بـquot;القبة،quot; في إشارة، على الأرجح، لمبنى الكابيتول الذي يضم مقر الكونغرس وعدد كبير من الإدارات الأميركية.

غير أن الدفاع رد على الإدعاءات الثلاثاء بأن حمدان كان مجرد quot;سائق بسيطquot; ليس على اطلاع بخطط بن لادن ومشاريعه، وأنه كان يعمل عنده لمجرد الحصول على أموال وليس لشن هجمات.

وكان الشاهد الأول للدفاع في المحاكمة جندي أمريكي، قيل إنه كان حاضراً عندما اعتقل حمدان أثناء نقله بسيارته صاروخ quot;سام 7quot; المضاد للطائرات، لكن استجواب الجندي من قبل الدفاع لاحقاً أفضي إلى قوله إنه غير متأكد ما إذا حمدان يقود السيارة بنفسه ضمن موكب ضم ثلاث عربات. واشتكى الدفاع مجدداً من أنه لم يتمكن من معرفة كافة الأدلة في الاتهامات المساقة بحق موكله.

كان قاضي أول محكمة أميركية لجرائم حرب منذ الحرب العالمية الثانية، قد منع الاثنين استخدام أدلة استخلصها محققون من حمدان بدعوى انه اُخضع لـquot;ظروف قسرية للغايةquot; في أفغانستان. إلا أن النقيب البحري كيث أولريد، ترك المجال مفتوحاً أمام الادعاء العام لاستخدام إفادات أدلى بها حمدان في معتقل غوانتانامو، رغم مزاعم الدفاع بأن كافة تلك الإفادات استخلصت عبر انتهاك حقوق موكله، منها والحبس الإنفرادي والحرمان من النوم.

ورفض القاضي استخدام الادعاء لسلسلة من الاستجوابات في قاعدة باغرام العسكرية وبانشير في أفغانستان جراء الظروف القسرية البالغة التي أحاطت باستخلاص تلك الإفادات. وتحدث حمدان عن عزله على مدى 24 ساعة وتقييد أطرافه في قاعدة باغرام، حيث أجبره الجنود المسلحون على الحديث بضربه على الظهر، كما دأب محتجزوه في بانشير على تقييده ووضع كيس على رأسه وضربه حتى الإطاحة به أرضاً.