طلال سلامة من روما: بعد الانتخابات التي خرج منها quot;فيريروquot;، وزير العمل السابق، فائزاً بمنصب السكرتير العام للحزب الشيوعي بات الانقسام داخله، بين التيار المتطرف الذي يقوده فيريرو وذلك المعتدل الذي يقوده حاكم إقليم بوليا، واضحاً. في خضم الصراعات الداخلية قرر الحزب الديموقراطي الابتعاد مؤقتاً عن الحزب الشيوعي متابعاً أوضاع الأخير عن بعد. الآن، يطرح quot;بيارو فاسينوquot; فكرة الشراكة السياسية بين الحزب الديموقراطي واتحاد الديموقراطيين المسيحيين الذي يقوده بيار فرديناندو كازيني. فهذه الشراكة قد تتمثل بالقوى المعطلة، في البرلمان الإيطالي ومجلس الشيوخ، لأي مسودة مشروع تنوي حكومة برلسكوني عرضها. اليوم، ينتمي هذان الحزبان الى التيار المعارض. وأي تقارب أيديولوجي بينهما سيكون له ثقلاً بارزاً في حال تطرق المسؤولين الحزبيين الى quot;فبركةquot; المواضيع والإمكانات التي يمكن التداول بها والاتفاق عليها في حلبة سياسية تحضنهما معاً. تمهيداً لذلك، سيبدأ الحزبان حواراً مبرمجاً من أجل تأسيس منصة معارضة جديدة ولربما.. حزباً جديداً.

مع ذلك، لا تبدو الشراكة بين الحزب الديموقراطي واتحاد الديموقراطيين المسيحيين خياراً إجبارياً. فالثقة بين اليساريين المعتدلين وبيار فرديناندو كازيني، الشريك السابق لبرلسكوني، تعاني من فراغات يمكن ردمها عن طريق قياس فاعلية الأفكار السياسية المشتركة مع حاجات البلاد ومشاكلها.

تفتح مغازلة الحزب الديموقراطي لكازيني، الواقع في تيار الوسط المعتدل، تساؤلات حول إمكان بناء منصة سياسية متينة مؤلفة من هرم ذو ثلاثة طوابق. للآن، قد تكون هذه المغازلة رامية الى بناء الطابق الثاني من هذا الهرم مما يوسع من نفوذ الحزب الديموقراطي. أما الطابق الثالث منه فلا يستبعد أحد أن يكون اتحاداً مثيراً للجدل بين فلتروني وكازيني وبرلسكوني. وهذه ستكون طعنة في قلب الحزب الشيوعي الذي سيجد نفسه معزولاً أمام قوة سياسية عظمى تعود بنا الى أيام الحزب الاشتراكي والحزب الديموقراطي.