فالح الحمراني من موسكو: اكدت معطيات روسية وجود 80 انتحاريا في العاصمة الافغانية كابل مستعدين لتفجير انفسهم في أية لحظة.وعزت النجاحات التي يحققها الطالبان في الفترة الاخيرة الى خطأ الاستراتيجية الاميركية وخيبة المواطنين الافغان بالغرب بعد الامال التي عقدوها على انه سيساعدهم على تحسين احوال البلاد.

وقال سفير روسيا الاتحادية لدى كابول زامير كابولوف في حديث صحفي انه حصل على تلك المعلومات من جهات افغانية. وحسب تقديرات الدبلوماسي الروسي فان غالبية الانتحاريين هم من الشباب الفقراء المعدمين الذين لا آفاق لهم. وقال ان الناس يلتحقون بصفوف الانتحاريين ليس عن إيمان فقط و إنما طمعا بالحصول على كمية من المال لتوفير حياة كريمة لذويهم .مشيرا الى ان اباء العائلات الافغانية التي تضم من 7 الى 10 أطفال العاطلون عن العمل مستعدون ليكونوا انتحاريين لقاء 2 ـ 3 آلاف دولار.موضحا ان العائلة الأفغانية تعيش شهريا على 50 دولار. واوضح: quot;وهذه خير وسيلة للكثير من الاباء لتوفير بحبوحة عيش لعائلته، فان مسؤولية ألأب ـ المُعيل في أفغانستان عالية جداquot;.

وعلى حد تقدير الدبلوماسي الروسي فان الوضع في افغانستان يتدهور اكثر فاكثر، لاسيما سياسيا وعسكريا وإجتماعيا واقتصاديا. وبرهن على ذلك باتساع مناطق التوتر مع زيادة حجم القوات الاجنبية في البلاد. وحسب معلوماته فان خسائر القوات الاجنبية بافغانستان في العام الحالي فاقت بخسائرها البشرية ما تكبدته قوات التحالف الدولي في العراق .

ويعود تصاعد نشاط الطالبان كما يقول كابولوف الذي سُجل في الفترة الاخيرة، إلى خطأ إستراتيجية الولايات المتحدة وحلف الناتو. واوضح ان السبب لاستعادة الطلبان قوتهم الى الاستراتيجية الخاطئة ايضا الى خيبة أمل الشعب الأفغاني بالغرب خاصة بسبب عدم تحسن المستويات المعيشية للناس وانتشار الفساد الحكومي . ولم يبق أمام المواطن سوى خيار حمل البندقية والانضمام لطالبان للدفاع عن مصالحه وحقوقه. وإن القاعدة والطلبان تستخدم هذا بامتياز وتطرح البديل. ويحسنون التعامل مع المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها، علما بان الأفغان لا يحبون القاعدة ولا الطالبان لكونهما يفرضان quot; اسلام متشددquot; يتنافي وتقليد أفغانسنان التي عاشت على مدى 800 ألف عام في ظل نظام إسلامي quot; ليبراليquot;.

واشار الى ان الطالبان الذين يصل عددهم من غير المتطوعين معهم من الأهالي الى 3500 مسلح ،حققوا طفرة نوعية في الحرب ضد قوات التحالف الدولي. وانهم يتعلمون بسرعة. ويغيرون اساليبهم القتالية بشكل سريع ويتكيفون للمستجدات . وكفوا منذ العام الماضي تشكيل فصائل كبيرة. ويضم الفصيل الان من 70 الى 80 شخص. ويفضلون التحرك على هيئة جماعة صغيرة متنقلة. ويتجنبون إقامة قواعد ثابتة يمكن ان تكشفها الأقمار الاصطناعية.