المحقق في إغتيال الحريري نجم محاكمة كراديتش

كراديتش يسعى إلى محاكمة سياسية ويتهم الغربيين

لاهاي: وجد المدعي العام لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة سيرج برامرتس الذي خلف في هذا المنصب كارلا دل بونتي، في قلب احدى ابرز المحاكمات الجارية امام هذه الهيئة بحق رادوفان كراديتش.

والزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي يبدو مصمما على استخدام محاكمته منبرا سياسيا، هو منذ وفاة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش المسؤول الرئيسي عن حروب البلقان الذي يمثل بشأنها امام محكمة الجزاء الدولية.

ولن تبدا هذه المحاكمة البالغة الاهمية التي كانت قلة من المراقبين لا تزال تتوقع حصولها، قبل بضعة اشهر. وهي تشكل تحديا بمستوى طموحات المدعي العام ولو انه بدا وكأنه عين لانهاء مهمة وليس لاعطائها دفعا جديدا.

وتقابل المدعي العام والمتهم الاربعاء في قاعة المحكمة خلال اول جلسة مثول وفيما كان كراديتش والقاضي الفونس اورييه يتكلمان عن الاوجه الاجرائية في المحاكمة، كان المدعي العام يراقب خصمه بانتباه وهو يقلب قلمه بين يديه وكأنه يقيمه قبل بدء المعركة.

والقاضي البلجيكي المعين في نهاية 2007 خلفا لكارلا دل بونتي التي احاطت نفسها بالاعلام، سيخرج من الان فصاعدا من الظل بعدما قلص من تصريحاته العلنية حتى الان.

ويبدو حاليا ان برامرتس البالغ من العمر 46 عاما بات في ذروة مسار مهني خاطف.

بدأبرامرتسحياتهالمهنيةمحامياثم مساعدا فمساعدا اول للمدعي العام البلجيكي قبل ان يعين في 1997 في مكتب النيابة العامة الوطنية البلجيكية مكلفا التعاون القضائي الدولي واخيرا مدعياعامافدراليالبلجيكاعام 2002.

وكان برامرتس بفعل منصبه الاخير هذا مشرفا على قضايا الارهاب والجريمة المنظمة عبر الحدود، وهو مجال العمل الذي يجيده.

عين عام 2003 مساعدا اول للمدعي العام في المحكمة الجنائيةالدوليةمكلفا التحقيقات غير انه لم يبق في هذا المنصب طويلا.

ففي كانون الثاني/يناير 2006 تولى رئاسة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهو منصب لزمه حتى انتقاله الى محكمة الجزاء الدولية.

وبرامرتس ابن نجار نشأ في عائلة من اربعة اولاد في المجموعة الناطقة بالالمانية في بلجيكا. درس القانون في جامعة لييج (بلجيكا) وحصل على دكتوراه في القانون من جامعة فريبورغ بعد تقديم اطروحة حول التعاون بين اجهزة الشرطة عبر الحدود وهو يتكلم اربع لغات الانكليزية والفرنسية والهولندية والالمانية.

وقال مساعد سابق له طالبا عدم كشف اسمه انه متطلب حيال معاونيه غير ان بابه يبقى مفتوحا لهم ويعطيهم المثال بانكبابه على العمل. وفي اوقات الاستراحة يمارس الرياضة.

وبرامرتس يقرأ كثيرا وتحديدا كل ما يتعلق بالملفات التي يعالجها.

ولا تقتصر مهاراته على المجال القانوني بل تطاول المجال الدبلوماسي اذ يعرف كل تنظيمات الهيئات والمحاكم الدولية وسير عملها. وقال مصدر طلب عدم كشف اسمه انه يتبع خطا في استمرار خط كارلا دل بونتي غير انه اكثر براغماتية.

ويعتبر برامرتس مدعيا عاما موهوبا وفنيا ماهرا يعد ملفاته على افضل وجه ويتجنب الاعلام.

اما منتقدوه، فيرون انه لا يجازف كثيرا اذ لا يستبقي من الادلة ضد المشتبه بهم سوى تلك التي يتعذر دحضها، كما يعتبرون انه يفتقر الى الحضور مشيرين الى ان ارتقاءه السريع لدرجات العمل القضائي لم يسمح له مرة باغلاق ملف كليا.

والى اتمام اعمال محكمة الجزاء الدولية ومحاكمة رادوفان كراديتش، ثمة مهمة اخرى متبقية للمدعي العام وهي التوصل الى توقيف الفارين الاخيرين في هذه القضية غوران حاجيتش الرئيس السابق لجمهورية كرايينا الصربية المعلنة من طرف واحد وراتكو ملاديتش الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة المتهم هو ايضا بجرائم ابادة بموجب البيان الاتهامي ذاته الصادر بحق كراديتش، ونقلهما الى لاهاي لمحاكمتهما.