بيروت، وكالات: نعِم البلد أمس بهدوء نسبي في المواقف السياسية الداخلية بإنتظار إنطلاق جلسات الثقة مساء الجمعة المقبل. وكذلك ستشكل طاولة الحوار التي سيرعاها رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ساحة للمواجهات الكلامية بين قوى 8 و14 آذار، خصوصاً في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية وعلاقة الدولة بـquot;حزب اللهquot;. وبالتزامن تتواصل الاستعدادات للزيارة المرتقبة للرئيس ميشال سليمان الى دمشق حيث أعلنت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان ان الرئيس سليمان سيزور سوريا الاربعاء المقبل ليومين من دون ان تعطي أي توضيحات عن الملفات التي ستبحث في خلال الزيارة.

وقالت مصادر قيادية في قوى quot;14 آذارquot; لصحيفة quot;الحياةquot; أن هذه القوى تدرس إمكان التقدم بتصور لرئيس الجمهورية حول وجهة نظرها في شأن مقاربة العلاقات اللبنانية ndash; السورية، قبل القمة أو الاكتفاء بطرح رأيها عبر الوزراء وعبر السنيورة. وأبلغ عدد من الوزراء الرئيس سليمان أن المعاهدة اللبنانية ndash; السورية قابلة للمناقشة وكذلك الاتفاقات المعقودة بين البلدين، وسألوا: quot;إذا كانت ستنشأ علاقات ديبلوماسية بين البلدين فما جدوى بقاء المجلس الأعلى اللبناني ndash; السوري في موازاتها، فتحصل ازدواجية في قنوات الاتصال بين البلدينquot;؟

وقد تجاوز عدد طالبي الكلام من النواب في جلسة مناقشة البيان الوزاري المقررة ابتداء من السادسة من مساء غد الجمعة 55 نائباً وسط توقعات ان يرتفع في الساعات المقبلة. ويرجح ان تنتهي المناقشات ليل الاثنين او الثلثاء على ابعد تقدير وفق ما اشار رئيس مجلس النواب نبيه بري من بعبدا أمس. وستخصص الجلسة الاولى مساء الجمعة للاستماع الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة يتلو البيان الوزاري، على أن يبدأ النواب بالقاء كلماتهم السبت. وقد حددت مدة ساعة للكلمة المرتجلة ونصف ساعة للكلمة المكتوبة. ولم تحدد امانة سر مجلس النواب اوقات الجلسات خصوصاً وسط حديث بعضهم عن ضرورة الاخذ بالاعتبار موضوع الحركة في وسط بيروت خلال أيام انعقاد الجلسات واتخاذ الاجراءات الامنية الكافية من دون تعطيل الحركة التجارية والسياحية.

وأوضحت مصادر نيابية لصحيفة quot;النهارquot; ان الاتصالات واللقاءات التي أجريت أخيراً بين الرئيس بري وبعض القوى والكتل النيابية تناولت ضرورة ان يواكب المجلس انطلاقة الحكومة بورشة اشتراعية لا تقتصر على اقرار قانون الانتخاب الجديد، على أهميته، بل تشمل ايضا القضايا الملحة والمتراكمة التي تتصل بالواقع المعيشي والاقتصادي. وشدد الرئيس بري من بعبدا امس على ان quot;المجلس متعطش كما الناس الى التشريعات ومشاريع واقتراحات قوانين. فهناك امور ملحة اكثر من قانون الانتخاب... وهذه الحكومة يمكن ان تكون ويجب ان تكون حكومة تأسيسيةquot;.

من جهة اخرى، كشفت أوساط سياسية لـquot;النهارquot; ان اتصالات بدأت بين بعض المعنيين في شأن قرارات عاجلة يتعين على مجلس الوزراء اتخاذها فور نيل الحكومة الثقة، منها تعيين قائد للجيش. وهذا الموضوع قد يطرح في وقت قريب جداً، فضلاً عن بعض التعيينات الامنية والادارية الاخرى ومنها النواب الثلاثة لحاكم مصرف لبنان الذين خلت مراكزهم الاسبوع الماضي.

وفي اطار الاستعدادات لعقد طاولة الحوار في بعبدا، زار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسة ناظم خوري مقر حزب quot;الرمغافارquot; امس. وأفادت اوساط مطلعة quot;النهارquot; ان معظم الاتجاهات التي لمسها المستشار الرئاسي في جولته على القوى والشخصيات السياسية يحبذ حصر الحوار بالاقطاب الـ 14 الذين شاركوا في جلسات الحوار السابقة وعدم توسيعها الى شخصيات أخرى. لكن هذا الامر متروك لمزيد من التشاور. ورأى رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط أمس ان زيادة عدد المشاركين في طاولة الحوار لا يؤدي الغرض المرتجى منه. ودعا في حديث لـquot;اخبار المستقبلquot; الى quot;اعادة تقويم العلاقات بين الاطراف المتنازعين وتحصين تحالف 14 آذار وتجاوز الاشكالات التي رافقت تشكيل الحكومةquot;، مشيراً الى quot;ان الجميع امام مسؤولية وطنية تتعلق بأهمية تفهم الأبعاد الاقليميةquot;.

ديفيد بيترايوس في لبنان

وفي خطوة لافتة زار الجنرال ديفيد بيترايوس، قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق، لبنان واجرى سلسلة لقاءات تمحورت حول دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته. وكان بيترايوس يرافقه نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية بيل غرانت، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حيث أبلغه تعيينه قائد القيادة الوسطى الأميركية، وكانت مناسبة تم في خلالها البحث في التعاون السياسي والعسكري بين لبنان والولايات المتحدة والمساعدات العسكرية للجيش اللبناني في التجهيز والتدريب، إضافة الى الأوضاع في المنطقة.

كما زار الجنرال الأميركي السرايا الكبيرة والتقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بحضور غرانت والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد والمستشارة رولا نورالدين وجرى عرض للأوضاع اللبنانية والدولية.

واستقبل وزير الدفاع الياس المر الوفد الأميركي وكان بحث في سبل دعم الجيش اللبناني وتقديم المساعدة العسكرية له، الأمر الذي بحثه الوفد خلال زيارته لقائد الجيش بالوكالة اللواء الركن شوقي المصري في مكتبه في اليرزة. وقد عين الجنرال بيترايوس ليكون القائد المقبل للقيادة المركزية للقوات الأميركية. وفي ذلك المركز سيكون مسؤولا عن الأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الصحف اللبنانية

بدورها وضعت الصحف اللبنانية التطورات الجارية في لبنان والمنطقة العربية والساحة الدولية ومستجداتها السياسية والأمنية في صلب اهتماماتها اليوم. وسلطت الصحف الضوء على ترتيبات جلسة الثقة ونتائج زيارة بترايوس اما في الشأن العربي نشرت الصحف ما ورد من معلومات حول حركة التمرد العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله الذي لم يكد ينجز مرسوم إحداث تغييرات في قيادة الجيش والدرك والحرس الوطني شملت إقالة جنرالات متهمين بالوقوف وراء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد حتى حاصره عسكريون في قصر الرئاسة وجردوه من صلاحياته الرئاسية.

وعرضت الصحف من جهة ثانية للتهجم غير المسبوق من قبل حركة المقاومة الإسلامية /حماس/ ضد القاهرة ووصفها بأنها تشارك في حصار قطاع غزة وبأنها مرتع لمن وصفتهم بـ /المتآمرين/ على سلطتها في غزة .. جاء ذلك في وقت كان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت يبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته الإفراج عن 150 معتقلاً فلسطينياً لكنه رفض خلال اجتماع ضمهما في منزل الأول في القدس الغربية طلباً من عباس بشمولهم أمين سر حركة /فتح/ في الضفة الغربية مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.

أما عراقيا فقد أخبرت عن إخفاق مجلس النواب العراقي للمرة الرابعة في المصادقة على قانون انتخابات مجالس المحافظات المثير للجدل وقرر في جلسة استثنائية تشكيل لجنة من رؤساء الكتل النيابية للتوصل إلى صيغة توافقية على هذا القانون فيما هددت العشائر العربية باللجوء للقوة دفاعاً عن كركوك في حين أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن محمد العسكري أن عدد المطلوبين الذين اعتقلوا منذ بدء عملية /بشائر الخير/ في محافظة ديالى بلغ المئات بينهم عدد من قياديي ما يسمى بـ /دولة العراق الإسلامية/ التي تضم فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة.