طلال سلامة من روما: ثمة صحف بدأت تنتقد حكومة برلسكوني على سيئاته وحسناته وأخرى تواصل هجومها عليه، وأبرزها صحيفة العائلة المسيحية quot;فاميليا كريستياناquot; التي تشبه ايطاليا الى بلد الشوارع وتصف المبادرات الأمنية بأنها مضحكة مما أثار سخط تيار برلسكوني ورفع من حدة التوترات مع المعارضة. فهل بدأ بعض الصحف الانتماء علناً الى التيارات اليسارية؟ مع ذلك، يعتبر الهجوم الذي تشنه صحيفة quot;العائلة المسيحيةquot; على برلسكوني شرساً كونها تتهم سياسته بالعمل على مدار الساعة من أجل تحوير الحقائق عن برلمان أحادي الاتجاه يسير كالقطار السريع الذي لا يتوقف بما فيه الكفاية لمناقشة مشاريعه القانونية، ولعبة quot;نشر الجيشquot; بالمدن، وهي سخيفة بالكامل، ومشاكل الأمن الوهمية الذي يريد روبرتو ماروني، وزير الداخلية، غسل أدمغة الإيطاليين بها.

ان المسرحية التي يقودها برلسكوني، بنظر بعض الصحف، قد تؤدي الى حرب حقيقية بين الفقراء هدفها ملء الفراغات في زاويات الصحف ولا شيء آخر. فيما يبقى الناتج المحلي الإجمالي على حافة الانهيار، كونه لم ينمو أبداً هذا العام، تواصل الشركات المحلية جني الأرباح الضخمة. ويبدو أن الصناعيين والسياسيين معاً يحلقون بفرحة في الجو دون الالتفات الى أولئك الذين يعملون دون أي ضمانات اجتماعية مما جر البلاد الى كساد اقتصادي يؤثر أمنياً على الوضع الداخلي، من جهة، وحض الأسر الإيطالية والأجنبية على الانخراط في أعمال غير شرعية أم غير معلن عنها لسد الحاجات الشهرية، من جهة أخرى.

ومن اللافت كيف أن رقعة الصراع الصحفي السياسي انتقلت بسرعة من الانتقادات اللاذعة لسلوكيات حكومة روما مع الغجر الى الرغبة في تفجير الغضب الصحفي في قلب السياسة الإيطالية.