إيلي الحاج من بيروت: سيكون على مجلس الوزراء اللبناني بدءأ من الأسبوع المقبل أن يعين قادة للجيش والأجهزة الأمنية وهذه مهمة صعبة نظراً إلى تشابك الحسابات والحساسيات فيها بين الطوائف والأحزاب والمصالح السياسية والمعطيات الشخصية المعقدة، علماً أن لكل من قوى الغالبية النيابية أو قوى 14 آذار/ مارس والأقلية النيابية أو المعارضة السابقة القدرة على استخدام quot;الفيتوquot; أي الثلث المعطل في مجلس الوزراء للحؤول دون تعيين من لا ترتاح إليه. بالنسبة إلى تعيين قائد الجيش ، المنصب الذي يشغله بالوكالة رئيس الأركان اللواء شوقي المصري منذ انتخاب القائد السابق العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، أعلن وزير الدفاع الياس المر أنه لن يقترح إسماً إلا بعد توافق الأطراف السياسيين عليه. وتضم لائحة العمداء المرجحين مدير المخابرات الحالي جورج خوري ، قائد اللواء العاشر شارل شيخاني، قائد اللواء الثاني عشر جان قهوجي، جورج مسعد والعميد مروان وشارل شيخاني وإدمون فاضل.

ويعتبر مدير المخابرات خوري قريباً للذراع اليمنى للرئيس سليمان ، كما أنه قريب من البطريرك الماروني نصرالله صفير، لكن يتردد أن لقوى في الغالبية، وتحديداً رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري بعض التحفظ حيال تعيينه قائداً للجيش، نظراً إلى بعض أداء المخابرات الذي لم يلائم توجهات قوى 14 آذار/ مارس عند بعض المفاصل الأمنية والسياسية.

إلا أن مطلعين على أوضاع المؤسسة العسكرية يؤكدون أن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة مدير المخابرات الحالي للجيش باعتبار أنها مرحلة أمنية بامتياز تتطلب مواجهة الإرهاب، بدليل التفجير الإجرامي في مدينة طرابلس أخيراً. وذلك على رغم تقليد قضى بألا يتولى مدير المخابرات قيادة الجيش.

أما العميد شيخاني الذي يقال إن أسهمه تصاعدت في المدة الأخيرة ففي رصيده أن الرئيس سليمان كلفه عندما كان قائداً للجيش أصعب المهمات، ومنها قيادة قوة الجيش اللبناني التي انتشرت في الجنوب للمرة الأولى بعد نحو 35 عاماً إثر حرب تموز/ يوليو 2006. وعرف شيخاني أن يقيم علاقة وثيقة مع أهالي المنطقة الحدودية التي يتولاها في القطاع الشرقي ومع القوة الدولية التي قضى قرار مجلس الأمن 1701 أن ينسق معها وأن تدعم الجيش اللبناني جنوباً . ولم يسجل أي حادث أو أي اعتراض من quot;حزب اللهquot; على أداء الجيش في الجنوب منذ ذلك الحين.

ويعتبر شيخاني من الضباط المقاتلين على غرار مدير العمليات السابق في الجيش اللواء الركن فرنسوا الحاج، الذي كان المرشح الأوفر حظاً وشبه المتفق عليه بين عدد من أركان الدولة قبل اغتياله بتفجير سيارة مفخخة قرب قيادة الجيش.

ومن المرشحين لقيادة الجيش أيضاً قائد اللواء 12 الذي ينتشر شمالاً العميد قهوجي، وضابط الارتباط في المجلس الأعلى اللبناني - السوري العميد مروان بيطار ، ولكن يقال إن ثمة تحفظات سياسية عنهما ( من 14 آذار/ مارس تحديدا) .

وتتوسع الحلقة في بعض الأوساط السياسية لتشمل لتشمل إلى أسماء العمداء خوري وشيخاني وقهوجي ، العمداء جورج مسعد وأنطوان كريم وأرمان طبشي وبول مطر وشربل برق وميشال المر.

وفي السياق يتردد أن اختيار مدير جديد للمخابرات قد حُسم بين الرئيس سليمان ووزير الدفاع المر ، وانهما انتقيا رئيس مخابرات جبل لبنان العميد جوزف نجيم لخلافة العميد خوري في هذا المنصب.

وكانت قيادة الجيش طلبت من الصحافة والإعلام عدم تداول أسماء الضباط المرشحين للتعيين والتشكيل في مجال التحليلات والمعلومات، لكن الموضوع ظل يفرض نفسه نظراً إلى أهميته بالنسبة إلى أمن اللبنانيين ومواقع الأطراف السياسيين.

ولا تقتصر مهمة مجلس الوزراء الصعبة على تعيين قائد الجيش، إذ أن ثمة مسألة حساسة أخرى تتمثل في تطلع المسيحيين إلى استعادة قيادة مديرية الأمن العام ، الأمر الذي يرفضه quot;حزب اللهquot; ، ويبدو أن النائب العماد ميشال عون يجهد لتحقيق هذا الهدف لأنه يقوي موقعه في الإنتخابات النيابية المقبلة.