الياس توما من براغ: حمل الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس القيادة الجورجية المسؤولية عن الحرب التي شهدتها بعض المناطق الجورجية ومنطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية مشددا على أن البدء بمغامرة عسكرية يموت فيها عدد كبير من المدنيين كان أمرا سيئا وغير مقبول .

وأضاف في مقال نشره اليوم في صحيفة ملادا فرونتا التشيكية بان إثارة مثل هذا الصراع على أطراف أوروبا ومع بداية الاولمبياد هو أمر غير مقبول بشكل مضاعف وان كانت جذور هذا الصراع تمتد لمئات السنين .

وأكد أن الرئيس الجورجي والحكومة الجورجية وبرلمان جورجيا يتحملون المسؤولية عن الأمر القائم واصفا ما أقدموا عليه بأنه خطأ شنيع وواضح . ورفض كلاوس ما وصفه بالتعبيرات التهكمية التي تقول بان الأمر قد وقع ولذلك يتوجب عدم السؤال لماذا حدث ذلك وإنما البحث الآن عن حل مشددا على انه إذا لم يتم قول الحقيقة عمن بدا هذا الصراع وماهي أغراضه فانه لم يكون بالامكان التوصل إلى حل عادل ودائم وإنما سيتم فقط وضع قوات سلام جديدة في الأماكن الملتهبة من العالم مثلما عليه الوضع الآن في العراق والبوسنة وكوسوفو ودرافور الأمر الذي يؤدي إلى تجميد هذه الصراعات لا إلى حلها .

ورفض وجود تشابه بين ما يجري في جورجيا وما جرى في مناطق أخرى في العالم في إشارة إلى التدخل العسكري للقوات السوفيتية في تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 لإخماد حركة ربيع براغ وان كانت هناك عناصر تشابه في التصورات الأساسية ورأى أن من الضروري الآن بطبيعة الحال وقف العمليات الحربية لجميع الأطراف غير انه شدد على أن الحل الطويل الأمد لا يمكن إقامته على أساس من الكذب وان كان ذلك يناسب كما قال بلاده وحلفائها سواء لأسباب آنية للسلطة أو لمصالح استراتيجية بعيدة المدى .

وأضاف ليس من الممكن ممارسة الكذب على النفس وعلى الرأي العام كما كان عليه الأمر في العراق والبلقان وفي مناطق الصراع الأخرى وبالتالي لن يكون نافعا حتى في جورجيا بل سيكون ليس فقط تهكميا وإنما أيضا خطيرا من مختلف الأوجه .

واعتبر أن من المفجع والمحزن كيف يتم التدخل الدولي ليس من اجل حل معاناة السكان المحليين وإنما لأغراض استراتيجية مشددا على أن القفاز هو وطن للناس الذين يعيشون فيه وبالتالي يجب أن لا يتخذ مبررا أو ذريعة للسياسة الدولية .وأكد أن الصراع القائم في القوقاز صراع مديد ومؤلم أخفقت كل الأنظمة السابقة في حله غير أن وقف إطلاق النار هو شرط ضروري كي تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض لحل هذه المشاكل القديمة بقواها الخاصة وليس عبر إخراج يقوم به من يريدون تحقيق مصالحهم الخاصة بهم .