فيينا: أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، الدكتور أنطونيو كوستا (إيطاليا)، أنه استناداً إلى أحدث دراسة دولية أعدها مكتب البرنامج في كابول، فقد أنخفض إجمالي إنتاج مخدرات الأفيون في أفغانستان خلال العام 2008، بحوالي 20 % عن العام 2007.

وأوضح كوستا في بيان صحافي وزعته الدائرة الإعلامية بمقر الأمم المتحدة في فيينا بعد ظهر اليوم، أن مساحة الأراضي المزروعة بمخدرات الأفيون في أفغانستان خلال العام الحالي انخفضت كذلك بنسبة 19 %، أي ما يعادل 157000 هكتار ، بعد أن كانت في العام الماضي 193000 هكتار. وأشار المسؤول الدولي إلى أنه quot;نتيجة لذلك، فقد تراجع مجموع إنتاج أفغانستان من مخدرات الأفيون إلى 7700 طن في العام الحالي بعد أن كان 8200 طن في العام الماضي، نظراً لعدة اعتبارات أهمها انخفاض مساحة الأراضي المزروعة بالأفيون، وسوء الأحوال الجوية والفيضانات التي وقعت خلال الموسم الحاليquot;

وأوضح كوستا أن quot;إنتاج الهكتار الواحد من الأراضي المزروعة بالأفيون قد تراجع بنسبة 6 %، أي من 49 كيلو غراماً في العام 2008، إلى 42.5 كيلو غراماً في العام 2007quot;. ولاحظ أنطونيو كوستا أن عدد المقاطعات الأفغانية التي أصبحت خالية من زراعة المخدرات قد ارتفع من 13 مقاطعة إلى 18 مقاطعة، أي بما بحوالي 50 % من إجمالي عدد المحافظات في أفغانستان والبالغ عددها 34 محافظة، مشيراً إلى أن العالم قد أصيب بالذهول عندما فوجئ بارتفاع إنتاج أفغانستان من مخدرات الأفيون والهيرويين إلى رقم قياسي، دفع أفغانستان إلى تصدر قائمة أكبر الدول المنتجة للمخدرات في العالم، على حد تعبيره. وأكد كوستا أن quot;سلسلة الفيضانات التي وقعت في العديد من المحافظات الأفغانية خلال الموسم الماضي، وحملات القضاء على المخدرات، ساهمت إلى درجة كبيرة في إتلاف مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالأفيون قدرت بحوالي 19047 هكتار، وبالتالي إتلاف ما يعادل أربع اضعاف إنتاج مخدرات الأفيون خلال العام الحالي والتي وصل مجموعها إلى 5480 هكتارquot;

ولكن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات اعترف أن زراعة الأفيون ما زالت مرتفعة جداً في معظم بقية المحافظات الأفغانية الـ 18، والتي اعتبرها بأنها ما تزال quot;خارج إطار سيادة القانونquot;، وقال إن الأفيون يُزرع بمعدل 98 % في سبع محافظات تقع في جنوب شرقي أفغانستان وهي: هيلماند، كانداهار، أوروزجان، فرح، نيمروز، وبنسبة أقل في دايكوند وزابول، حيث تسيطر ميليشيات حركة طالبان، وتنشط العصابات الإجرامية وتسويق المخدرات في السوق السوداء، على حد قوله. وأكد كوستا أن حوالي 103000 هكتار في مقاطعة هيلماند وحدها زُرعت بالأفيون، أي ما يعادل ثلثي المساحات المزروعة بالأفيون في عموم أفغانستان. ورأى أنه لو كانت مقاطعة هيلماند الأفغانية بلداً مستقلاً لتصدرت قائمة أكبر الدول المنتجة للأفيون بطريقة غير مشروعة في العالم.

كما اعترف أنطونيو كوستا بوجود تداخل مباشر وغير مباشر بين المناطق الأفغانية التي تتسم بالخطورة العالية نظراً لتفاوت ارتفاع إنتاج مخدرات الأفيون فيها وقال أنه quot;انطلاقاً من أن المخدرات تساهم في تمويل ميليشيات التمرد، والتي تتحمل بدورها مسؤولية تسهيل زراعة الأفيون، فلا بدّ من تكثيف الحرب على التمرد والمخدرات في وقت واحدquot;. وعزا برنامج الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات انخفاض إنتاج الأفيون في أفغانستان، بالإضافة إلى حالة الطقس السيئ إلى عامل آخر ينخرط في إطار quot;القيادة الرشيدة والحكم الرشيد في 18 محافظة أفغانيةquot;. وفي هذا السياق، قال كوستا أن السياسة التي طبقتها القيادة القوية في بعض المحافظين، وخص بالذكر محافظي باداخشان وبلخ ونانغادار، نجحت في ردع عدد كبير من المزارعين وإرغامهم على الاقلاع عن زراعة الأفيون، مشيراً إلى أهمية الحملات المناهضة لزراعة المخدرات التي ما تزال تقوم بها سلطات الأمن في المقاطعات الخالية من زراعة المخدرات.

وخلص كوستا إلى حثّ سلطات الأمن الافغانية على مواصلة حملاتها من أجل استئصال زراعة الأفيون ومكافحة الفساد والأنشطة الإرهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات وذلك بالتعاون والتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية وفي طليعتها قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو).