واشنطن، وكالات: هاجم السناتور جو بايدن في كلمته أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، المرشح الجمهوري جون ماكين وقال أن أميركا لا تحتاج إلى جندي جيد في البيت الأبيض، لكنها تحتاج الى قيادة باراك اوباما الحكيمة. وقال بايدن الذي يخوض الحملة الانتخابية مع اوباما كنائب له quot; الخيار في هذه الانتخابات واضح فالعصر يتطلب اكثر من مجرد جندي مخلص فعصرنا هذا يحتاج الى قائد حكيم قائد يملك القدرة على التغيير التغيير الذي يعلم الجميع اننا في امس الحاجة اليه واوباما هو الرجل الذي سيحقق هذا التغييرquot;. وقبل بايدن ترشيح الحزب الديمقراطي له وأشاد باوباما قائلا انه زعيم حكيم سيقود امريكا في مسار جديد وينتشلها من حرب العراق. وقال بايدن (65 عاما) الذي يقضي عامه الخامس والثلاثين في عضوية الكونغرس quot;نعم. نعم. أنا أقبل اختياركم لي للترشح والعمل مع باراك أوباما الرئيس القادم للولايات المتحدة.quot;

وتمت تسمية بايدن رسميا الاربعاء في مؤتمر الحزب الديمقراطي كمرشح عن منصب نائب رئيس الولايات المتحدة. وفي نهاية خطاب بايدن، صعد باراك اوباما الى المنصة واعلن اعتزازه بان عائلة بايدن باكملها معه في رحلته نحو البيت الابيض. كما امتدح اوباما بشدة بيل وهيلاري كلنتون وتعهد في ظهور مفاجيء في مؤتمر الحزب الديمقراطي quot; باستعادة اميركاquot;.

وقال اوباما ان قراره بالقاء خطابه في استاد يضم 70 الف شخص بدلا من قاعة المؤتمر كان الهدف منه حشد اكبر عدد من الجمهور. وقال quot; في بداية هذه الحملة كان لدينا فكرة بسيطة وهي ان التغيير في امريكا لا يبدأ من القمة للقاع ولكن من القاع للقمةquot;.

كلنتون يدعم اوباما

وكان في وقت سابق قد اعرب الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عن دعمه القوي لحملة السيناتور باراك اوباما للترشح الى الرئاسة الاميركية المقبلة. وقال كلينتون، في كلمة امام مؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي اعلن فيه رسميا ترشيح اوباما عن الحزب، ان لاوباما quot;قدرة مذهلة على الهام الناسquot;. وقال كلنتون ان اوباما quot;جاهز لقيادة امريكا، واستعادة القيادة الاميركية في العالمquot;.

وتراجع كلنتون عن الهجوم الذي شنه على اوباما خلال الانتخابات التمهيدية للحزب حيث اشار كلنتون وهيلاري الى ان اوباما ليس مستعدا للبيت الابيض، خاصة في قضايا متعلقة بالدفاع القوميquot;. وقال كلنتون quot;مع دعم جو بادين بخبرته وحكمته، لاوباما بقدرته على الفهم وببصيرته وطبائعه الجيدة، سيكون لدى امريكا القيادة الامنية القومية التي نريدهاquot;. يذكر ان كلنتون دعم حملة زوجته السناتور هيلاري كلنتون بقوة وحماسة في معركتها الطويلة ضد اوباما، واستقبل بصعوبة بهزيمتها امامه. وتأتي تصريحات كلينتون في وقت ينتظر فيه الديمقراطيون سماع رأيه عقب انتقادات سابقة وجهها الرئيس السابق لغريم زوجته في منافسات الترشح عن الحزب الديمقراطي.

ترشيح اوباما رسميا

وبهذا الترشيح سيواجه اوباما منافسه الجمهوري جون ماكين في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وقد حصل اوباما على الترشيح الرسمي للحزب، والذي كان متوقعا، خلال المؤتمر المنعقد في مدينة دنفر في ولاية كولورادو. يذكر ان الانتخابات الامريكية ستجرى في الرابع من نوفمبر لاختيار رئيس جديد للبلاد بعد عهدين قضاهما الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش في سدة الحكم.

ومن شأن ترشيح اوباما ان يضعه منافسا قويا لان يكون اول رئيس اميركي من عرق مختلط، اي من اب اسود وام بيضاء. كما ان اهمية ترشيح اوباما تأتي من انه تمكن من تجاوز منافسته السابقة هيلاري كلينتون، العضو البارز في الحزب الديمقراطي، والسيدة الاولى السابقة في البيت الابيض.

وتظهر آخر استطلاعات الرأي الامريكية ان المنافسة لم تحسم حتى الآن لاي من المرشحيّن، اوباما وماكين، الذي يستمر في انتقاد اوباما بالقول انه يفتقر الى الخبرة في ادارة شؤون البلاد. كما انه من غير الممكن التكهن بعدد الناخبين الاميركيين الذين سيعطون اصواتهم لرئيس اسود، الذي تدور حوله تساؤلات عن وطنيته، وعن كونه مسلما في حقيقته.

وستكون امام اوباما مهمة اعادة رص صفوف الحزب بعد الانقسامات التي تعرض لها عقب حملات التنافس على تشريح الحزب بينه وبين كلينتون. الا ان هيلاري كانت قد قدمت دعما قويا لاوباما خلال كلمتها امام المؤتمر مساء الاربعاء، وقالت انه ستعطي صوتها له وتتوقع ان يكون رئيسا لها.

وفي خطابها المؤثر قالت هيلاري انه بالرغم من المنافسة القوية التي خاضتها ضده في الانتخابات التمهيدية الا انهما فريق واحد تحت مظلة الحزب الديمقراطي. ودعت هيلاري اتباع الحزب الى انتخاب اوباما من اجل السياسات التي دافعت عنها سواء على صعيد توفير التأمين الصحي لكل مواطن امريكي او توفير فرص العمل او اعطاء الدبلوماسية دورا اكبر في حل الخلافات الدولية.

باراك اوباما او الحلم باميركا متصالحة مع ذاتها

يشبه باراك اوباما (47 عاما) الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي في قوة شخصيته والامل في التغيير الذي يجسده. وقد طلبت منافسته السابقة هيلاري كلينتون من المندوبين في مؤتمر الحزب اعلان سناتور ايلينوي مرشحا للرئاسة. ولم يبق لاوباما سوى شهرين ليقنع البلاد بانه قادر على الفوز على الجمهوري جون ماكين وعلى تغيير وجه اميركا. وقد قطع المرشح الديموقراطي طريقا طويلا قبل ان يبلغ هذا الموقع.

فعندما ولد في الرابع من آب/اغسطس 1961 في هاواي، من اب اسود من كينيا وام بيضاء من ولاية كنساس، كان الزواج بين الاعراق المختلفة محظورا في كل ولايات الجنوب الاميركي تقريبا، قبل ان تسمح به المحكمة العليا في حزيران/يونيو 1967. وقد تساءل اوباما خلال تجمع انتخابي مؤخرا quot;من كان يصدق ان اسود في السادسة والاربعين من العمر يدعى باراك اوباما سيصبح يوما مرشح الحزب الديموقراطي؟quot;.

ويحمل اوباما اسما ثانيا هو حسين لم يتردد اليمين الجمهوري في التركيز عليه. كما يشير اليه معلقون في بعض الاحيان، سواء عن سوء نية او عن غير قصد، باسم اسامة، مثل اسم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وبرز باراك اوباما فجأة في تموز/يوليو 2004 عندما كان برلمانيا محليا في شيكاغو وتحدث امام مؤتمر الحزب الديموقراطي.

وقد رأى ملايين الاميركيين في هذا الرجل الاسود النحيل الذي جاء يدافع عن المرشح الرئاسي السابق جون كيري، ممثلا لارادتهم بدعوته الى المصالحة بين الاميركيين وطرح اختلافاتهم جانبا.

وفي حال انتخابه رئيسا، يريد اوباما الذي يدعو الى المصالحة بين الاميركيين، ان يكون بطل هذه المصالحة. وهو يؤكد خصوصا على ارث بطلين سابقين، المدافع عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ والرئيس الراحل جون كينيدي. ويشكك خصومه في قدرته على تحقيق هذا الطموح. وقد شككوا خلال الحملة الانتخابية بقدرته على قيادة البلاد واتهموه quot;بالنخبويةquot; ووصفوه بانه quot;ساذجquot; وشددوا على افتقاده للخبرة.

وكان quot;الاملquot; هو الموضوع الرئيسي لحملة السناتور اوباما. وقد اثار ذلك حماس مناصريه لكن تساؤلات عدة طرحت. فبعض خصومه تساءلوا عن اي امل يتحدث واتهموه باستغلال عبارات جوفاء. واوباما الذي عاش مع والدته في اندونيسيا ثم في هاواي مع جديه لامه التي توفيت بسرطان في 1995، هو قبل كل شيء رجل مثقف.

درس في جامعة كولومبيا وحصل على شهادة تؤهله لمهنة مربحة في قطاع المال، لكنه اختار العمل الاجتماعي في معازل السود في جنوب شيكاغو. وغادر المدينة بعد ذلك ليدرس في هارفرد، المعبر التقليدي للنخبة الاميركية. وهو اول اسود عين رئيسا لتحرير نشرة الجامعة quot;هارفرد لو ريفيوquot; في 1991.

وبعد هارفرد، عاد الى شيكاغو للعمل محاميا في مكتب التقى فيه المحامية ميشال التي تحمل شهادة من جامعتي برينستن وهارفرد والتي اصبحت زوجته وquot;صخرةquot; حياته كما يلقبها. وقد رزقا بابنتين ماليا (تسع سنوات) وساشا (سبع سنوات). وفشل اوباما في شغل مقعد في مجلس النواب في العام 2000 لكنه انتخب عضوا في مجلس الشيوخ في العام 2004 واصبح السناتور الاسود الوحيد في الكونغرس.

ينظر اليه على انه يساري بسبب رفضه الحرب في العراق ودفاعه عن الحق في الاجهاض ومعارضته تعيين محافظين في المحكمة العليا. لكن اوباما يرفض هذا التصنيف وقد وعد بالا يزيد الضرائب الا تلك المفروضة على اصحاب الدخل الكبير، مؤكدا انه يعتزم العمل مع الجمهوريين. فهو يريد ان يكون براغماتيا اولا.