الجلبي يرفض إعتقال مدير quot;إجتثاث البعثquot; ويدعو لإطلاقه فورا
تفاقم الأزمة بين الأكراد وبغداد والجيش يكمل إنتشاره بديالى
أسامة مهدي من لندن: تفاقمت الازمة بين الكومتين الكردستانية والعراقية اثر الاعلان عن اكمال الجيش العراقي اليوم انتشاره في مناطق متنازع عليها بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد بالضد من رغبة الاكراد وبالترافق مع تأكيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان للجيش الحق في دخول اي منطقة من البلاد الامر الذي استدعى الى التهيئة لعقد اجتماع عاجل للقادة العراقيين لبحث هذه القضية التي وصفتها الرئاسة العراقية بانها quot; أزمة خطيرة تلوح في الافق quot; .. بينما رفض رئيس الهيشة العليا لاجتثاث البعث رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي اعتقال القوات الاميركية للمدير في الهيئة علي فيصل اللامي مطالبا بأطلاق سراحه فورا وداعيا الى وقف عمليات الاعتقال العشوائي التي تمارسها هذه القوات .
فبعد ساعات من تأكيد الرئاسة العراقية في بيان صحافي تسلمت quot; ايلاف quot; نسخة منه اليوم ان اجتماعا عاجلا للقادة العراقيين سيعقد خلال ايام قليلة في بغداد لبحث هذه ازمة خانقين وان وفدا رفيعا من حكومة اقليم كردستان سيشارك فيه قال آمر اللواء الرابع في الفرقة الخامسة من الجيش العراقي العميد منعم علي إن قواته احكمت اليوم الخميس السيطرة على اغلب المناطق التابعة لقضاء خانقين وهي التي رفض الاكراد بشدة دخول الجيش اليها . واكد أن جنود اللواء الرابع تمكنوا من احكام السيطرة بالكامل على مناطق قرتبة وجلولاء والسعدية التابعة لقضاء خانقين (155 شمال شرقي محافظة ديالى) كما ابلغ وكالة quot;اصوات العراقquot; التي قالت ايضا ان القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان اعتبر إرسال قوات عسكرية إلى قضاء خانقين دون تنسيق مسبق مع حكومة إقليم كردستان يأتي في إطار ممارسة quot;ضغوط سياسيةquot; على الأكراد. واضاف ان هناك ضغوطا تمارسها الحكومة العراقية والجانب الأميركي لتحجيم دور الأكراد في المناطق المختلطة ولتغيير الموقف الكردي الرافض للمادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات.
واثارت هذه المادة من القانون الذي اقره مجلس النواب العراقي في الثاني والعشرين من الشهر الماضي ردود أفعال غاضبة من قبل الأكراد الذين رأوها تعسفا بحقهم حيث انسحبت كتلة التحالف الكردستاني من جلسة المجلس التي تم خلالها إقرار القانون فيما خرجت تظاهرات في كركوك واربيل والسليمانية ودهوك للاحتجاج على هذه المادة التي تنص في جوهرها على تأجيل الانتخابات في كركوك إلى اجل غير مسمى.
وتنفذ القوات العراقية بمساندة من القوات الأميركية منذ اواخر الشهر الماضي عملية أمنية واسعة في محافظة ديالى أطلق عليها quot;بشائر الخيرquot; بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تنشط فيها وشملت العملية في الفترة الأخيرة مناطق تابعة لقضاء خانقين انسحبت على أثرها قوات البيشمركة من ناحيتي قرتبة وجلولاء التابعيتين للقضاء وذلك باتفاق بين السلطات الكردية والحكومة المركزية ببغداد.
وابدى رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني لدى اجتماعه في اربيل امس مع وفد رفيع للسفارة الأميركية استغرابه من دخول الجيش العراقي إلى قضاء خانقين الذي وصفه بالآمن مطالبا بالتنسيق مع حكومة الاقليم كما نقل عنه بيان لرئاسة كردستان. واضاف ان خانقين منطقة آمنة وأنه من العجب أن يدخلها الجيش العراقي بحجة القضاء على الارهاب . وتساءل عن سبب انعدام التنسيق بين الجيش وحكومة كردستان .
ويعد قضاء خانقين من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان بأمل حل النزاع بشأنها من خلال تطبيق المادة 140من الدستور العراقي وشهد القضاء الثلاثاء الماضي تظاهرة طالبت بخروج القوات الامنية العراقية منه . ويقع قضاء خانقين على بعد 155 كم شمال شرق مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى التي تبعد 65 كم شمال شرق بغداد.
وحسب المادة 140 من الدستور العراقي فإن مشكلة المناطق المتنازع عليها وأبرزها محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط، تعالج على ثلاث مراحل وهي التطبيع ثم إجراء إحصاء سكاني يعقبه استفتاء بين السكان على مصير هذه المناطق الأمر الذي سيقرر ما إذا كانت كركوك ستبقى كمحافظة أو تنضم إلى إقليم كردستان. وكان من المفترض أن تنجز هذه المراحل الثلاث خلال مدة أقصاها نهاية كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي لكنها مددت ستة أشهر انتهت في بنهاية حزيران (يونيو) الماضي ولم تمدد لفترة اخرى بالرغم من عدم تنفيذها لحد الان .
وفي وقت سابق اليوم قالت الرئاسة في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; ان نائب الرئيس طارق الهاشمي قد تلقى مكالمة هاتفية من بارزاني حيث quot;بحثا معاً الاحداث الجارية في محافظة ديالى ودستورية تواجد القوات الفيدرالية المسلحة في قضاء خانقين واستمع الهاشمي في هذا الصدد الى وجهة نظر رئيس الاقليمquot;. واضافت ان الهاشمي قد احاط بارزاني quot;بقرارات الاجتماع الطاريء للمجلس التنفيذي الثلاثاء الماضي وحثه على التعاون ودعم المساعي السياسية الهادفة الى نزع فتيل ازمة خطيرة تلوح في الافق ودعاه للانضمام الى اجتماع عاجل يضم القادة السياسيينquot; . واوضحت الرئاسة ان بارزاني سيبعث الى بغداد وفدا رفيع المستوى لهذا الغرض لكنها لم توضح موعد اجتماع القادة العراقيين .
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال امس تعليقا على رفض الاكراد دخول القوات العراقية بعض المناطق المتنازع عليها quot; ان الجيش العراقي هو quot;جيش اتحادي له حق دخول اي منطقة في العراق سواء كانت في اقليم او محافظةquot;.
ومن جهته اتهم رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين الحكومة العراقية بالتفرد في اتخاذ القرارات الامنية محملا اياها مسؤولية الاحتقان الذي تعيشه مدينة خانقين اثر دخول القطاعات العسكرية العراقية اليها. وقال في تصريح صحافي quot;يجب ان يكون الاكراد جزءا من هذا القرار و نحن نعلم ان رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة لكن هذه القرارات العسكرية الخطيرة والتي تؤدي الى ردود فعل سياسية او حساسيات ينبغي ان يتم التنسيق والتشاور فيها ونحن لانقبل ان يقرر كل شيء على حساب ان هذه القرارات هي من صلاحية شخص واحد لان قرارات حساسة تخص مناطق حساسة يجب ان تكون عبر التنسيق وبصورة مشتركةquot;.
الجلبي يرفض اعتقال مدير quot;اجتثاث البعثquot; ويدعو لاطلاقه فورا
رفض رئيس الهيشة العليا لاجتثاث البعث رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي اعتقال القوات الاميركية للمدير في الهيئة علي فيصل اللامي داعيا لاطلاق سراحه فورا داعيا الى وقف عمليات الاعتقال العشوائي التي تمارسها هذه القوات .
وقال الجلبي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان ان اعتقال القوات الاميركية لعلي فيصل اللامي مدير عام المتابعة والتنفيذ في هيئة اجتثاث البعث عمل مدان ضد احد كبار موظفي الهيئة والذي كان له دور كبير اساس في عمل الهيئة وجعلها قوة حقيقية ساندة للمصالحة الوطنية في العراق . واضاف ان اللامي مشهود له بمقاومة نظام صدام حيث كان يؤدي دورا بارزا في التصدي له برغم المخاطر التي كانت تحيط به وسبق ان اعتقلته قوات ذلك النظام بسبب مواقفه الشجاعة والعملية ضدها .
واشار الجلبي الى ان اللامي كان مشاركا في مجلس الحكم (الذي تشكل بعد سقوط النظام عام 2003 لادارة دفة الحكم في البلاد خلال الفترة الانتقالية) كونه نائب الشيخ عبد الكريم المحمداوي عضو المجلس وساهم في عمل المجلس ودافع عن العراق وشعبه وسيادته . واوضح انه ساهم ايضا بجهد فاعل في تهدئة الاوضاع في وحقن دماء العراقيين في احداث النجف عام 2004 (التي شهدت مواجهات بين القوات العراقية والاميركية وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر) .. واستمرارا في احداث مدينة الصدر (التي شهدت في اذار مارس الماضي مواجهات مماثلة لتلك التي حدثت في النجف) حيث ساهم في ايقاف المعارك الاخيرة فيها وعودة الهدوء اليها .
واضاف الجلبي ان هذا العمل من قوات التحالف يؤكد من جديد ضرورة ايجاد حل لقضية الاعتقال العشوائي للعراقيين الذي تقوم به القوات الاميركية ضاربة بعرض الحائط حقوق المواطن العراقي المنصوص عليها في الدستور حيث يتضح ان كل عراقي معرض للاعتقال والاحتجاز دزن تبيان الاسباب . واشار الى ان وسائل الاعلام قد تناولت تهم واشاعات ضد اللامي quot;ونحن نطالب باحالة هذه التهم الى القضاء العراقي ليتم التحقيق فيها بشكل اصولي حسب القوانين العراقية لتبت فيها المحاكم لبيان الحق من الباطلquot; . وقال quot;اننا نطالب باطلاق سراح فيصل فورا وتقديم الاعتذار لعائلته لما اصابهم من صدمة وضرر لحق بهم ونحن على ثقة انه مستعد لوضع نفسه بتصرف القضاء العراقي لمواجهة التهم التي نسبت اليه . احمد الجلبي رئيس الهيئة العليا لاجتثاث البعثquot; .
واعتقلت القوات الاميركية امس اللامي بتهمة تدبير تفجيرات اودت بحياة جنود وموظفين اميركيين وعراقيين وبعلاقة مع المجاميع الخاصة المتعاونة مع ايران . فقد اعتقلت قوات اميركية مسؤولة عن حماية مطار بغداد الدولي المسؤول بهيئة اجتثاث البعث التي اصبحت هيئة المساءلة والعدالة بعد الغاء الهيئة السابقة عل لدى وصوله مع زوجته الى العاصمة العراقية قادما من لبنان .
وقال المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات عبد اللطيف الريان ان القوات quot;اعتقلت أحد كبار قياديي المجاميع الخاصة في مطار بغداد الدوليquot; من دون تسمية المعتقل . والمجاميع الخاصة تسمية تطلقها القوات الاميركية على مسلحين منشقين عن جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وتتعاون مع ايران تسليحيا ولوجستيا وتنفذ عمليات مسلحة ضد قوات التحالف بتخطيط ايراني .
واكد الربان أن quot;الشخص المعتقل كان يقوم برحلات من العراق إلى إيران ولبنانquot; موضحا في تصريح بثته وكالة quot;اصوات العراقquot; أنه quot;كان يلتقي بعناصر من المجاميع الخاصةquot;. واوضح ان عملية الاعتقال تمت في مطار بغداد الدولي بالتنسيق بين قوات التحالف وسلطات أمن المطارquot;. وأضاف أن القيادي الذي اعتقل متهم quot;بالتخطيط لعملية التفجير التي نفذت ضد المركز الاستشاري الأمني بمدينة الصدر في الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) الماضيquot; وادى الى مقتل موظفين اثنين في وزارة الخارجية الأميركية وجنديين أميركيين اثنين إضافة إلى مقتل وجرح عشرة مدنيين وعسكريين عراقيين .
التعليقات