طلال سلامة من روما: يجد quot;بيار فرديناندو كازينيquot;، رئيس حزب quot;اتحاد الديموقراطيين المسيحيينquot; المتعاون مع اليساريين في الوقت الراهن، نفسه اليوم على تقاطع طريق ربما ستكون نهايته مصالحة ومغازلة بينه وبين ائتلاف برلسكوني أم تحطيماً معنوياً وسياسياً وعملية ابتزاز ثقيلة المعيار ينقض بها عليه برلسكوني ومن دون مساعدة أحد. فما سيكون خيار كازيني؟ هل سيقع هذا الخيار في العودة مجدداً الى صفوف تيار الوسط اليميني مبعداً هكذا حزبه عن محور الوسط السياسي الإيطالي وعلاقاته الجيدة مع تيار الوسط اليساري؟ مما لا شك فيه أن أي رفض لكازيني حيال عروض برلسكوني quot;السخيةquot; ستقتله سياسياً بواسطة صدمة أوروبية يدبرها له البعض في صفوف الوسط اليميني الحاكم.

لا يمكن لأي سياسي هنا رفض خطوة برلسكوني المغرية جداً الذي يعرضها على كازيني، على طبق من الألماس. فرجوع كازيني الى صفوف اليمينيين سيفتح أمامه مراكز ونفوذات من المعيار الذهبي في الحكومة. وربما قد يعرض برلسكوني عليه قيادة حزبه، بصيغته الجديدة بعد سلسلة من عمليات الاندماج القريبة مع أحزاب أخرى على رأسها الاتحاد الوطني اليميني. أما في حال رفض كازيني لهذا العرض فان حزبه، أي quot;اتحاد الديموقراطيين المسيحيينquot;، قد quot;ينقرضquot; تمثيله في الاتحاد الأوروبي. وهذه آلية ابتزازية سيلجأ إليها برلسكوني، دون شك، ان كانت جميع محاولات الغزل ستذهب هدراً في وجه quot;الخائنquot; كازيني الذي فضل الالتجاء الى اليساريين عقب تقهقر الاثنين معاً في الانتخابات الوزارية.

من الجانب الآخر، يعلم المسؤولون في الحزب الديموقراطي أن عودة كازيني مجدداً الى مدرسة برلسكوني قد توجه إليهم ضربة قاضية. هكذا، يسعى فلتروني الى جر كازيني وحزبه الى خوض جولة أخرى من المعارك السياسية مع برلسكوني. حتى quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال، يعرب عن استعداده للتنحي من منصبه واستعداده لتسليم وزارة الإصلاحات الى كازيني في حال انضم الأخير الى صفوف برلسكوني ووافق على التصويت لصالح اقتراح القانون الفيدرالي. في أي حال، يبدو أن عرض برلسكوني الى كازيني يخفي بين طياته quot;أمراً صارماًquot; لن ينجح كازيني في عدم إرضائه بسهولة.