أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة التايمز اللندنية اليوم الخميس عن أن وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; ألغت مؤخراً صفقة لشراء 179 طائرة من ناقلات الوقود الضخمة التي كان ستوفرها شركة إيرباص الأوروبية العملاقة والمتخصصة في صناعة الطيران لسلاح الطيران الأميركي.
وأزاحت الصحيفة النقاب عن أن مسؤولي البنتاغون أقدموا علي تلك الخطوة بعد أن تم تكوين لوبي سياسي عنيف من قبل الشركات الأميركية. وأوضحت الصحيفة أن تلك الصفقة كانت ستؤمن لبريطانيا 11 ألف وظيفة ، حيث كانت ستصنع أجنحة هذا العدد الضخم من الطائرات هناك في صفقة دفاعية كانت ستزيد قيمتها عن 4 مليارات إسترليني، ما كان سيمثل انتعاشة كبرى لاقتصاد البلاد.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأميركي روبيرت غيتس قوله انه قام بإلغاء تلك الصفقة لأنها تقترب من أمور عاطفية. في حين أكد محللون مختصون في الشؤون الدفاعية على أن البنتاغون يبدو وكأنه قد خضع للضغوطات السياسية لحماية الوظائف الأميركية. فعملاقة صناعة الطيران الأميركية quot;بوينغquot; خسرت الصفقة أمام quot; إيرباص quot; ، ويعتقد أنها أنفقت الملايين من الدولارات كي تكون تحالفات مع سياسيين في واشنطن من أجل إعادة الصفقة الضخمة لتطرح كمناقصة مرة أخرى.
وقال بيرني هاميلتون ، الرئيس الوطني لإتحاد أميكاس الذي يمثل عمال إيرباص البريطانيين :quot; لقد طغت السياسة على الإجراء الصحيح الذي كان يجب أن يتخذ ، ويجب على الحكومة البريطانية أن تفكر في هذا الأمر مليا quot;. وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة ناقلات الوقود التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار أميركي ( 20 مليار إسترليني ) هي أضخم مشروع دفاعي في العالم والأولوية القصوى لسلاح الطيران الأميركي، فالأسطول الذي يمتكله الآن من تلك النوعية من الطائرات يبلغ عددها 74 طائرة ويعود تاريخ تصنيعها لعام 1961 وهو يسعى الآن لاستبدالها.
وكانت شركتا quot;نورثروب غرومانquot; الدفاعية والتي يوجد مقرها بالولايات المتحدة وشركة quot;EADS quot; التي تمتلك شركة إيرباص قد فازتا بصفقة طائراتهم من طراز الـquot;A330quot; ، على أن يتم تصنيع الأجنحة الخاصة بتلك الطائرات في مصنع بروغتون في ويلز الشمالية. وكان من المفترض أن تؤمن تلك الصفقة للمصنع أعمالا إضافية على مدار السنوات المقبلة والمساعدة أيضا في تأمين 11 ألف وظيفة في أحد مواقع التصنيع ببريطانيا. كما كانت تلك الصفقة غاية في الأهمية للصناعة البريطانية حيث سبق وأن قام كل من توني بلير و غوردون براون بالترويج لطائرات الإيرباص من خلال مناقشات أجروها مع البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة فان البنتاغون قد ألغى تلك الصفقة وسيؤجل وضعها أمام الشركات كمناقصة إلي بعد الانتخابات الأميركية ، ومن المتوقع أن تبدأ المنافسة الجديدة علي الصفقة العام المقبل ، ما يعني أن quot;بوينجquot; ستحصل على مزيد من الوقت لتقديم عرض أفضل وأضخم.
التعليقات