لا باز (بوليفيا): سعت حكومة بوليفيا يوم السبت لتهدئة موجة من العنف السياسي حيث أجرت محادثات مع زعيم بالمعارضة بعد وقت قصير من إعلانها الأحكام العرفية في منطقة قتل بها 15 شخصا في اشتباكات. ودعا الرئيس اليساري ايفو موراليس إلى المحادثات في محاولة لنزع فتيل الأزمة في الصراع المرير على السلطة مع حكام الأقاليم من المعارضة الذين يعارضون بشدة إصلاحاته الاشتراكية ويريدون نصيبا أكبر من موارد الطاقة في مناطقهم.

وأجرى ماريو كوسيو حاكم منطقة تاريخا الغنية بالغاز الطبيعي محادثات مع الفارو غارسيا لينيرا نائب الرئيس في قصر الرئاسة صباح السبت. وقال كوسيو انه يمثل ثلاثة حكام اخرين من المعارضة رفضوا المحادثات. وواصل المحتجون المناهضون للحكومة اغلاق الطرق في المناطق الشرقية مما سبب نقصا في الوقود والغذاء في مدينة سانتا كروز التي تقودها المعارضة. وصرح مسؤولون بأن المحتجين دمروا او اشعلوا النار في نحو 30 مبنى عاما.

وأرغمت المظاهرات العنيفة التي أثارت قلقا عند البلدان المجاورة السلطات على قطع الصادرات من الغاز الطبيعي الى الارجنتين والبرازيل ومع ذلك استؤنفت الإمدادات بشكل شبه طبيعي في وقت لاحق. ووقعت أسوأ أعمال عنف في الامازون في منطقة باندو التي أعلنت فيها الحكومة الاحكام العرفية يوم الجمعة.

وقال مسؤولون ان 15 شخصا على الاقل معظمهم من الفلاحين المناصرين للحكومة قتلوا في الاشتباكات مع مؤيدي حكام الاقاليم من المعارضة. وذكر نائب وزير تنسيق الحركات الاجتماعية ساشي لورينتي quot;انها كانت مذبحة ضمن أسود الصفحات في تاريخنا وأحد الاحداث الاكثر دموية في بلادنا.quot; وأضاف أن الفلاحين نصبت لهم كمائن وتعرضوا لهجمات بالاسلحة الرشاشة يوم الخميس.

وذكرت لجنة الصليب الاحمر أنه ليس هناك على الفور أي تأكيد من جهة مستقلة بشأن الطريقة التي قتل بها هؤلاء الاشخاص لكن عمال إغاثة خططوا للسفر الى موقع المذبحة يوم السبت.

وقال موراليس الذي فاز في انتخابات جرت في أغسطس اب الماضي بحصوله على 67 بالمئة من الاصوات ان ادارته مستعدة لاجراء محادثات مع معارضيها لكن التوصل الى اتفاق سيكون صعبا. وكان موراليس وهو مزارع سابق لنبات الكوكا واول رئيس لبوليفيا من اصل هندي قد أثار غضب خصومه بخطط لاصلاح الدستور وتقسيم المزارع لاعطاء ارض للفلاحين.

ويريد الحكام قدرا اكبر من الحكم الذاتي لمناطقهم وينحون باللائمة على موراليس في اعمال العنف والتخريب في خطوط الانابيب في الاونة الاخيرة مما اثار فوضى في صناعة الغاز الطبيعي وهي اكبر مصدر للدخل في بوليفيا. وأثارت الازمة توترات مع الولايات المتحدة.

وكرر موراليس وهو حليف وثيق للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اتهامات بان المعارضة تتبع اوامر من السفير الاميركي فيليب جولبيرج الذي قام بطرده من البلاد في الاسبوع الماضي. وردت واشنطن بطرد السفير البوليفي.