واشنطن: نظريا يبدو يوم التصويت هو خلاصة ما يمكن أن يبني عليه الأميركيون مواقفهم لاختيار من سيقودهم، لكن فعليا فإنّ التصويت بدأ بغضّ الطرف عن الجدل الذي ستثيره المناظرات بين أطراف quot;النزاع.quot; وعمليا فإنّه، وقبل شهر ونصف الشهر من الموعد التاريخي، أدلى ناخبون في كنتاكي وكارولينا الجنوبية وفرجينيا بأصواتهم فعليا.

وعلى الصعيد الوطني، وفق أسوشيتد برس، من المتوقع أن يدلي ثلث الناخبين بأصواتهم قبل الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني اليوم المخصص للتصويت، وذلك بعد قرارات توسيع قاعدة التصويت بالغياب، ناهيك أنّ 30 ولاية تجيز للناخبين المسجلين الإدلاء بأصواتهم بكيفية أبكر من الموعد المقرر، سواء بعدم حضور الشخص نفسه أو باستخدام البريد الإلكتروني.

وفعلا فإنّ الناخب غريغ ديرينغ، من لويسفيل، أدلى بصوته ومنحه للسيناتور باراك أوباما، قائلا quot;أنا متأكد أنه من هنا وحتى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، لن يحدث ما يجعلني أندم على اختياري.quot; وتظهر الأرقام أنّ التصويت المبكّر في تزايد حيث أنّ 16 بالمائة من الناخبين أدلوا بأصواتهم مبكرا عام 2000 و22 بالمائة في انتخابات 2004.

وأوراق التصويت متوفرة فعلا ومن الآن في عدد من الولايات وستكون جاهزة في 20 ولاية أخرى بنهاية الأسبوع. وبحلول الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول، سيكون المصوتون بالغياب قد منحوا فعلا أصواتهم لهذا المرشح أو ذاك في بضع ولايات. وبمنتصف الأسبوع الماضي، كان 84 ناخبا قد أدلوا بأصواتهم في كارولينا الجنوبية، يعيشون خارج البلاد أو يعملون في الجيش، وفق المتحدث باسم لجنة الانتخابات في الولاية كريس وايتماير.

وفي لويسفيل، فتحت مراكز الانتخاب أبوابها الخميس، أمام من يثبت أنه ليس بمقدوره الحضور في اليوم الرسمي للانتخابات. كما بدأت منطقة فيرفاكس بفرجينيا قبول أصوات الغائبين، منذ الجمعة. غير أنه لن يتمّ فرز الأصوات إلا بعد الانتهاء من جميع عمليات التصويت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، زيادة على كون عدد من الولايات لا تستطيع الانتهاء من الفرز سوى في أيام أو اسابيع.

ويذكر أنّ التصويت لا يكون إلا بالبريد الإلكتروني في أوريغون أين تصل النسبة إلى 100 بالمائة متبوعة بواشنطن، كما أنّ التصويت المبكر في كولورادو ونيفادا وتينيسي وأريزونا يمكن أن يصل إلى 40 بالمائة وحتى نصف عدد الأصوات التي تمّ الإجلاء بها. وفي ولاية مينيسوتا، يبدأ التصويت quot;بالغيابquot; في منتصف أكتوبر/تشرين الأول حيث طلب الكثيرون البطاقات الانتخابية.

غير أنّ هذه quot;الصيحةquot; تبدو جديدة على مناطق أخرى مثل أوهايو، أين اندلعت معركة قضائية ضدّ حاكمة الولاية وهي ديمقراطية بسبب quot;تأويلهاquot; لقانون التصويت الغيابي. وغيّرت الولاية قانونها الانتخابي عام 2005 للسماح للمسجّلين بالإدلاء بأصواتهم غيابيا انطلاقا من 30 سبتمبر/أيلول. وقررت الحاكمة أن تتمّ العمليات، التسجيل والتصويت، بين 30 سبتمبر/أيلول والسادس من أكتوبر/تشرين الأول.

غير أنّ الجمهوريين، انتابهم الغضب ورفعوا شكوى ضدّ القرار حيث يرون أنّه يتعيّن على الذي سيدلي بصوته quot;غيابياquot; أن يكون مسجّلا لمدة 30 يوما. ويرى الجمهوريون أنّ القرار يستهدف الاستفادة من أصوات الآلاف من الطلبة بالسماح لهم بالقيام بعمليتي التسجيل والتصويت دفعة وحدة.