دمشق: نفى ناشط سياسي فلسطيني أن تكون السلطات السورية طلبت من فصائل فلسطينية عاملة في البلاد إغلاق كافة مكاتبها والاكتفاء بمكتب للخدمات فقط، مؤكداً أن جميع القوى الفلسطينية المقيمة في دمشق مازالت تمارس دورها ونشاطها السياسي والإعلامي والاجتماعي، واعتبر هذا الافتراض لايعدو كونه خبراً quot;ملفقاًquot; يتم تسريبه لـquot;الإساءةquot; للعلاقات السورية الفلسطينية.

وكانت ترددت تقارير صحافية نقلت عن مصدر في الجبهة الشعبية قوله إن دمشق طالبت من الفصائل الفلسطينية المعارضة للسلطة الفلسطينية إغلاق مكاتبها والاقتصار فقط على مكتب خدمات، إلى جانب أنها تقليص عدد الفلسطينيين النازحين من لبنان عقب الانسحاب السوري من هناك.

وقال الناشط السياسي الفلسطيني علي بدوان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;أعتقد أن الخبر المشار إليه غير صحيح على الإطلاق، فالوقائع على الأرض تفصح عن ما يناقضه، حيث مازالت جميع القوى الفلسطينية المعروفة تمارس دورها وحضورها بين صفوف الشعب الفلسطيني وداخل تجمعاته في سورية دون أي تغيير بالنسبة لتواجدها ونشاطها العلني، وهو نشاط سياسي وإعلامي واجتماعي وثقافي كما هو معلوم للجميعquot;. وأشار إلى استمرار عمل المؤسسات الفلسطينية التابعة لهذه الفصائل، وقال quot;عليه، فإن الخبر المشار إليه لايعدو كونه خبراً ملفقاً وممجوجاً يتم تسريبه من حين لأخر من قبل البعض لأغراض مسيئة للعلاقات الوطنية والقومية والكفاحية التي تربط سورية وفلسطينquot;، على حد تعبيره.

وذكّر بدوان بأن القوى الفلسطينية المعروفة في الساحة السورية quot;تتمتع بنشاط إعلامي وسياسي واجتماعي فوق الأراضي السورية منذ انطلاقة حركة المقاومة الفلسطينية فجر العام 1965، ولم يطرأ أي تغيير على هذا الوجود المشروع في البلاد منذ ذاك الحين، بالرغم من فترات مرت خالطتها خلافات سورية مع بعض القوى والفصائلquot;.

وأعرب عن قناعته بأن المسألة الأساسية ليست بتواجد مقرات أو مكاتب لقوى فلسطينية داخل نسيج المجتمع الفلسطيني اللاجىء في سورية، وقال quot;يتواجد فوق الأرض السورية قرابة نصف مليون لاجىء فلسطيني ومعهم بحدود مئتي ألف آخرين من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة ومن فلسطينيي لبنانquot;. وتابع quot;لذلك فإن تواجد القوى الفلسطينية محكوم تماماً بوجود هذا الكم البشري الفلسطيني الذي لم ولن يكون كتلة جامدة هامدة بل هو في صميم وجود القوى الفلسطينية ودورها من أجل استمرار التمسك بحق العودة وهو حق لا يموت بالتقادم ولا تستطيع أي عملية تسوية أن تتجاوزهquot;.

ورغم تأكيده على أن مسار العلاقات بين سورية والسلطة الفلسطينية يتطور ويسير نحو الأمام، إلا أنه بالمقابل أكّد أن دمشق quot;أكبر وأسمى وأعقل من أن يتم إملاء المواقف عليها من قبل أطراف خارجية، خصوصاً وأن سورية والفلسطينيين ما زالا وسيبقيان في خندق واحد من أجل إنجاز حل عادل يوفر لسورية استرداد كامل حقوقها المغتصبة وللفلسطينيين حقهم في العودة وتقرير المصير، وهو موقف مبدئي مازالت سورية تتمسك به بالرغم من الكم الهائل من الضغوط التي تتالت عليها لثنيها عنهquot;، وفق تعبيره.

ورأى أن دمشق تقف على quot;مسافة واحدةquot; من كافة القوى الفلسطينية وقال إن quot;المصلحة الوطنية والقومية لسورية تتأكد من خلال ترابط الفعل الكفاحي مع الفلسطينيين، وتتأكد من خلال حرص سورية على توحيد أدوات الفعل الفلسطينية، بما في ذلك سعيها لتوحيد الصف الفلسطينيquot; على حد تعبيره.