فيينا: بدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هنا اليوم جلساته للتحضير للمؤتمر العام للوكالة المقرر عقده خلال الفترة الممتدة ما بين 29 سبتمبر الى 4 اكتوبر المقبل.
وسيبحث المجلس المكون من 35 دولة بينها اربع دول عربية (العراق والجزائر والسعودية والمغرب) في عدة قضايا ابرزها ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي الذي رفعه يوم الاثنين الماضي الى كل من مجلس الامن الدولي ومجلس المحافظين حول مدى تنفيذ كل من كوريا الشمالية وايران لاتفاق الضمانات المعقود بينهما وبين الوكالة بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي فضلا عن مدى تنفيذ اتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي في الجماهيرية العربية الليبيبة الشعبية الاشتراكية.

وسيحيط المدير العام للوكالة مجلس المحافظين علما باخر تطورات البرنامج النووي الايراني ونتائج المفاوضات حول quot;الدراسات المزعومةquot; والزيارات الميدانية التي قام بها اعضاء فريق مفتشي الوكالة الى عدد من المرافق والمنشآت النووية الايرانية بناء على طلب مجلس الامن خلال الشهرين الماضيين.

يذكر ان النقاش بين الوكالة وايران تركز خلال المفاوضات الاخيرة على مسألةquot;الدراسات المزعومةquot; والتي ما تزال تثير قلق الدول الغربية حول طبيعة الابحاث النووية والتجارب العسكرية التي اجرتها ايران خلال السنوات ال20 الماضية ومن بينها اختبارات على اطلاق صواريخ من منصات سريعة الارتداد لم يعلن عنها في حينه.

ورغم ان تقرير المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي الاخير الذي اكد مجددا استمرار ايران في انشطة تخصيب اليورانيوم خلافا لقرارات مجلس الامن وعدم التعاون في الكشف عن الدراسات حول سعي طهران لعسكرة برنامجها النووي الا ان الدول الست الكبرى لاتزال منقسمة حيال الموقف من هذا الملف الحساس خاصة بعد أن اعلنت روسيا صراحة رفضها لمطالب الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على ايران.

وكانت الدول الكبرى قد جددت في يونيو الماضي عرضها لايران بتقديم حوافز اقتصادية لها وعدم فرض عقوبات جديدة عليها في حال التوقف عن صنع المزيد من الات الطرد المركزي التي يمكن ان تستخدم في صنع سلاح نووي.
من جانبها اعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الاسف لعدم احراز تقدم في المحادثات مع طهران حول الطبيعة الفعلية لبرنامجها النووي ودعتها مجددا لتقديم المعلومات اللازمة حول هذا البرنامج.
- وتتهم الدول الغربية ايران بالسعي لتحميل صواريخها رؤوسا حربية نووية رغم نفي طهران هذا التوجه والتأكيد بان برنامجها مكرس للاغراض السلمية.
وخلال لقاء تمهيدي عقد في السادس عشر من سبتمبر في فيينا كشف هرمان ناكرتز رئيس بعثة التفتيش الى الشرق الاوسط التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدبلوماسيين في الوكالة وثائق وصور توحي بان ايران حاولت تعديل رأس صاروخها من نوع شهاب-3 ليصبح قادرا على نقل شحنة نووية.

واثناءالمفاوضات التي اجريت حتى الصيف الماضي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفضت طهران البحث في هذه quot;الدراساتquot; التي وصفتها بانها quot;ادعاءات لا اساس لها من الصحةquot; تستند الى معلومات استخباراتية quot;مفبركةquot;.
وبعد صدور التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت واشنطن وباريس تأييدهما لفرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران في حين ان موسكو وبكين تعتبران ان الوقت غير مناسب لذلك وتدعو المانيا الى متابعة المفاوضات.
كما سيستعرض المدير العام للوكالة في كلمته الافتتاحية التي سيستهل بها اعمال مجلس المحافظين ايضا مسائل تتصل بما حققته الوكالة خلال العام الماضي والتحديات التي تواجهها في مسألة الحد من الانتشار النووي وفرض نظام الضمانات الذي تعتمده الوكالة في انحاء العالم وخاصة في المناطق والدول التي يشتبه في تحويرها او عزمها على تسخير الذرة للاغراض العسكرية خلافا لما ورد في معاهدة عدم الانتشار.

كما سيتم خلال هذه الدورة اختيار اعضاء جدد في المجلس الجديد لمدة عامين قبل انعقاد الدورة ال 52 للمؤتمر العام للوكالة المقررة نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وتتنافس عدة دول على مقعد واحد لمنطقة الشرق الأوسط بينها سورية بينما تتنافس عدة دول افريقية لشغل مقعدين لمجموعة أفريقيا بينها أربع دول عربية هي تونس والسودان ومصر وليبيا.
وفي حال عدم اتفاق المجموعات الجغرافية على مرشحين محددين فان الامر سينقل الى المؤتمر العام أثناء انعقاد دورته ال52 للبت فيه.

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقد اجتماعات مكثفة في شهر ابريل الماضي مع المجموعات الغربية والأوروبية وعدم الانحياز والمدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي اضافة الى المجموعة العربية في فيينا.
وتركزت اجتماعات موسى على حشد التأييد لاستصدار قرار من المؤتمر العام للوكالة يحث اسرائيل على تطبيق ضمانات الوكالة الذرية واخضاع منشاتها للرقابة الدولية والانضمام الى معاهدة عدم الانتشار النووي اسوة بالدول العربية تمهيدا لاخلاء المنطقة من الاسلحة النووية