كامب سبايكر: يؤكد الكابورال في الجيش الاميركي كونيل ماككول الذي شارك في معظم المعارك التي خاضتها قوات بلاده ضد الارهاب، من الجبال الافغانية الى لهيب صحراء العراق، ان جبهة افغانستان اسوأ بعشر مرات من جبهة العراق.
ويقول ماكول (23 عاما) العائد للتو من دورية استمرت خمس ساعات في الصحراء، الى كامب سبايكر قرب مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين ومسقط راس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ان quot;افغانستان تختلف تماما، وهي اسوأ بعشر مرات من العراقquot;.
وعادت الدورية بسلام من المنطقة التي ما زالت معقلا للمتمردين والتي تشهد باستمرار اعمال عنف دامية.
ولكن مقارنة مع افغانستان، حيث خدم ماكول بين شباط/فبراير 2006 وايار/مايو 2007، فان العراق اشبه ما يكون الى الجنة على حد قوله.
ووصل الضابط الشاب الى افغانستان وهو في الحادية والعشرين من العمر ولا يزال مصدوما من هول ما رآه في هذا البلد.
ويصف احدى التجارب التي مر بها في وادي بيش بين الجبال الافغانية الشاهقة على الحدود مع باكستان، قائلا quot;لقد كانت اسوأ تجربة خضتها في حياتيquot;.
وينتشر المتمردون في الغابات الافغانية حيث يشنون هجمات ضد القوات الاميركية ما يجعلها اكثر المناطق خطورة بالنسبة لهذه القوات التي انتشرت في افغانستان عام 2001.
ويذكر ماكول خطورة العبور على الطرقات الضيقة التي لا تسمح بمرور عجلات مدرعة ما يرغم الجنود على استخدام آليات اصغر وغير مدرعة ويضعهم بالتالي في مرمى نيران وقنابل المتمردين.
ويضيف quot;فقدنا جنودا كثرا هناكquot;، مؤكدا quot;فقدت اثنين من اصدقائي في انفجار عبوة ناسفة على حافة واد، واخرين بنيران اسلحة خفيفةquot;.
ويتابع مطرقا quot;لا اريد ان اتذكر لانني ذرفت دموعا هناك، اكثر من هناquot;.
ويشير ماكول الى ان quot;العراق يشبه الى حد كبير الولايات المتحدة بطرقاته، وهو بلد متطور. اما في افغانستان فلا يوجد شيء والناس هناك خطيرون، لم ار على الاطلاق اناس يكرهون قوات التحالف مثلهمquot;.
ويضيف متناسيا معاناة القوات الاميركية خلال عندما كان المتمرد في اوج قوته في العراق بين عامي 2006 و2007 quot;هنا في العراق، الامر مختلف فغالبية الناس يدركون اننا نجحنا واننا منحناهم الحريةquot;.
ويتابع quot;اما في افغانستان فيرشقوننا بالاحجار ويطالبوننا بالرحيل عن بلادهم. رغم اننا يمكن ان نفعل الكثير للتغيير مثلما فعلنا في العراق، لكنهم لا يثقون بنا (...) لذلك لم تسر الامور بصورة جيدةquot;.
لكن ماكول ليس نادما على خدمته في افغانستان. ويقول quot;ذهبت الى هناك وانا في 21 من عمري، واصبحت الآن اكثر نضجاquot;.
ويضيف quot;قد اعود الى هناك اذا طلب مني ذلك لخدمة بلادي. لكن لو كان الخيار لي فلن اذهب لسببين، لدي طلفة عمرها ثمانية اشهر في بريكتون (ماساشوستس)، والامر الاخر يتعلق بافغانستان نفسها، فافضل العراقquot;.