موسكو: في مقابلة صحفية مع رئيس مركز شراكة الحضارات بمعهد موسكو للعلاقات الدولية تحدث فينيامين بوبوف بوبوف عن نتائج التعاون بين روسيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي خلال 5 سنوات.

وفي ما يلي نص المقابلة

مرت خمس سنوات على خطاب فلاديمير بوتين (رئيس روسيا الاتحادية وقتذاك) المعروف في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في كوالالمبور. وقد تحقق الكثير في تعاون روسيا مع منظمة المؤتمر الإسلامي منذ ذلك التاريخ وإلى حد الآن. وقد شغلت في تلك الفترة منصب مندوب الرئيس الروسي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الإسلامية، فما هي النتائج التي ترى أنها تحققت خلال هذا التعاون؟

حدث خلال هذه الفترة تقدم ملموس. وهذا يرتبط بحصول روسيا ليس فقط على إمكانية المشاركة في نشاط المنظمة بصفة مراقب. فقد زار رئيسنا السابق فلاديمير بوتين أكثر من 15 بلدا إسلاميا، بما فيها المملكة العربية السعودية ليكون أول رئيس روسي يزور مهد الإسلام، على الرغم من أن تاريخ العلاقات بين البلدين بدأ في عشرينات القرن الماضي. وتطورت علاقات روسيا مع العالم الإسلامي خلال السنوات الخمس هذه بشكل ملموس جدا. وبالمرتبة الأولى، في المجال الاقتصادي. ووقعت صفقات كبيرة، وعلى سبيل المثال، مع الجزائر. وقامت روسيا بإطلاق 7 أقمار صناعية سعودية. ونعمل الآن على إطلاق قمر صناعي إيراني. ويجري تعاوننا مع تركيا بخطوات واسعة جدا. وتتطور العلاقات مع المغرب، إذ يقوم رجال أعمال روس بتوظيف أموال في تنمية هذا البلد بما في ذلك، في السياحة. ناهيك عن ماليزيا، التي أقامت معها روسيا تعاونا واسعا في المجال العسكري التقني.

وهذا الجانب الأول. أما الثاني فيتمثل في تطوير العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامي بالذات. ففي عام 2006 زار الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي روسيا، واستقبله رئيس الدولة آنذاك فلاديمير بوتين، وبطريرك موسكو وسائر روسيا ألكسي الثاني، ورئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين، وعمدة موسكو يوري لوجكوف. وأجرى الضيف مباحثات مع وزير الخارجية الروسي وغيره من المسؤولين الروس. وكانت هذه الزيارة ناجحة، وجرى استقبال الأمين العام بحفاوة بالغة. وعين مؤخرا كامل اسحاقوف - المواطن الروسي المسلم - مندوبا دائما لروسيا لدى منظمة المؤتمر الإسلامي. كما يجري عمل الكثير داخل البلد. فقد استحدث لأول مرة في تاريخ الدولة الروسية صندوق لمساعدة المسلمين بدعم من الدولة. وأسسنا مركزا للبحوث العربية والإسلامية. وهذه هي الخطوات التاريخية حقا التي بدأت تتسارع للتو.

وفي نهاية أكتوبر سيعقد في جدة الاجتماع الرابع لفريق الرؤية الاستراتيجية quot;روسيا والعالم الإسلاميquot;. وليس عفويا أن روسيا تلقت دعما صادقا خلال نزاع القوقاز، من البلدان الإسلامية بالمرتبة الأولى. وأعتقد أنه يتوفر أساس موضوعي لتوسيع تعاون روسيا مع العالم الإسلامي. ذلك أن هيمنة دولة واحدة على العالم أمر غير جائز على الإطلاق. ولذلك فإن تنسيق العمل على نطاق أوسع دوليا أمر طبيعي لا بد منه.

ستناقش في الاجتماع الرابع لفريق الرؤية الاستراتيجية quot;روسيا والعالم الإسلاميquot; في جدة، مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله المعروفة حول الحوار بين الأديان. فما هي توقعاتك لنتائج هذا الاجتماع؟

تقدم الملك عبدالله بفكرة جديدة حول الحوار بين الأديان، من المفروض أن ترسي الأساس لتعاون مختلف الأديان والحضارات عالميا. وفي نفس الفترة تقريبا عرض وزير الخارجية الروسي على الدورة الثانية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فكرة استحداث مجلس استشاري لشؤون الأديان في إطار الأمم المتحدة. وفي أثناء أجتماع جدة سنناقش كيفية تنفيذ هاتين الفكرتين المترابطتين بطريقة فضلى. وهناك تصورات ولكن ينبغي نقلها إلى المستوى العملي. خاصة، وتحدث على الساحة الدولية الآن تطورات هائلة. لقد كان الغرب والحضارة الغربية يحددان كل شيء على مدى 500 سنة. وهذا ولى حيث أخذ يظهر على الساحة بنشاط لاعبون جدد. وقبل سنتين تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للبلدان النامية الناتج المحلي الإجمالي للدول الصناعية. وهذا أهم إنجاز. ويواجه العالم الآن أزمة مالية تعد انعكاسا موضوعيا لضعف نفوذ الغرب بشكل عام.