مسيسيبي (الولايات المتحدة): أعرب مرشحا الرئاسة الاميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين عن وجهات نظر مختلفة حول الانفاق والضرائب والحرب على العراق يوم الجمعة حيث شكك كل منهما في تقييم الاخر وقدرته على القيادة في مواجهة أكبر قضايا تواجه الولايات المتحدة.

ففي مناظرة استمرت 90 دقيقة - أعطت للناخبين الذين لم يحسموا اراءهم فرصتهم الاولى للمقارنة بشكل مباشر بين اراء مرشحي البيت الابيض في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني - تبادل ماكين وأوباما الوخز حول الاقتصاد والامن بما يلقي الضوء على اختلافات سياسية واسعة لكن دون وقوع أخطاء فادحة أو توجيه ضربات قاضية.

وشكك ماكين (72 عاما) في استعداد أوباما - الذي يمضي ولايته الاولى في منصب سناتور - لدخول البيت الابيض.

وقال ماكين سناتور ولاية أريزونا quot;لا أعتقد بصدق أن يكون لدى السناتور أوباما المعرفة والخبرة وقد اتخذ قرارات خاطئة في عدد من القضايا.quot;

وقارن أوباما (47 عاما) مرارا سياسات ماكين بتلك التي يتبناها الرئيس الجمهوري الذي لا يحظى بشعبية جورج بوش وقال ان الرجلين ركزا على الحرب على العراق بينما تجاهلا مشكلات أخرى وأضاف quot;الرئيس المقبل يتعين أن يكون لديه رؤية استراتيجية أوسع بشأن التحديات التي تواجهنا.quot;

وبدا أنه لم يحقق أي من المرشحين فوزا واضحا في المناظرة التي جرت في جامعة مسيسبي وهي الاولى من ثلاث مناظرات.

وستجرى المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس وهما الجمهورية سارة بالين من ولاية الاسكا والسناتور الديمقراطي جو بايدن من ولاية ديلاوير يوم الخميس المقبل.

وقال ماكين أمام حشد من أنصاره في اجتماع صغير بعد المناظرة quot;امل أن أجعلكم تفخرون بي في تلك الليلة.quot;

وعاد ماكين مباشرة الى واشنطن للمشاركة في مفاوضات بشأن صفقة لانقاذ قطاع المال الاميركي.

وقال ماكين وأوباما انهما متفائلان في أن يتوصل الكونغرس الى خطة انقاذ بقيمة 700 مليار دولار أميركي.

وذكر ماكين أنه سيجمد الانفاق بوصفه رئيسا على معظم البرامج بخلاف شؤون الدفاع ورعاية المحاربين القدامى واتهم أوباما بكونه ليبراليا كثير الانفاق لا يمكنه المصالحة بين الجمهوريين والديمقراطيين.

وقال ماكين الذي هاجم بشدة أوباما وفي بعض الاحيان وضعه في موقف دفاعي quot;السناتور أوباما لديه سجل انتخابي هو الاكثر ليبرالية في مجلس الشيوخ.quot;

وقال أوباما إن ماكين سيقلص الضرائب على الاثرياء ويقلص الضرائب على الشركات.

وقال عن الازمة المالية quot;انها حكم نهائي لثماني سنوات من السياسة الاقتصادية الفاشلة التي تبناها جورج بوش ودعمها السناتور ماكين.quot;

وأنهى ماكين أياما من التشويق في وقت سابق يوم الجمعة عندما توجه الى ولاية مسيسبي من أجل المناظرة حيث نكث تعهده بتجنب المناظرة اذا لم تستكمل مفاوضات بشأن انقاذ صناعة المالية.

وكان من المقرر أن تتركز المناظرة على السياسة الاجنبية والامن الوطني لكن الازمة في بورصة وول ستريت هيمنت على الحملة الرئاسية منذ نحو أسبوعين وهي أول القضايا التي أثيرت.

وأظهرت استطلاعات الرأي تحقيق أوباما لمكاسب في الاسبوع الماضي حول قضية من يمكنه أن يقود البلاد بشكل أفضل في قضايا اقتصادية وأظهرت معظم استطلاعات الرأي تفوق أوباما على ماكين بفارق طفيف.

ويتوقع أن يشاهد المناظرة عدد كبير من جمهور التلفزيون أعلى من المتفرجين الذين شاهدوا خطب أوباما وماكين في المؤتمرات الحزبية وهو 40 مليون أميركي.

وانتقد أوباما ماكين وهو أقوى المؤيدين للحرب على العراق بسبب دعمه للغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003.

وقال أوباما وهو أول من انتقد الحرب quot;القضية الاولى هي ما اذا كان يتعين علينا أن نخوض الحرب في المقام الاول.quot;

وذكر ماكين ان القضية الكبرى التي تواجه الرئيس المقبل هي quot;كيف نرحل ومتى نرحل (من العراق).quot;

وأضاف أن أوباما أظهر تقييما خاطئا بمعارضته سياسة زيادة حجم القوات الاميركية في العراق العام الماضي وكان لها الفضل في المساعدة في تقليص العنف هناك.

وهاجم ماكين أيضا أوباما بسبب استعداده لاجراء محادثات مع دول معادية مثل ايران بدون شروط مسبقة.

غير أن أوباما أشار الى أن هنري كيسينجر وزير الخارجية السابق وهو أحد مستشاري السياسة الخارجية لماكين دعم نفس توجهه.

واختلف المرشحان حول باكستان حيث قال أوباما ان الولايات المتحدة يتعين أن تهاجم المتشددين في باكستان اذا لم تكن باكستان مستعدة لذلك أيضا وقال ماكين انه لا يمكنه تأييد تلك السياسة.

وقال ماكين quot;لا تفعلوا ذلك ولا تتحدثوا عن ذلك علانيةquot;.