الياس توما من براغ: عكست المحادثات التي جرت اليوم في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره السلوفاكي يان كوبيش تباين المواقف بين الطرفين بشان ملف أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي اعترف به الوزيران في مؤتمر صحفي عقداه بعد المحادثات في مقر وزارة الخارجية السلوفاكية .

ففيما أكد الوزير السلوفاكي أن بلاده ترفض كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل وتطوير البرامج النووية للأغراض العسكرية وأيضا انتشار الأسلحة الكيماوية في منطقة الشرق الأوسط من دون أن يشير إلى البرنامج النووي الإسرائيلي أعلن وزير الخارجية السوري بأنه يلتقي مع نظيره السلوفاكي في معارضته لانتشار أسلحة الدمار الشامل مؤكدا أن سورية تعارض انتشارها أيضا شرط انضمام إسرائيل إلى اتفاقية منع انتشار هذه الأسلحة والسماح للمفتشين الدوليين بتفقد المنشآت النووية الإسرائيلية .

وأكد الوزير السوري بان إيران دولة مهمة لن تختفي من الجغرافيا السياسية للمنطقة وهي قوة لا يمكن تجاهلها وان سوريا ضد وقوع صراع عسكري بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى .

وردا على سؤال خاص بحماس وحزب الله شدد الوزير السوري على انه طالما أن الاحتلال ظل مستمرا فان المقاومة ستستمر الأمر الذي تضمنه الأمم المتحدة ومواثيقها مشددا على أن سورية تريد إنهاء الاحتلال عن طريق العمل الدبلوماسي لكن عدم التوصل إلى حلول عبر هذا الطريق بعد فترة يجعل الشعوب تختار المقاومة .

من جهته اعترف وزير الخارجية السلوفاكي يان كوبيش بان سوريا دولة مهمة في الشرق الأوسط وانه من دون تدخلها والحوار معها لا يمكن له التصور بإمكانية حل القضايا العديدة العالقة في منطقة الشرق الأوسط .

وشدد على أن الحوار بين الشركاء يجب أن يكون صريحا ولذلك يتم التطرق فيه إلى القضايا التي ليس حولها اتفاق بين الطرفين معترفا أن هنالك تباين في المواقف بين براتيسلافا ودمشق بشان بعض القضايا .

ورحب الوزير السلوفاكي بالتطورات الايجابية التي جرت في لبنان والتوجه السوري اللبناني لإقامة علاقات دبلوماسية وبإجراء محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا وباستمرار الحوار المكثف بين الإسرائيليين والفلسطينيين .

وأشار إلى أن الاتحاد الأوربي تبنى موقفا حول رغبته بلعب دور اكبر في إيجاد حلول للمشاكل في الشرق الأوسط وان الحوار المباشر مع سوريا يأتي في إطار هذا التوجه الأوربي مشددا على أن هذا الحوار سيكون مفيدا ومناسبا للطرفين .

وأشار إلى انه جرى التعبير في المحادثات عن اهتمام الطرفين بتعزيز الحوار السياسي بين البلدين وعلى تكثيف اللقاءات على أعلى المستويات إضافة إلى رغبة البلدين بتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية .

وأكد أن علاقات سلوفاكيا بسوريا علاقات تقليدية وان سلوفاكيا لديها الرغبة بالتأسيس عليها وتطويرها .

وردا على سؤال حول إمكانية قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى سلوفاكيا عبر وزير الخارجية السوري عن أمله بان تتم هذه الزيارة .

وكانت مصادر مطلعه قد أكدت لإيلاف اليوم أن من بين أهداف زيارة المعلم إلى سلوفاكيا التحضير لمثل هذه الزيارة خاصة وان الرئيس السلوفاكي سبق له أن زار دمشق العام الماضي .

يذكر أن زيارة الوزير المعلم إلى سلوفاكيا هذه ستدخل تاريخ العلاقات بين البلدين باعتبارها الأولى لوزير خارجية سوري إلى سلوفاكيا منذ إعلانها كدولة مستقلة عام 1993 بعد الانقسام المخملي لتشيكوسلوفاكيا.