إيلاف سألت محللين سياسيين عن أبرز حدث للعام 2008:
ماذا في الأفق الـquot;أوباميquot; تجاه لبنان والمنطقة؟

حصاد 2008: عام الخيبة... والأمل

ريما زهار من بيروت: بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي كان من أبرز احداث العام 2008 سياسيًا، يطرح السؤال ما المتغيرات المتوقعة بعد هذا الانتخاب في المنطقة عمومًا ولبنان بالتحديد، علمًا أن الكل يتهيَّأ ويحاول أن يسبر أغوار ما سيكون عليه عهد باراك أوباما. وكل ما قيل حتى الآن عن السياسة الخارجية للرئيس الاميركي المقبل لا يزال في دائرة التكهن تارة أو في دائرة التمنيات طورًا. ماذا في الأفق الأوبامي؟

إيلاف سألت محللين سياسيين وعادت بالآتي

يقول الدكتور شبلي ملاّط ( المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ) لإيلاف إنَّ سياسة أوباما الجديدة ستشهد في بدايتها فترة انفتاح بشكل كبير على المنطقة، وخصوصًا بالنسبة إلى إيران وسورية، ولكن هل سيعطي هذا الانفتاح نتيجة؟ الامر ليس واضحًا حتى الآن، وان سياسة اوباما لم تتبلور حتى الآن وستكون الامور خصوصًا في الاشهر الاولى مرتاحة اكثر واقل تشنجًا، اما من ناحية السياسة فلا اعتقد انها ستتغير لأن هناك نظامًا سياسيًا اميركيًا محكوم بالنسبة إلى اسرائيل والعراق، فإن وجود اوباما لا يغير كثيرًا في ذلك.

ويعتبر ملاّط ان ادارة اوباما ستتبع سياسة اسرائيل مهما كان المسؤول الاسرائيلي المنتخب الجديد واسرائيل هي التي تصمم سياسة اميركا. ويؤكد ملاّط ان هنالك ثوابت في السياسة الاميركية ومنها عدم الاعتراف بحزب الله والمتابعة المطلقة للسياسة الاسرائيلية. ويشير ملاّط إلى أنَّ السياسة الاميركية الجديدة ستؤيد ايضًا فريق 14 آذار ويؤكد ان المحكمة الدولية اذا اصدرت ادانة بمسؤولين سوريين ستتشنج الامور بين لبنان وسورية في المستقبل.

رأي آخر

يقول معن بشّور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان) لـ quot;إيلافquot; إنَّه من دون شك لا يمكن لأوباما أن يدير سياسته في العالم كما في المنطقة بالاسلوب ذاته الذي اداره جورج بوش، وذلك ان الحاجة الموضوعية داخل الولايات المتحدة الأميركية تفرض مثل هذا التغيير، خصوصًا في ظل الفشل الذي منيت به السياسات السابقة على كل الأصعدة من سياسية واقتصادية ودفاعية واستراتيجية وتاريخية، وبالتالي فإنني اعتقد ان اسلوبًا جديدًا يمكن ان يوحي بصورة جديدة للولايات المتحدة الاميركية في العالم هو الاسلوب الذي سيتبعه اوباما دون ان ننسى ابدًا ان الاهداف الاساسية للولايات المتحدة الاميركية هي اهداف تتجاوز الاشخاص والادارات فهي ثابتة، ترسمها مؤسسات ولوبيات وشركات واحتكارات، ولكن التغيير بالاسلوب بحد ذاته سيكون له انعكساته.

ثانيًا اعتقد ان اوباما محكوم خصوصًا في السنوات الاولى من ولايته، بالاعتبارات الداخلية، خصوصًا في معالجة تداعيات الازمة المالية التي تمر بها الولايات المتحدة وهذا يتطلب كما قال، توجهًا نحو مزيد من الانفاق في الداخل، انفاق على البنى التحتية والصحة والتعليم وغيرها، وهذا يعني انه على الادارة الاميركية ان تعيد النظر في توزع نفقاتها الحالي، بمعنى انها ستخفف من نفقاتها العسكرية لصالح النفقات الاخرى، وهذا سينعكس بالتأكيد على التواجد الاميركي في العالم، وخصوصًا في المنطقة حيث بلغت النفقات ارقامًا خيالية، ناهيك عن الصفقات التي كشفت حجم الفساد في الادارة الاميركية لشؤونها في الخارج وآخرها التقرير الذي اشار الى سرقة ما يقرب عن مئة مليار دولار في مشاريع ما يسمى بإنماء العراق، هذا الانكفاء المالي سيؤدي الى انكفاء عسكري ولكن ذلك سيؤدي حتمًا الى تغيير في تعاطي الولايات المتحدة بمعنى استبدال اسلوب القمع باسلوب الحوار والتفاهم السياسي.

ولدى سؤاله بأن السياسة الخارجية للرئيس الاميركي الجديد لا تزال في دائرة التكهن تارة او في دائرة التمنيات ماذا عن افق هذه السياسة؟ يجيب بشور: quot;اعتقد ان الفكرة الاساسية تبلورت وهي انه لا بد من سياسة اميركية جديدة في الخارج واعتقد ان رسالة اوباما التي وجهها الى العالم الاسلامي تكشف عمق الحاجة الى تغيير صورة الولايات المتحدة في الخارج، لذلك ليس من الصدفة ابدًا ان تدعم قوى نافذة في صورة الولايات المتحدة في الخارج، لذلك ليس من الصدفة ابدًا ان تدعم قوى نافذة في الخارج مجيء اوباما بكل رمزيته كون اصوله اسلامية من اجل ان تعيد وصل ما انقطع من حضارات وشعوب على امتداد العالم، اعتقد ان تفاصيل السياسة الخارجية الاميركية لم ترتسم بعد لكن الاتجاه العام بات واضحًا وانا اعتقد ان اي مبادرة في السياسة الخارجية الاميركية وخصوصًا في منطقتنا يجب ان تعود الى تقرير بيكير هاملتون الذي اوصل الى الحوار بدل اللجوء الى الاسلوب العسكري.

وردًا على سؤال بأن الانتخابات العامة في اسرائيل في شباط المقبل قد توصل على الارجح زعيم تكتل الليكود اليميني المعارض بيامين نتنياهو الى السلطة وقد يعني ذلك تشددًا في معاودة عملية السلام، كيف برأيك ستتعامل ادارة اوباما مع حكومة اسرائيلية متشددة؟ يجيب بشور: quot;لا احب ان اقع بهذا التمييز بين متطرف وغيره داخل اسرائيل، ماذا سيفعل نتنياهو اكثر مما فعله اولمرت الذي شن حربًا على لبنان استخدم فيها قذائف لم تستخدم في حروب عالمية، وكذلك ممارساته تجاه غزة وتجاه شعب فلسطين واضحة للعيان، انا لا اعتقد ان تغييرات اساسية ستجري في فلسطين فهذه مزايدات انتخابية فنتنياهو سيكمل الخط ذاته وهو انكار حقوق الشعب الفلسطيني وانكار حقوق الامة العربية، ولكن اعتقد ان هذه المرة ومع اي رئيس ستأتي به الانتخابات الاسرائيلية ومع الظروف الدولية التي تغيّرت، ستجد اسرائيل نفسها امام مرحلة من الضغط الدولي عليها من اجل ان تتراجع عن سياسة التعنت والقتل والارهاب، واعتقد ان انتفاضة الامم المتحدة بالامس على رفض استقبال ممثلها لحقوق الانسان في اسرائيل وكلام رئيس الجمعية العمومية يشير الى بداية تحول في الموقف الدولي لم يكن مألوفًا في السنوات الماضية.

ولدى سؤاله في ما يتعلق بلبنان يعتبر نتنياهو من اشد المنتقدين للقرار 1701 الذي اوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، ماذا سيكون موقف السياسة الاميركية برأيك مع اوباما من التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل؟ يجيب بشور: quot;كلام نتنياهو انتخابي وحساباته الواقعية شيء آخر، ولا اعتقد ان تغييرًا في اسرائيل سيطرأ، اعتقد ان اولمرت او ليفني او باراك او اي من الطامحين في تولي رئاسة الحكومة في اسرائيل لن يفوت اي فرصة للعدوان على لبنان اذا كانت الظروف تسمح له بذلك، ولكن يجب ان نعترف ان لبنان اليوم خصوصًا بعد حرب تموز 2006، هو غير لبنان قبل ذلك الموعد، وبالتالي فإن اي مسؤول اسرائيلي سيجري ألف حساب وحساب، يجب ان نتذكر جميعًا ان نتنياهو جاء الى الحكم عام 1996 بعد بيريز بعد عناقيد الغضب.

ولم يستطع نتنياهو ان يشنّ حربًا كما فعل بيريز وانما ادار ازمة الى ان جرت الانتخابات مما ادى الى عودة باراك الى رئاسة الحكومة واول ما فعله باراك هو الاعلان عن سحب جيش الاحتلال من جنوب لبنان، والمسألة ليست متعلقة بنوايا الاشخاص هنا بل بموازين القوى وبالقدرات الاستراتيجية التي باتت مكبلة باسرائيل، نتنياهو ربما سيكون ظاهرة صوتيًا داخل اسرائيل اكثر مما سيكون ظاهرة مادية وعملية، لأن الظروف لن تسمح له بذلك، لكن اعتقد كل هذه الامور ستربك السياسة الاميركية التي لو انها لا تريد في النهاية تحقيق نتائج جدية في عملية السلام لكنها حريصة على استمرار هذه العملية لانها بذلك تستطيع ان تناور بقضايا عدة وان تضغط على قوى المقاومة في المنطقة.

وردًَا على سؤال بأنه في المعادلة الداخلية اللبنانية ينتظر الكثيرون الانتخابات النيابية المقبلة من ستساند برأيك السياسة الاميركية خصوصًا ان فريق 14 آذار يتلمس تغييرًا في الموقف الاميركي من سورية الداعمة لقوى 8 آذار، يجيب: quot;ليس لأميركا سياسة في لبنان ترتكز على مبادئ وقيم ثابتة، لبنان بالنسبة إلى السياسة الأميركية مجرد وسيلة تعتمدها هذه الادارة من اجل تحقيق اهدافها في المنطقة كلها، واذا قلنا ان الهدف الاساسي للسياسة الاميركية هو العودة الى لغة الحوار بعد فشل لغة القمع التي مارسها بوش فهذا يعني اهتمامًا اكبر بقوى اقليمية في المنطقة حاول جورج بوش ان يلغيها ويلغي تأثيرها كسورية وايران بالدرجة الاولى، وسيكون هناك بعض الضغوط لتمرير قصة من هنا وهناك، ولكن اعتقد ان السياسة الاميركية تجاه لبنان ستعود الى الاستقرار على ما كانت عليه قبل وصول جورج بوش الى السلطة.

quot;هل من الممكن ان يحصل فريق 8 آذار على اكثرية نيابية في الانتخابات النيابية المقبلة بدعم اميركي؟: quot;لا اعتقد ان الولايات المتحدة الاميركية سيصل بها الامر الى دعم قوى 8 آذار خصوصًا مع وجود المقاومة كأحد الاعضاء الرئيسة في هذا الفريق، وبالتالي أعتقد ان الادارة الاميركية ستتطلع الى نتائج الانتخابات وستتعامل مع ما ستفرزه هذه النتائج بشكل واقعي، ولكن دون ان يؤثر تعاملها في كل الاحوال على السياسة في المنطقة.

quot;هل الانفتاح الاميركي والدولي على سورية سيساهم برأيك في تفعيل فتح السفارات بين لبنان وسورية سريعًا؟quot; يجيب: quot;اعتقد ان المسؤولين اللبنانيين والسوريين اكدوا ان فتح السفارات سيكون قبل نهاية هذا العام ولا اعتقد ان هناك سببًا جوهريًا لعدم فتح السفارات، واعتقد ان سورية عندما اخذت قرارًا بهذا الشأن انما تدرك ان صدقيتها الدولية والعربية تعتمد على تنفيذها لهذا القرار والمهم الا يتحول الذين كانوا يطالبون بهذه العلاقة الى مطالبين بوقفها من خلال توتير الاجواء مع سورية.

حزب الله

المسؤول الاعلامي في حزب الله الدكتور حسين رحال رفض الحديث لـquot;إيلافquot; عن الموضوع مشيرًا الى انهم في الحزب لا يعلّقون على الموضوع بانتظار ما سيقوله الرئيس الاميركي باراك اوباما في المستقبل لأنَّ سياسته ليست واضحة حتى الآن.