نمط جديد لصراع الأيديولوجيات السياسية بين موسكو وواشنطن
عالم روسي شهير يرسم خريطة جديدة لأميركا بعد انهيارها في 2010
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أثارت التوقعات التي كشف عنها العالم الروسي ايغور بانارين، خلال لقاءات أجراها مع وسائل إعلام روسية أن الحرب الأهلية في الولايات المتحدة أصبحت قريبة من أي وقت مضى، موجة كبيرة من الجدل في مختلف الأوساط العالمية، خاصة ً بعد أن أشار إلى أن الأزمة المالية العالمية والمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي ستكون الشرارة التي ستطلقها. وقالت تقارير صحافية أميركية أن ايغور، الذي يشغل حاليا منصب عميد أكاديمية وزارة الخارجية الروسية، يتوقع منذ عشرة سنوات تقريبا قرب تعرض الولايات المتحدة للتمزق في عام 2010. واعترف في كثير من المناسبات أن انهيارا أخلاقيا واقتصاديا سوف يثير حربا أهلية مما سيعرض البلاد لحالة من الانهيار الكامل ndash; علي نحو خطير.
عالم روسي شهير يرسم خريطة جديدة لأميركا بعد انهيارها في 2010
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أثارت التوقعات التي كشف عنها العالم الروسي ايغور بانارين، خلال لقاءات أجراها مع وسائل إعلام روسية أن الحرب الأهلية في الولايات المتحدة أصبحت قريبة من أي وقت مضى، موجة كبيرة من الجدل في مختلف الأوساط العالمية، خاصة ً بعد أن أشار إلى أن الأزمة المالية العالمية والمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي ستكون الشرارة التي ستطلقها. وقالت تقارير صحافية أميركية أن ايغور، الذي يشغل حاليا منصب عميد أكاديمية وزارة الخارجية الروسية، يتوقع منذ عشرة سنوات تقريبا قرب تعرض الولايات المتحدة للتمزق في عام 2010. واعترف في كثير من المناسبات أن انهيارا أخلاقيا واقتصاديا سوف يثير حربا أهلية مما سيعرض البلاد لحالة من الانهيار الكامل ndash; علي نحو خطير.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال التي اهتمت بتسليط الضوء علي تلك التنبؤات التي رسم من خلالها ايغور خريطة جديدة للولايات المتحدة، وقسمها إلى 6 أجزاء خلال عام 2010، إلي أن ايغور أجري خلال الأسابيع الأخيرة عدد كبير من المقابلات الصحافية ، لدرجة أنه كان يجري حوارين كل يوم من أجل تسليط الضوء علي تلك التنبؤات. وهو ما علق عليه ايغور بقوله :quot; لقد وصل عدد المقابلات إلي عدد قياسي. لكني أعتقد أن الانتباه سوف يتزايد بتلك التنبؤات خلال الفترة المقبلة quot;. وأضافت الصحيفة أن ايغور،50 عام، ليس بالشخصية الهامشية، فقد سبق له وأن كان أن محللا في الاستخبارات الروسية وخبيرا في العلاقات الروسية - الأميركية. وعادة ما يوجه له الكريملين الدعوات من أجل إلقاء المحاضرات ونشر الكتب وما إلي ذلك.
لكن تنبؤاته الكئيبة بخصوص المستقبل الذي ينتظر الولايات المتحدة جاء بمثابة الموسيقي الناعمة علي آذان الكريملين، الذي يوجه اللوم خلال السنوات الأخيرة إلي واشنطن ويحملها مسؤولية عدم الاستقرار الذي يعاني منه الشرق الأوسط وكذلك الأزمة المالية العالمية الراهنة. هذا وصرح ايغور في مقابلة قامت صحيفة ايزفيستيا الروسية :quot; الدولار ليس محميا من قبل أي شيء. كما أن الديون الخارجية للبلاد نمت تماما مثل لانهيار الجليدي، فهذا هو الهرم الذي يتوجب عليه أن ينهارquot;.
وأكد من خلال تلك المقابلة علي أن الأزمة المالية سوف تزداد سوءا كما سترتفع معدلات البطالة وسيفقد الناس مدخراتهم ndash; وهي العوامل التي ستتسبب في تعرض البلاد لحالة من الانهيار. كما أشار ndash; وفقا لتنبؤاته ndash; إلي أن حالة عدم الرضا في تزايد مستمر ، ولم تحجب سوي عند اللحظات التي شهدت الانتخابات الرئاسية مؤخرا ً، وأضاف أن الآمال بحدوث تغيير علي يد الرئيس المنتخب باراك أوباما كي quot;تتحقق المعجزاتquot; سوق تتواري عندما يأتي الربيع القادم، وسيتضح وقتها أن زمن المعجزات قد ولي ّ.
وقالت الصحيفة، أن ايغور بني نظريته الافتراضية علي أساس بيانات سرية حصل عليها من محللين تابعين للوكالة الفيدرالية للاتصالات والمعلومات الحكومية (FAPSI). وفي نظريته، أكد ايغور علي أن الاتجاهات المالية والاقتصادية والديموغرافية سوف تخلق أزمة اجتماعية وسياسية في الولايات المتحدة، وإذا اقتضي الأمر ، سوف تحجب الولايات الأكثر ثراءا ًمبالغ مالية عن الحكومة الفيدرالية وسوف تنفصل علي نحو فعال من الاتحاد.
وعاودت الوول ستريت جورنال لنؤكد علي أن الرؤي التي أزاح عنها ايغور النقاب، تتوافق بشكل كبير مع رواية الكريملين التي تتحدث عن أن روسيا تعود خلال هذه الأثناء للمكان اللائق بها على الساحة العالمية بعد مرحلة الضعف التي مرت بها في عقد التسعينات من القرن الماضي. هذا وقد حرص ايغور من خلال تصريحاته المثيرة للجدل علي أن يؤكد علي أنه لا يكره الأميركيين ، لكنه يحذرهم من أن المستقبل الذي ينتظرهم غاية في الخطورة. وقال :quot; إن نسبة تعرض الولايات المتحدة لحالة من التمزق تتراوح الآن ما بين 55 إلي 45 % . وهي الحالة التي قد يشعر فيها الإنسان بالبهجة، لكن إذا تحدثنا بلغة العقل، فان هذا لن يكون السيناريو الأفضل بالنسبة لروسيا. فبالرغم من أن ذلك سوف يتيح لها فرصة فرض نفوذها علي الساحة العالمية، إلا أنها ستظل تعاني من أنين الأزمة الاقتصادية لأنها تعتمد الآن وبشكل كبير علي الدولار وعلي التجارة مع الولايات المتحدة.
من جانبه وصف فلاديمير بوزنر، احد الإعلاميين البارزين في روسيا ، أن الرؤي الكئيبة التي كشف عنها ايغور فيما يخص المستقبل الكارثي الذي ينتظر الولايات المتحدة تعكس درجة واضحة جدا من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في روسيا اليوم. وتلك الحالة أكثر انتشارا مما كانت عليه إبان فترة الإتحاد السوفيتي. في حين نبذ بوزنر وغيره من المعلقين الروس والخبراء المتخصصين في العلاقات الأميركية- الروسية تنبؤات ايغور، وقال سيرغي روجوف، مدير المعهد الحكومي للدراسات الأميركية والكندية :quot; لا تناقش الأفكار المجنونة عادة ً من قبل أشخاص جادين quot;.
التعليقات