طلال سلامة من روما: حققت الولايات المتحدة الأميركية تقدماً على الدول الأوروبية، لا سيما ايطاليا، من حيث وصول رجل شاب من مواليد عام 1961، يدعى باراك أوباما، الى إدارة البيت الأبيض. أما بإيطاليا، فان المعدل العمري، للقبض على آليات النفوذ، يرسو على سبعين عاماً مما يعكس صورة إشعاعية مريضة للأنسجة السياسية هنا. مما لا شك فيه أن البلاد تحتاج الى ساحر قادر على إبعاد هذا السرطان السياسي لإفساح المجال أمام إعداد طبقة أخرى، شابة، لجعل السياسة الإيطالية تنافسية أمام الدول الأوروبية الأخرى. في الوقت الحاضر، أصيبت السياسة الإيطالية بحالة كساد أثقل من تلك التي طرأت على اقتصادها. فالأحزاب القديمة، التي واكبت في الماضي تغيير جلد الجيل السياسي عبر سلسلة من الدورات الإعدادية والتأهيلية الممتازة، توحدت مع التيارات الحالية. يذكر أن تجديد أعضاء البرلمان الإيطالي يقترب كمعدل من 50 في المئة، في كل مرة تختار فيها روما حكومتها الجديدة. ما يعني أن الباقين يبقون ومعهم نظريات وأساليب أصابها الصدأ.

في عام 2006، جرى quot;تدويرquot; أي إعادة تعيين 75 في المئة من أعضاء البرلمان وهذه كانت أعلى نسبة مئوية في السنوات الأربع الأخيرة وتمت في عهد البروفيسور برودي الذي قاد ائتلافاً يسارياً. أما 33 في المئة من أولئك الذين أجبروا على مغادرة مقاعدهم البرلمانية فانهم حظوا بتعاطف للتبؤ بمناصب حكومية بديلة، في البلديات أو المؤسسات الحكومية.

في أي حال، فان الطاقة الضرورية لإيطاليا، لتغيير بنيتها السياسية موجودة. فثقة الإيطاليين بالمؤسسات الوطنية ترسو على مستويات معادلة لما يسجل اليوم في فرنسا وبريطانيا على الرغم من ولادة عدة تيارات أوروبية مضادة للسياسة.

ان تسليم مفاتيح السياسة الى جيل أكثر شبوبية لا يتم عن طريق حصد شهادات الماستر في الخارج. فالطبقة السياسية الشابة الحاكمة تحتاج ببساطة الى النمو عن طريق العمل مع الطبقة السياسية المسنة والأكثر خبرة. مع ذلك، فان زعماء السياسية بإيطاليا يعارضون هذا التعايش، وفي وقت يستطيع أي متخرج في فرنسا أم بريطانيا الاجتهاد قليلاً لتحقيق طموحاته السياسية(رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون كان رئيساً جامعياً) نلاحظ أن معظم الطبقة الوزارية بإيطاليا ترعرعت داخل أمانات سر الأحزاب الوطنية.