أشرف أبوجلالة من القاهرة: في مقابلة أجرتها صحيفة التايمز اللندنية مع الكاتب المثير للجدل سلمان رشدي وتم نشرها اليوم، قالت في البداية أنه قد مر نحو عشرين عاما على كتابته لرواية quot;آيات شيطانية quot; والتي كانت تحكي عن ممثلين هنديين يدعيان جبريل وصلاح الدين. وبعدها بأسبوعين ، وجهت له جماعات الإسلامية تهما ً بالتجديف على الله وقاموا بحرق دمي له في الشوارع. وفي الرابع عشر من فبراير عام 1989 ، أصدر آية الله على الخوميني فتوي بإباحة دمه، ما اضطره للاختباء لمدة وصلت لحوالي عشرة أعوام، حولته لواحد من أشهر الكتاب.

وبعد فوات الآوان، قال رشدي أنه أدرك أن تلك الفتوي كانت مجرد quot;مقدمةquot; في رواية طويلة للغاية تزداد رعبا ً مع مرور الوقت. وفي مستهل حديثه مع الصحيفة أوضح رشدي أن على الغرب أن يدرك أن تلك الفتوي كانت مجرد بداية لحقبة جديدة، مضيفا ً :quot; هناك ميل من الجميع للاعتقاد بأن تلك الفتوي مجرد حادث منعزل أكثر من كونه مؤشر أو شيء أوسع نطاقا ً، ليخلصوا في النهاية إلي الاعتقاد بأن الأمر برمته كان خطئي. وأنا واثق من أن الفترة المقبلة سوف تشهد عدد من مظاهر الصخب الكريهة لكن مثل هذه المظاهر تحدث كل عام quot;.

وأشارت الصحيفة إلي أن رشدي الذي عاش معظم فترات حياته تحت مظلة الأصولية، يعتقد أن الحكومات البريطانية المتعاقبة انتهجت السياسة الخاطئة تجاه المتطرفين الدينيين. وقال quot; أصبح هذا البلد ملاذا آمنا لكافة الجماعات الإرهابية في العالم. وتلك كانت الحماقة ndash; نعم الحماقة quot;. وفي الوقت الذي كان يوجد فيه توازي ملفت مع تصاعد حدة التوتر بين الشرق والغرب في هذا القرن، لا يعتقد رشدي أن هناك صراع حضارات بين الإسلام والمسيحية، حيث قال quot; هناك نوع من الإسلام في حالة حرب مع فكرة الغرب، ولا يوجد تناسق بين كل من الغرب والعالم الإسلامي quot;.

وفي تعلىق له حول الأحداث الدموية التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية مؤخرا بعد تعرضها لسلسلة من التفجيرات الإرهابية، وأشعلت النيران بفندق قصر تاج محل، قال رشدي quot; تلك هي الشوارع التي نشأت بها. وهناك شخصيتين في روايتي ( أولاد منتصف الليل ) يكملان علاقة حبهم في القصر، تماما مثلما فعل كثيرون منا. وانه لأمر غريب بالفعل أن تتعرض الثلاث مدن التي أحببتها كثيرا على مدار حياتي ( نيويورك ولندن ومومباي ) لهجمات إرهابية في آخر عشرة أعوامquot;. هذا في الوقت الذي أكد فيه على أن quot; سكان مدينة مومباي أظهروا قدرا كبيرا من الشجاعة خلال الهجوم الذي تعرضت له مدينتهم. ومما لا شك فيه أن هذا الأمر وقفت وراؤه باكستان. ويمكنك أن تعتبر ذلك نمط من أنماط الحرب. ويجب على الغرب أن يكون أكثر حدة في تعامله مع باكستان. فهي تريد أن تلعب على الطرفين ضد الوسط ndash; بحيث تبدو من ناحية وكأنها صديقة للثورات ومن ناحية أخري صديقة للغرب في حربه ضد الإرهاب. وفي واقع الأمر، هي لا يمكنها أن تقوم بالأمرين في وقت واحدquot;.

وحول مدي شعوره بالندم على كتابته لرواية quot;آيات شيطانيةquot; أم لا، قالت الصحيفة أن هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يشعرون بتهديد الأصولية أكثر من رشدي. وبرغم أنه عاش لمدة تسع سنوات تحت تهديد الاغتيال، إلا أنه لا يشعر بالندم على كتابته لتلك الرواية المشؤومة ، وقال :quot; بالطبع لم أندم، ولما أندم ؟ لكني سعيد لقراءتها في نهاية المطاف مثلها مثل أي كتاب. فقد كان يتم استخدامها ليتم تدريسها في السياسة والمناهج الدينية، أما الآن، فهي تدرس على المناهج القصصية quot;. وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض بأن اختبائهم بمثابة المضيعة لسنوات عمرهم ، يقول رشدي :quot; لم تهدر بالفعل وقتك لأنك إذا كنت كاتبا ماهرا، فإنك تتعلم مما يحدث لك. وقد التقيت كثير من رجال السلطة في هذه السنوات، لذا عندما كنت اشرع في كتابة أحد الروايات، كنت أمتلك قدر كاف من النماذج بداخل رأسي quot;.

وأضاف رشدي quot; لقد سمعت الكثير من الخرافات الخاصة بالفترة التي كنت مختبئا بها، فقد قرأت ذات مرة أني نمت فوق 56 سريرا خلال ثلاثة أشهر. لكني عشت في منزل واحد على مدار سبع سنوات من السنوات التسع التي اختبأت بها. وقد سبق لأحد الأشخاص أن يروج ضدي أكاذيب، لكني سأفند كل هذه الادعاءات ذات يوم حتي لا أكون معرضا بصفة مستديمة. فالناس إما أن يكونوا كرماء جدا وإما أن يكونوا ظالمين جدا وأنت لا يمكنك أن تعرف مطلقا ً إلي أي اتجاه يسيرونquot;. وفي شأن شخصي آخر، تطرقت الصحيفة في حديثها معه إلي إمكانية زواجه مرة أخري بعد فشله في زيجاته الأربعة، حيث قال :quot; ليس لدي نية الزواج من جديد، وأنا لا أقول أني لن أقع في الحب مطلقا مرة أخري لكن ليس هناك داعي للزواج وليس لدي رغبة أيضا في إنجاب مزيد من الأطفال. فأنا أبلغ من العمر 61 عاما، وهذا كاف بالفعل. فآخر كتاب كتبته عن الأطفال، كان ابني الأكبر يبلغ وقتها 11 عام، أما الآن فعمره 29 عام. ولدي الآن طفل عمره 11 عام، ويريد كتاب. وعندما قرأت له أول 15 صفحة، أحببه. كما أنه أعجب كثيرا برواية هاري بوتر quot;.