مباشر: الحرب على غزّة

القدس: رأى خبراء ان الهجوم البري الذي بدأته اسرائيل مساء السبت في قطاع غزة سيواجه بمقاومة شرسة وقتال شوارع سيؤدي الى خسائر كبيرة في صفوف الجانبين. وقد وجهت حملات اسرائيل وقصفها الجوي والبحري الذي استمر اسبوعا على قطاع غزة ضربة الى حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وعلى قدراتها العسكرية مخلفة الدمار والموت مع مقتل اكثر من 4650 فلسطينيا.

لكن المقاتلين الفلسطينيين استمروا بتحدي اسرائيل من خلال اطلاق عشرات الصواريخ على جنوب اسرائيل وطالوا مناطق لم يسبق لهم ان استهدفوها. وقد قتل اربعة اشخاص بهذه الصواريخ حتى الان.

وثمة اجماع شبه كامل بين كبار المسؤولين العسكريين والخبراء بان الهجوم البري هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الهدف الرئيسي المعلن لعملية quot;الرصاص المصبوبquot; وهو وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل. لكن ثمة اقرارا ايضا بان الحصيلة قد ترتفع بشكل كبير لدى الجانبيين مع بدء الهجوم البري في منطقة تعتبر من اكثر مناطق العام اكتظاظا بالسكان وحيث اقامت حماس خطوطا دفاعية قوية.

ويقول افرايم انبار مدير مركز quot;بيغن-الساداتquot; في جامعة بار ايلان ان quot;عشرات من الجنود الاسرائيليين قد يقتلون في هجوم بري. وعدد الضحايا الفلسطييين قد يكون ثلاث او اربع مرات اكثر من ذلكquot;.

واكد مسؤول عسكري اسرائيلي لوكالة فرانس برس ان عشرات المسلحين الفلسطينيين قتلوا في الساعات التي تلت بدء الهجوم البري الاسرائيلي على حركة حماس في قطاع غزة السبت. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان quot;عشرات الارهابيين قتلوا وجرح عشرات اخرون. ولم تسجل اي خسائر في الجانب الاسرائيليquot;.

والتحدي الذي ستواجهه القوات الاسرائيلية في غزة يطغى عليه شبح حرب صيف 2006 ضد حزب الله الشيعي اللبناني في لبنان عندما واجه الجيش الاسرائيلي قوات مدربة بشكل ممتاز ومتمرسة في حرب الشوارع.

ويقول شبتاي شافيت مدير الموساد سابقا لوكالة فرانس برس quot;احدى العبر التي استخلصناها من العام 2006 هو ان القوة الجوية حتى عندما تكون متمرسة لا يمكنها ان تنجز المهمة بمفردهاquot;.

وخلال الاسبوع الماضي حشدت اسرائيل الدبابات والعديد على طول الحدود مع قطاع غزة التي تمتد على ستين كيلومترا وحشدت اكثر من تسعة الاف جندي احتياط للمشاركة في هجوم بري.

وحذر وزير الدفاع ايهود باراك مرارا من ان الدولة العبرية قد تلجأ الى شن هجوم بري اذا اقتضت الحاجة.

وحذر رئيس جهاز شين بيت (الامن الداخلي) يوفال ديسكين من ان الجيش سيواجه صواريخ متطورة مضادة للدروع والغاما ومكامن وخنادق ومواقع شديدة التحصين يتولاها ناشطون ومقاتلون تلقوا تدريبات قوية.

ويؤكد مراقبون ان تفوق الجيش الاسرائيلي الكامل في العتاد والعديد والخبرة قد يواجه صعوبات امام ثمانية الاف مقاتل تلقوا تدريبات عالية بحسب تقديرات اسرائيل، كما حصل خلال المواجهة التي استمرت شهرا مع حزب الله العام 2006.

ويقول انبار ان الجيش يجب ان يتواجد على الارض ليوقف اطلاق الصواريخ. وهذا يعني ان على اسرائيل اجتياح مناطق مكتظة في غزة ومخيمات لاجئين حيث ستكون القوات الاسرائيلية في موقع ضعف وحيث سيعلق الاف المدنيين في وسط القتال. ويضيف انبار quot;لا خيار اخر سوى استخدام القوات البرية. ليس بالضرورة ان يكون اجتياحا واسع النطاق ربما بعض الوحدات الخاصة وبعض التوغلات المحدودة لكن على الجيش ان ينشر قوات على الارضquot;. ويقول ان quot;القتال في مناطق مأهولة اكثر تعقيدا ويجب توقع بعض النكساتquot;.

وادى اخر هجوم كثيف لاسرائيل في قطاع غزة الذي اتى بعدما خطفت مجموعات مسلحة فلسطينية الجندي جلعاد شاليط في حزيران/يونيو 2006، الى مقتل اكثر من 400 فلسطيني وثلاثة جنود اسرائيليين. لكن الهجوم البري الحالي على غزة قد يؤدي الى حصيلة اكبر من ذلك بكثير في الجانبين على ما يحذر الميجر جنرال في الاحتياط ياكوف اميدرور.

ويوضح لوكالة فرانس برس ان quot;الجيش الاسرائيلي يجب ان يستخدم قوة كبيرة والثمن سيدفعه سكان غزة المحليون لان اسرائيل تشن حربا على قوة تمتلك اسلحة متطورة ومتحصنة بشكل جيدquot;.ويضيف ان quot;قوات الدفاع الاسرائيلية ستضطر الى استخدام قصف اعنف واليات مدرعة الامر الذي سيتسبب بضحايا اكثر بكثير في الجانب الفلطسيني وفي صفوفها كذلكquot;.