الوزراء وقادة الأحزاب يتقدمون المسيرة
قرابة مئة ألف مغربي يتضامنون مع غزة من العاصمة الرباط

أحمد نجيم- إيلاف: شارك قرابة مئة ألف مغربي في مسيرة تضامنية صباح اليوم الأحد بالعاصمة الرباط. المسيرة التي انتهت قبل قليل شهدت مشاركة كبيرة لكل التيارات السياسية المغربية من أقصى اليمين إلى أقصى التنظيمات الإسلامية. وكان أبرز أعضاء الحكومة المغربية في مقدمة هذه المسيرة، أبرزهم الوزير الأول عباس الفاسي، وهو في نفس الوقت الأمين العام لحزب quot;الاستقلالquot; كما شارك عدد كبير من قادة الأحزاب المغربية.

وقد رفع مئات الآلاف من المغاربة بموقف العرب المتخاذل لنصرة قطاع غزة، مطالبينهم بالتحرك العاجل لإيقاف الهجوم الإسرائيلي. المشاركون في المظاهرة انتقدوا المساندة الأمريكية للهجوم الإسرائيلي. وقد ذهب خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أن هذه المسيرة تحقيق لوحدة الشعوب العربية التي ترفع خيار المقاومة، وتتمسك بحقوقها التاريخية الثابتة في فلسطين وفي كل بقعة من الوطن من الوطن، مضيفا أن الشعب المغربي سيواصل نصرة فلسطين وقضيتها العادلة من خلال فعاليات تضامنية قادمة ستتخذ أشكالا تصعيديه أكثر في المستقبل القريب، في حين اعتبر خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة، المسيرة بكونها quot;مسيرة المغاربة من أجل غزة وانتفاضة للشعب المغربي من أجل فلسطينquot;. وكانت الشعارات المرفوعة غير موحدة، بعضها كان إدانة صريحة لكل الحكام العرب، منها quot; زيرو زيرو الأنظمة العربية. باعت وشرات في القضيةquot; (الأنظمة العربية صفر. باعت واشترت القضية الفلسطينيةquot;.. quot;وياحكام الهزيمة اعطيو للشعب الكلمةquot;.. quot;ومن بغداد للرباط الشعوب تحت الصباطquot;. (من بغداد للرباط الشعوب تحت الأحذية).

المظاهرة عرفت نجوما كثير منهم من كبار الإرهابيين، أمثال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بالإضافة إلى حسن نصر الله زعيم حزب الله، وقد رفع المتظاهرون صورا لهادين الشخصين، كما حملوا ثابوتا عبارة عن quot;النظام العربيquot; وأرفقوه بصور بعض الرؤساء العرب، ولم يمتثل هؤلاء لطلب المنظمين بعدم تجريح أي قائد عربي، لكن عددا من التنظيمات الأصولية لم تأبه لهذا الاتفاق كما جرى في مناسبات مماثلة سابقا. وقد مرت المسيرة في أجواء سلمية اذ انطلقت من باب الاحد غير بعيد عن البرلمان واستمرت إلى شارع النصر، وقد استعدت الشرطة لهذه المسيرة، إذ تابعت وزارة الداخلية على مدى أيام استعدادات المنظمين وعقدت معهم لقاءات لإنجاح المسيرة، وقد ترأس وزير الداخلية شكيب بنموسى خلية أمنية ضمت المدير العام للأمن الوطني وقائد الدرك الملكي، والمفتش العام للقوات المساعدة، وضباط في الجيش. هذا التنسيق ساهم في عدم حدوث تجاوزات في هذه المسيرة. بعيدا عن هذه المسيرة المساندة لسكان غزة، كان لبعض المغاربة موقف آخر من الأحداث، فلم يشارك سعيد، من البيضاء، في المسيرة لأنه يعتبر ما يقع في غزة في خانة quot;العبثquot;، سعيد يحمل حركة quot;حماسquot; المسؤولية الأولى والأخيرة في هذه الحرب quot;كيف أشارك في مسيرة أعرف أن حركة حماس هي التي دفعت بالصهاينة إلى قتل الأطفال والنساء، لولا صواريخ حماس لما أزهقت كل هذه الأرواح، لا يمكنني أن أمشي في مسيرة تضامنية مع فلسطين، في حين أن الفلسطينيين منقسمون، فليلموا شملهم أولاquot;. سعيد ليس الوحيد الذي يفكر مثل هذه الطريقة، علي، محاسب من الدار البيضاء، يرى مثله، ويعتبر أن حماس مسؤولة مسؤولية واضحة في هذه القضية. هؤلاء المغاربة، عكس غيرهم، يلزمون الصمت ولا يعبرون عن رأيهم.