أسامة مهدي من لندن: جرى اليوم في بغداد إفتتاح مبنى سفارة الولايات الأميركية في العراق والتي تعتبر أكبر سفارة لها في العالم وإستغرق العمل بها ثلاث سنوات وتكفل انجازها 736 مليون دولار . وحضر حفل الافتتاح الذي جرى فيه رفع العلم الاميركي على المقر الجديد الرئيس العراقي جلال طالباني وعدد من الوزراء والمسؤولين العراقيين العسكريين والمدنيين وذلك بعد خمسة ايام من اخلاء السفارة للقصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء والذي كانت تتخذه مقرا لها وسلمته الى السلطات العراقية مع بدء تنفيذ الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية في اليوم الاول من العام الحالي .

فقد غادرت السفارة الاميركية التي كانت تتخذ من القصر الجمهوري في بغداد مقرا لها منذ عام 2003 الى مبناها الضخم الجديد الذي بلغت تكاليفه 736 مليون دولار متخطية التكاليف التي كانت مقدرة اصلا بحوالي 592 مليون دولار حيث يضم المقر 21 بناء تؤفر مساكن للدبلوماسيين وتؤمن لهم حماية افضل من الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون.

واقيمت السفارة على أرض مساحتها 42 هكتاراً وتتمتع بحماية أمنية غير مسبوقة ويحيط بها جدار دائري إرتفاعه 15 قدماً وتحتوي على سكن السفير ونائبه وست ملاحق لسكن كبار الدبلوماسيين وبنائين ضخمين يضمان مكاتب 8000 موظف يعملون في السفارة. كما تحتوي المبنى على أكبر مسبح في العراق وصالة حديثة للألعاب الرياضية وصالة سينما ومطاعم وملاعب تنس وناد أميركي لاستضافة المناسبات المسائية .

أما القصر الجمهوري المستعاد فيقع في منطقة عرفت باسمه قرب نهر دجلة في وسط بغداد وكان مقرا للرئيس العراقي السابق صدام حسين ورمزا لسيادة البلاد حتى سقوط نظامه في نيسان (ابريل) عام 2003. وبني القصر من قبل اخر ملوك العراق فيصل الثاني (1935-1958 ) مطلع خمسينات القرن الماضي وحمل اسم قصر الرحاب. وقد قام صدام حسين بتوسيعه خلال التسعينات واتخذه مقر اقامة وعمل له وهو يعتبر من ابرز المباني التي تقع في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين التي تضم مقار الحكومة العراقية والسفارات الاميركية والبريطانية واجنبية اخرى ومقر الامم المتحدة.