الدوحة: أعلنت المؤسسة العربية للديمقراطية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عزمهما على الدعوة إلى مؤتمر دولي في نهاية يناير أو بداية فبراير المقبل، لبناء تحالف دولي واسع يسمح بتحريك آليات الحماية الدولية لصون الشعب الفلسطيني، وquot;لمحاسبة مجرمي الحرب في إسرائيلquot;، والتعريف دولياً بالحقوق الفلسطينية المشروعة التي تضمنها الشرعية الدولية، وعلى رأسها الحق في الحرية من الاحتلال، والرصد والتوثيق القانوني والإعلامي للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني، وإعلام العالم بهذه الانتهاكات بشكل دائم ومستمر.

واوضح الأمين العام التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية محسن مرزوق، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان علي بن صميخ المري، أن حاجة هذا التحالف تكمن في ضرورة تجاوز ردود الفعل quot;المناسباتيةquot; وquot;مأسسةquot; عمل برنامجي استراتيجي متواصل، يستفيد من التعبئة الدولية الكبيرة ضد انتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن هذا التحالف سيشكّل مكتباً لتنفيذ برنامج عمله، على أن تتوزّع مهام تنفيذ برنامج العمل بين مكوّنات التحالف في القارات الخمس.

وأشار مرزوق إلى أن ما يقع في غزّة لا يمكن تصنيفه إلا في خانة خرق القانون الدولي، لذا فالمشروع الذي أطلقته المؤسستين سيسمح بضمان عمل استراتيجي دائم ومستمر وقادر على تحقيق الأثر المرجو منه.

وأكد المري أن مؤتمر الدوحة ستحضره كل مؤسسات المجتمع المدني والحقوقية في العالم، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر الدولي سيجمع التحالفات الوطنية والإقليمية كافة، وسيتم متابعة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية، وكذلك مناهضة النسيان.

ولفت المري إلى أن ثمة آليات عدة لتحريك هذه الدعاوى، بعيداً من مجلس الأمن، وأشار إلى إمكانية تحريكها من قبل المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أو عن طريق المحاكم الأوروبية، بينما ذكر مرزوق بوجود العديد من آليات التقاضي التي لم يتم الاستفادة منها أو استغلالها، كتحريك الدعوى عن طريق دولة عضو في المحكمة الجنائية.

كما شدّد على فكرة المدعي العام، من خلال تقديم ملفات قوية، مستدلاً بآخر تصريحات لـ quot;أوكامبوquot; حين سئل عن عدم تحريك دعاوى مماثلة للتي حركها ضد الرئيس السوداني، فأجاب بأنه لم يتلق أي ملف أو شيء بخصوص جرائم إسرائيل، وهنا أشار مرزوق إلى أن المسألة قانونية تستلزم عملاً على مستوى الرأي العام العالمي الذي عبّر عن موقفه ورأيه في العديد من العواصم العربية والأوروبية، وحتى داخل الدولة العبرية عينها.

وقال إنه سيتم العمل على تجريم إسرائيل على المستوى القانوني والأخلاقي، ودعا الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية إلى ضرورة مواصلة العمل، وعدم التوقف عند وقوف العدوان، مشيراً إلى أن بعض الحقوقيين الإسرائيليين بدأوا في تحضير ملفاتهم لإسقاط تهمة الإبادة على جرائمهم في الوقت الذي لم يتم أي عمل عربي منسق وجدّي.

وأكّد مرزوق على أن هذا المشروع هو تجسيد لرؤية الشيخة موزة ولكل محبي السلام في العالم، لافتاً إلى أن خطاب الأمير الأخير كان من بين أهم الخطابات التي تشهدها الساحة الدولية في السنوات الأخيرة.

ومن المقرّر أن يحضر المؤتمر كبار الشخصيات المعنية بحقوق الإنسان من شتى أنحاء العالم، وأوضح مرزوق أن المبادرة جدّية، وتهدف من جهة أخرى إلى رفع مستوى التطلعات، والعمل على المدى الطويل على خلق الآليات القادرة على العمل بشكل علمي وحديث.