باريس: يشكل الاحتفال بعيد الميلاد في العراق والسير على خطى تجار المخدرات في كولومبيا وزيارة مدن الصفيح في ريو دي جانيرو، وهي كلها اماكن خطرة، افضل وجهات للسياح المغامرين الباحثين عن التحديات بصرف النظر عن المخاطر. ويقول هوبير دباش، الرئيس التنفيذي للمكتب السياحي quot;تير انتييرquot; المتخصص في السياحة الثقافية والدينية بعد عودته من جولة استغرقت تسعة ايام في كردستان العراق quot;نحن مدركون لما نفعله، يريد عملاؤنا رؤية وجه آخر من العراق ولقاء الناسquot;.

وقضت اول مجموعة من السياح الفرنسيين تزور العراق منذ العام الفين، نحو عشرين شخصا قضوا عيدي الميلاد وراس السنة في اقليم كردستان العراق الذي يعتبر اقل خطورة من باقي البلاد.من جهته، يقول جان جاك سيمفوريان وهو محاسب من جنوب شرق فرنسا شارك في الرحلة ان quot;المخاطر محدودة. لن اذهب الى بغداد او افغانستانquot;. ويضيف ان دوافعه كانت quot;مصافحة المسيحيين المضطهدينquot; وquot;اكتشاف مهد الحضارةquot;.

ويقر بانه كانت هناك لحظات من القلق عندما قرر دباش صرف النظر عن تعليمات وزارة الخارجية والسلطات المحلية للتوجه بالمجموعة الى القوش، المنطقة المسيحية الواقعة شمال الموصل.
وبرفقة قوة من البشمركة، وهم مقاتلون اكراد، دخلت مجموعة السياح منطقة الموصل التي تعتبر quot;احدى اخطر الاماكن في العراق، اكثر من بغدادquot;، بحسب دباش. والاخطار التي تواجه السياح متعددة مثل خطفهم والتفجيرات والالغام وغيرها. على غرار افغانستان وجورجيا، فالعراق مصنف على القائمة السوداء للدول التي تعيش حالة حرب حيث ترفض شركات تامين المسافرين مساعدة السياح.

اما بالنسبة لشركة quot;تير انتييرquot;، فيقول متحدث باسم مجوعة quot;اكساquot; للتامين quot;لقد وافقنا استثنائيا على تغطية هذه الرحلة، لكن مع احتمال ان نتدخل في موقع واحد اذا كان ذلك ضروريا، وهو مطار اربيلquot;، كبرى مدن كردستان العراق. وينصح الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفرنسية quot;رسمياquot; بعدم السفر الى العراق باستثناء المنطقة الخضراء في بغداد والمدن الرئيسية في كردستان.

من جهته، يقول الامين العام للاتحاد الوطني لوكالات السفر جان مارك روزيه quot;نحن نقترب من حدود المحظور. وسواء كان هناك نصيحة بعدم الذهاب الى وجهة ما ام لا، فان مسؤولية منظمي الرحلات تبقى قامئة تماماquot;. والسؤال يدور حول تحدي الممنوع لاظهار شجاعة السياح في المخاطرة. ويقول دباش في هذا الصدد quot;نحن شركة مسؤولة لا نسعى الى ترويع او تخويف زبائننا لا يوجد اي شيء من هذاquot;. بدوره، يقول ديدييه اوربان الخبير في شؤون السياحة quot;مع نمو سياحة المجموعات، بات السفر امرا سهلا والذهاب الى مكان ما في حد ذاته لم يعد مثيرا للاهتمامquot;.

ويضيف ان quot;المسافرين يسعون الى تمييز انفسهم عن السياح العديين والمخاطرة بحياتهمquot;. وتقول سيبيل دبيدور مديرة مكتب quot;اكسبلورايترquot; للرحلات السياحية quot;في بعض الاحيان، يدفع السياح الخائفون قليلا الاخرين الى تحدي المحظورات اذ يتصل بنا الزبائن لمعرفة الموعد المقبل لرحلة الى افغانستانquot;. كانت آخر رحلة نظمها المكتب الى افغانستان تعود الى ايار/مايو 2006 ، في اعقاب تظاهرات دامية في كابول. وتضيف دبيدور quot;لكن هذا امر مستبعد تماما. ليس واردا ارسال زبائننا الى هناكquot;.