واشنطن: قالت مجلة تايم الأميركية إن المسؤولين الإسرائيليين على ثقة من القضاء على حركة حماس، حتى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين، كان قدم تقريره عن الحرب إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد الماضي بإطار كوميدي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إن البنية العسكرية لحركة حماس قد تلقت ضربة قاسية وإن إسرائيل تتقدم باتجاه نهاية الحرب، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون آخرون إن قيادة حركة حماس باتت في حالة من الذعر والفوضى، في ظل مغادرة عدد من المقاتلين وفي ظل انقسام قيادتي حماس في غزة ودمشق حول قبول وقف إطلاق النار أو رفضه.
وقال الإسرائيليون إنهم حددوا أكثر من 400 من مقاتلي حماس من ضمن 900 من سكان غزة الذين تقول المصادر الفلسطينية إنهم قتلوا خلال الهجوم. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية للمجلة إن استخدام المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها من خلال إفادات 120 من المقاتلين المشتبه بأنهم من حماس والذين كانوا قد اعتقلوا خلال الساعات الأولى للهجوم البري، سمح للقوات الإسرائيلية من تحديد وتفجير العشرات من مواقع إطلاق الصواريخ و كذلك تفجير مصانع الصواريخ.
الجناح العسكري لحماس ما زال سليما
في المقابل قالت المجلة إنه ليس مستغربا أن تقدم حركة حماس رواية مختلفة نظرا لما تكبدته خلال الهجوم. وقال مراسل تايم في غزة إنه التقى أبو عزام أحد قادة الألوية العسكرية في حركة حماس والذي كان قد سخر من قول الإسرائيليين إن جميع كبار المسؤولين في حماس مختبئون في الملاجئ المحصنة تحت الأرض. وقال أبو عزام لمراسل تايم إنه في الواقع يقوم بجولة في الشارع لتفقد رجاله.
وبينما أقر أبو عزام بأن حماس قد تكبدت خسائر في الأرواح، إلا أنه قال إن جناحها العسكري لا يزال سليما. وأشار إلى أن الدليل على ذلك أن حماس لا تزال تطلق الصواريخ على إسرائيل. إلا أن المجلة أضافت أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس قد انخفض من حوالي 80 في اليوم في بداية الحرب إلى نحو ما بين 15 و 20 صاروخا يوميا.
وفي هذا الوقت، نفى أحد قياديي حركة حماس في الضفة الغربية لم تكشف تايم عن هويته، التقارير التي تحدثت عن أن قيادة حماس في دمشق تريد الاستمرار في القتال، في حين أن قادة غزة يرغبون بوقف القتال.
ونقلت المجلة عن هذا القيادي قوله ليس هناك مكان في الحرب للخلافات والانقسامات، موضحا أن ما يتردد عن وجود خلافات بين دمشق وغزة هو مجرد تمنيات من جانب الإسرائيليين وبعض العرب.
وول ستريت جورنال: النزاع في غزة يقوض مهمة بلير في المنطقة
إلى ذلك قالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه مع تصاعد عدد القتلى في غزة، فإن الصراع يسبب بعض الأضرار الجانبية غير المتوقعة في المنطقة ومن بينها دور رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على المستوى الدولي.
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إلى أنه خلال السنوات العشر التي تولى فيها بلير منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا، كان يلعب دورا بارزا في الأحداث بدءا من عملية السلام في ايرلندا الشمالية إلى حرب العراق.
إلا أن بلير بصفته مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا ، فإنه يجد نفسه على الهامش، في الوقت الذي يحظى فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاهتمام مع توليه رعاية وقف إطلاق النار المقترح بالاشتراك مع مصر.
وأوضحت الصحيفة أن بلير المكلف بتحسين اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة ، واجه معركة صعبة منذ تعيينه في يونيو/ حزيران 2007، كما أشارت إلى أن بلير لم يزر غزة بسبب المخاوف الأمنية، لكنه ركز على التفاوض مع الإسرائيليين ومسؤولين في الضفة الغربية على مسائل مثل إزالة الحواجز في الأراضي الفلسطينية.
في غضون ذلك، فإن الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية قد تراجعت مما دفع العديد إلى التشكيك بفعالية دور بلير.
ونقلت الصحيفة عن مصطفى البرغوتي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والوزير السابق، قوله إن مهمة بلير كانت فاشلة، وأشار إلى أنه عندما بدأ بلير مهمته كان هناك 521 من نقاط التفتيش الإسرائيلية والآن هناك 699.
يذكر أن بلير كان قد التقى الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، وقال الناطق باسم بلير إنه قام بحركة ناشطة خلال النزاع من خلال إجراء محادثات مع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية، بمن فيهم رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وقال المتحدث إن بلير حقق تقدما في بعض الأهداف الأساسية ، مثل مساعدة الفلسطينيين تولي مسؤولية الأمن في إسرائيل في المناطق الواقعة حول بلدة جنين بالضفة الغربية، وهو تحول في تحسين فرص التجارة لسكان المنطقة.
في الوقت نفسه، طرح اسم بلير لمناصب أكبر، مثل رئاسة الاتحاد الأوروبي، وهو منصب سيتم استحداثه في حال حصول المعاهدة ذات الصلة على التصديق النهائي.
يذكر أن تعيين بلير في منصبه كمبعوث للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط كان مثيرا للجدل منذ البداية، حيث كان بعض القادة العرب قد سألوا كيف أن بلير الذي كان قد قاد بريطانيا إلى أفغانستان والعراق، والذي لم يدن قصف إسرائيل للبنان في عام 2006 ، يمكنه الحصول على الثقة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن لدى روسيا تحفظات على علاقة بلير الوثيقة بالولايات المتحدة.