لندن: تباينت تغطيات الحرب على غزة في صفحات الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة ما بين تغطيات موسعة نسبيا في صحف، ومقتضبة في صحف اخرى، لكنها جميعا اشتركت في تغطية نبأ مقتل القيادي البارز في حماس سعيد صيام. ففي صحيفة التايمز نقرأ تغطية ميدانية من موفد الصحيفة في غزة مارتن فلتشر تحت عنوان: الحرب في غزة، لا احد بين الانقاض يسمع رعد المدافع الاسرائيلية.
وتقول الصحيفة ان موفدها الى غزة هو اول مراسل صحفي بريطاني يتمكن من التجول في انحاء غزة بسيارة مصفحة، ليرى بعينيه الدمار الذي خلفته حرب دامت ثلاثة اسابيع. ويقول الموفد الصحفي انه ليس مستغربا ان يفر المدنيون من دوائر الدمار، فالمكان الذي كان فيه لم يعد يحتمل بقاء انسان فيه، حيث ترعد قذائف المدفعية، وتصرخ صليات المدافع الرشاشة الثقيلة بين فترة واخرى. دبابات وجرافات عسكرية ضخمة تمر مخلفة سحابات سميكة من الغبار والدخان.
غمامات ثقيلة من الدخان تتصاعد من مواقع قصفت ويعاد قصفها، ويبدو ان المنطقة باتت مؤمنة من وجهة نظر الجيش الاسرائيلي. لكن لا احد يجرؤ على الاقتراب اكثر خشية التعرض الى رصاص القناصة او الفخاخ المتفجرة والالغام. لا احد يجرؤ سوى جنود اسرائيليون وهم يثقبون الهواء برشاش بنادقهم الاتوماتيكية.
ويقول المراسل ان قائد المنطقة العقيد الاسرائيلي هيرزي وجنوده من وحدات القوات الخاصة غير آبهين بالشكوك التي تحوم حول اخلاقية مهمتهم، او باستخدامهم المفرط جدا للقوة النارية، وهم ان كانوا محيطين بتلك الادانات الدولية للعملية العسكرية، لا يقيمون وزنا للقلق الناجم عنها. وينقل الموفد عن العقيد الاسرائيلي قوله ان حماس هي التي جلبت الدمار اليها من خلال استمرارها في اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
ويقول: quot;لا احب رؤية هذه البيوت المدمرة، لكنهم لا يعطوننا اي خيار سوى القتال لنريهم ان عليهم البحث عن وسائل اخرى للعيش معناquot;. ومن داخل اسرائيل، وتحت عنوان صراع الحكومة ومعركة الـ quot;ايهودينquot;، تنقل الجارديان آخر التداعيات السياسية المتعلقة بالحرب على غزة في داخل المجلس الوزراي الامني المصغر.
وتقول ان خلافات رئيس الحكومة quot;ايهودquot; اولمرت، ووزير الدفاع quot;ايهودquot; باراك، حول استراتيجية التعامل مع القضية انتقلت من اروقة الحكومة الى صفحات الجرائد ووسائل الاعلام. وتقول الصحيفة ان الخلاف بين الرجلين ظهر في اليوم الرابع من الحرب، عندما كانت الحملة العسكرية مقصورة على القصف الجوي. اذ بدا ان باراك كان يميل الى تعليق مؤقت للقتال امده يومان لاسباب انسانية، وهي فكرة رفضها جناح الصقور في الحكومة الاسرائيلية.
لكن الخلاف ظل مستمرا بعد ذلك، اذ جادل باراك، القائد العسكري السابق للقوات المسلحة الاسرائيلية واحد ابرز الضباط الاسرائيليين المحتفى بهم، داخل اجتماعات خاصة انتقل صداها لاحقا الى الصحافة، بالقول ان الحملة العسكرية حققت الاهداف المرجوة منها وعليه يجب ان تتوقف، وهو نفس النهج الذي تميل اليه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وتقول الصحيفة ان عيون باراك وليفني ترنو الى الانتخابات العامة المقررة في العاشر من فبراير/ شباط المقبل، حيث ارتفعت معدلات شعبيتهما في الآونة الاخيرة، في حين ان اولمرت سيقدم استقالته من الوزارة. وتنقل الجارديان عن زميلتها الاسرائيلية صحيفة هاآرتس القول ان اولمرت يؤجل الاجتماعات مع كبار وزرائه حتى يسمح للحملة العسكرية بالاستمرار، مما جعل الصحيفة الاسرائيلية تشير الى ظهور شكوك حول نوعية القرارات التي يتخذها رئيس الوزراء.
ومن غزة الى الامارات، حيث تخرج الجارديان بمقال تحت عنوان: الامارات ستكون الدولة العربية الاولى المالكة للطاقة النووية. وتقول الصحيفة ان الامارات خطت خطوة جديدة تقربها لتكون اول دولة عربية تمتلك قدرات نووية. وتشير الى ان هذا قد يفتح الباب امام دول عربية اخرى لتحذو الحذو نفسه، وهو ما يعني تعديلا في موازين القوى في المنطقة.
وتضيف الصحيفة ان الامارات تسعى للحصول على برنامج نووي لتوليد الطاقة، وليست في وارد انتاج سلاح ذري. الا ان دولا عربية اخرى قد تميل نحو الاستخدام العسكري لهذا البرنامج في حال حصلت عليه.
ونقلت الصحيفة عن السفارة الاماراتية في واشنطن القول ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستوقع معاهدة للتعاون النووي مع الامارات برفقة نظيرها الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وكانت المعاهدة قد اجلت بسبب اعتراضات من عدد من اعضاء الكونجرس الأميركي الذين يخشون ان تؤدي الى تسريع وتيرة انتشار النزعة النووية في المنطقة وبالتالي تفاقم حالة عدم الاستقرار فيها.
وستكون المعاهدة، في حال وقعت، آخر الاتفاقات التي توقعها ادارة الرئيس بوش الراحلة قريبا، على الرغم من التحفظات والقلق الذي ابداه الكونجرس.
وتقول الصحيفة ان حصول دول عربية على مفاعلات نووية خلال العقد المقبل سيعني مزيدا من المخزون النووي في المنطقة. وان بعض التقديرات تذهب الى القول باحتمال ان يكفي هذا المخزون لانتاج بين ألف والفي قنبلة نووية.
التعليقات