إتلاف الأطنان من المحجوزات والتحقيق مع مسؤولين أمنيين كبار
المغرب تصعد الحرب ضد شبكات التهريب الدولي للمخدرات
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: صعدت السلطات الأمنية والمختصة في المغرب الحرب ضد منتجي ومروجي المخدرات، الذين لحقت بهم خسائر مادية كبيرة وأخرى بشرية، بعداعتقال الرؤوس الكبيرة لأبرز شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، آخرهم ( م. ل )، الذي كشف عن أسماء مجموعة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والبحرية الملكية، يشتبه في تسهيل عمليات تهريبه أطنان من الممنوعات. وأسفرت التحقيقات إلى حد الآن إلى اعتقال أزيد من 30 شخصا في ثلاثة أجهزة أمنية بمختلف الرتب، فيما لا يزال البحث جاريا عن آخرين.
وعمدت هذه الشبكة إلى نقل عشرات الأطنان من مادة الشيرا، على متن قوارب ذات سرعة عالية (غو فاست)، انطلاقا من سواحل منطقة الناظور، خاصة قرية أركمان، وبوغافر وغوروكو، ورأس الماء، ودشر رانا.
وحسب النتائج الأولية للتحقيق، فإن هذه الشبكة كانت تعتمد على وسائل مالية ولوجيسيتكية وبشرية مهمة، في توفير وتعبئة ونقل المخدرات.
ولم تقف الخسائر عند الجانب البشري بل امتدت إلى المادي، إذ أتلفت عناصر مصالح الجمارك والضرائب غير المباشرة بمكناس، أمس الخميس، كمية هامة من المخدرات عبر إحراقها.
وخلال هذه العملية، التي جرت بحضور ممثلين عن إدارات الجمارك والأمن الوطني والدرك الملكي والعدل والصحة، جرى إحراق أزيد من 1656 كيلوغراما من الشيرا، و1624 كلغ من القنب الهندي الخام، وأزيد من 301.9 كلغ من التبغ، و6.16 كلغ من التبغ المطحون، و1.15 كلغ من القنب الهندي المطحون، وأكثر من 10.9 كلغ من المعجون، و65 غراما من الكوكايين، فضلا عن كمية من الأقراص المخدرة. وحجزت هذه الكمية، خلال الفترة ما بين 19 شتنبر و31 دجنبر 2008.
وقبلها بيومين، أتلفت مصالح الجمارك بالرباط كمية كبيرة من المخدرات بجميع أشكالها (شيرا، وكيف، وكوكايين و أقراص .. الخ)، بحضور اللجنة المختلطة وتحت إشراف النيابة العامة.
وذكرت المقاطعة الجمركية بالرباط التابعة للمديرية الجهوية الوسطى لإدراة الجمارك والضرائب غير المباشرة أن هذه الكمية الكبيرة من المخدرات جرى حجزها من طرف المصالح المكلفة بمحاربة تهريب المخدرات بكل من الرباط وسلا، في إطار المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية لمحاربة هاته الآفة.
وعالم التهريب في المغرب مليء بالغرائب والعجائب والحيل، لكون أن ممتهني هذا النشاط غير القانوني لا يذخرون جهدا في ابتكار حيل جديدة وإحداث تقنيات خداع لا يتقبلها عقل، بهدف تحقيق مبتاغهم ألا وهو إخراج بضاعتم نحو الديار الأوروبية.
وكانت آخر الحيل الماكرة تشغيل المتقاعدين من طرف الإسبان كسياح لنقل المخدرات من المغرب إلى الجزيرة الإيبيرية، واستعمال الفوانيس التقليدية كعبوات لتخزين الحشيش من طرف الإيطاليين.
إلا أن تشديد عمليات المراقبة وإغلاق جميع المنافذ، جعل شبكات التهريب الدولية تتفنن في ابتكار حيل جهنمية لتسهيل ترويج المخدرات من بلد إلى آخر.
ومن هذه الحيل الذكية التي ابتدعها المهربون للهروب من نقاط التفتيش، هي اعتمادهم المسنين والنساء وحتى المعاقين لتسريب بضاعتهم إلى أوروبا، إذ تمكنت مصالح الجمارك والأمن، أخيرا، من حجز 57 كلغ من مخدر الشيرا كان مدسوسا في ثلاثة كراسي متحركة. وجاء ضبط هذه الكمية خلال عملية مشتركة لرجال الجمارك والأمن بالمركز الحدودي quot;باب سبتةquot;، إذ توصلوا على أثرها إلى اعتقال أربعة أشخاص، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (رجل وامرأة)، كانوا يحاولون تهريب المخدرات إلى مدينة سبتة المحتلة بوساطة الكراسي المتحركة.
ويأتي هذا في وقت، ذكر تقرير للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن هناك تزايدًا سريعًا لتهريب الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا عبر غرب القارة الإفريقية ووسطها، مشيرا إلى أنه يجري تهريب ما بين 200 إلى 300 طن من الكوكايين إلى أوروبا كل عام عبر القارة.
وأشار التقرير، الذي أعلن عن إطلاقه أخيرا بمقر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، إلا أن متعاطي الكوكايين في إفريقيا يشكلون ما يقرب من 7.6 في المئة من مجموع متعاطيه في العالم، بينما لا يزال مستوى تعاطي الهيروين فيها منخفضا بنسبة 0.2 في المئة من إجمالي سكان القارة.
التعليقات