برلين، مدريد، وكالات: صرح وزير الداخلية الألماني ولفانغ شويبل الأربعاء أنه يعارض فكرة أن تستقبل ألمانيا بعض معتقلي غوانتانامو بعد إقفال المعتقل الأميركي المثير للجدل. وقال الوزير المحافظ في مقابلة مع صحيفة quot;فرانكفورتر رندشاوquot; اليومية quot;اذا جاؤوا من بلدان لا تستطيع استقبالهم باسم حماية حقوق الانسان، فيجب عليهم بالتالي ان يبقوا في الولايات المتحدةquot;.

وبعد تنصيبه مباشرة، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما تعليق الاجراءات القضائية امام المحاكم الاستثنائية في غوانتانامو 120 يوما ما يطرح السؤال مجددا حول الدول التي ستستقبل هؤلاء. واوضح شويبل انه لا يفهم لماذا يتوجب على دولة في الاتحاد الاوروبي استقبال اشخاص يعتبرون خطرين جدا في نظر الولايات المتحدة.

وبذلك، فانه يعارض وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي عرض على الرئيس باراك اوباما استقبال البعض من معتقلي غوانتانامو. وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صرحت في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي ان بامكان بلادها النظر في مسألة استقبال بعض معتقلي غوانتانامو اذا ما تم اغلاق المعتقل الاميركي، لكن فقط في اطار عمل منسق تتبناه دول الاتحاد الاوروبي.

من جانبه، قال غانتر نوك المكلف ملف حقوق الانسان في الحكومة الالمانية quot;لا نستطيع من جهة ان نطالب باغلاق المعتقل وفي الوقت ذاته ندير ظهرنا عندما يتعلق الامر بتقديم دعمناquot;. وتساءل quot;لكن ايضا، هل ينبغي ان نكون في التصرف عندما ستطلب الادارة الاميركية المساعدة؟quot;.

موراتينوس quot;يهنىءquot; اوباما لقراره

كما quot;هنأquot; وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الاربعاء اوباما لقراره حول غوانتانامو، وصرح موراتينوس لاذاعة quot;بونتوquot; الاسبانية quot;اود ان اهنأه على هذا القرارquot;. واضاف quot;اود التعبير عنه ارتياح ودعم (اسبانيا) لقرار اغلاق غوانتانامو، وهو ما طالبت به اسبانيا والاوروبيون مراراquot;.

واشار موراتينوس ايضا الى استعداد اسبانيا quot;للتعاونquot; في هذا المجال، موضحا في الوقت نفسه ان هذا التعاون سيحصل quot;بحسب كل حالة على حدة وبحسب الاوضاع الخاصة لكل معتقلquot;. واضاف quot;علينا اولا انتظار ما سيفعله وزير العدل الاميركي، والوضع القضائي لكل معتقل. نحن، الاوروبيون، سنناقش الموضوع الاثنينquot;.

وكانت الادارة الاميركية السابقة للرئيس جورج بوش وضعت في 2006 نظاما قضائيا استثنائيا لمحاكمة معتقلي غوانتانامو. ولا يزال 21 معتقلا معتقلين، من بينهم 14 مثلوا امام قاض، من اصل حوالي 245 معتقلا بحسب البنتاغون.

الاتحاد الاوروبي يرحب بقرار اوباما

بدوره رحب مفوض العدل في الاتحاد الاوروبي جاك باروت الاربعاء بقرار، وقال باروت في بيان quot;لقد سرني ان تكون واحدة من اولى الخطوات التي قام بها اوباما هي طي صفحة هذه الحلقة المحزنة من معتقل غوانتاناموquot;. واضاف quot;بالنسبة لي فان هذا مؤشر قوي للغاية. ففي دولة القانون يجب منح الجميع الحق في الدفاعquot;.

وامر اوباما المدعين الاربعاء بالعمل على تعليق المحاكم العسكرية لمعتقلي غوانتانامو لمدة 120 يوما في اولى القرارات التي اتخذها بعد توليه الرئاسة. ووعد اوباما باغلاق المعتقل الواقع في قاعدة عسكرية اميركية في كوبا التي اصبحت رمزا للتجاوزات الاميركية في العالم.

وقال باروت ان quot;الاضواء يمكن ان تسلط بسرعة كبيرة الان على وضع معتقلي غوانتانامو .. الذين يجب السماح لهم بالحصول على اجراءات قانونية مناسبة للتوصل الى حقيقة ما فعلوهquot;. واكد ان القتال ضد الارهاب quot;يجب ان يكون اولوية بالنسبة للولايات المتحدة واوروبا .. ولكن مع الاحترام التام لحقوق الانسانquot;. وقال باروت انه سيتوجه الى الولايات المتحدة quot;قريباquot; لمناقشة المسالة مع الادارة الاميركية الجديدة التي تولت مهامها الثلاثاء.

منظمة العفو

كما رحبت منظمة العفو الدولية الاربعاء بقرار اوباما، وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان ان هذا القرار quot;يشكل خطوة في الاتجاه السليم، ولكن ينبغي ان يقترن سريعا بالتخلي النهائي عن هذه التدابير غير العادلةquot;. واضافت المنظمة التي مقرها في لندن quot;في المستقبل، ينبغي ان تتم اي محاكمة لمعتقل في غوانتانامو امام محاكم فدرالية اميركية موجودةquot;.