طلال سلامة من روما: تأتي بوادر انقلاب رابطة الشمال على ائتلاف برلسكوني من إقليم quot;فينيتوquot; شمالي شرق البلاد أين يعتبر هذا الحزب الأول والأخير. لا بل تنوه الإحصائيات الأخيرة بأن شعبية رابطة الشمال وثقة ناخبي هذا الإقليم بها تجاوزت ما فعله الحزب الديموقراطي المسيحي من إنجازات ذهبية في الماضي. ستشمل الانتخابات الوطنية التي ستجري في 6 و7 يونيو(حزيران) القادم خمس محافظات في إقليم quot;فينيتوquot; وثمانية في إقليم quot;لومباردياquot;(عاصمته ميلانو) وستة في إقليم quot;بيامونتيquot;(عاصمته تورينو). ويسن quot;أومبرتو بوسيquot;، زعيم رابطة الشمال، أسنانه وأنيابه لتحقيق الأعجوبة الانتخابية في هذه الأقاليم الثلاثة. من جانب آخر، قامت رابطة الشمال بتلزيم بعض الوكالات المحلية إجراء استفتاء حول مدى نجاحها في اختراق الأقاليم الشمالية اليسارية في حال قررت المضي قدماً وحدها هناك في الانتخابات الإدارية التي من شأنها تغيير اللون السياسي لقرابة 73 محافظة وأربعة آلاف بلدية ناهيك من الانتخابات الأوروبية.

وتستغل رابطة الشمال اقتراب هذه الانتخابات لرفع سعر دعمها السياسي لبرلسكوني. وهي تعلم مسبقاً أن برلسكوني سيخضع لأوامرها! في حال انفصلت هذه الرابطة عنه فان نتائج الانتخابات الأوروبية على ائتلاف برلسكوني قد تكون تدميرية. في أي حال، من المتوقع ان تضاعف رابطة الشمال وجودها في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية. بدلاً من أربعة مقاعد، ستستطيع رابطة الشمال هذه المرة الاستئثار بثمانية، بما فيها مقعدين ستنتزعهما من حزب برلسكوني أي quot;قوة ايطالياquot;.

بالطبع، فان برلسكوني يدرك مدى خطورة غدر رابطة الشمال به. فهذه الرابطة تمتلك طبقة شابة وفعالة وقادرة على التوسع في أقاليم ومناطق بعيدة عن قلعاتها السياسية التاريخية. وثمة شؤون عدة، متعلقة بالفيدرالية والهجرة واتفاقية الاستقرار البلدية، تريد هذه الرابطة من خلالها الضغط أكثر فأكثر على برلسكوني الذي يعلم اليوم أن قواها مستمدة من الناخبين في بلديات المدن الصغيرة شمال ايطاليا. ما يعني أن رابطة الشمال لن تدخل أي شراكة سياسية مع أحد، ومنهم برلسكوني وحلفاؤه، في تلك البلديات شمال ايطاليا التي يقطن فيها ما دون 15 ألف مواطن.