كامل الشيرازي من الجزائر: من الرابح ومن الخاسر في حرب غزة الأخيرة؟ سؤال طغى بإلحاح في أعقاب وقف إسرائيل عمليتها العسكرية التي استمرت 22 يوما، وبين قائل بانتصار لحماس ومعارض لذلك، اقتربت quot; إيلاف quot; من خبراء ومحللين جزائريين لاستجلاء الموضوع.
بداية يرى المحلل والإعلامي quot;فيصل معطاويquot; أنّ عدم تمكّن إسرائيل القضاء على المقاومة والحيلولة دون عدم إطلاق الصواريخ رغم قدرتها التدميرية واستخدامها لكل أنواع الأسلحة بما فيها المحظورة، دليل على انتصار المقاومة الفلسطينية ويجعل الربح في كفتها تبعا لصمودها ونجاحها في إثبات قدراتها ميدانيا.
ويؤيد الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية د/إسماعيل معراف، الحكم الذي منحه معطاوي، ويزيد على ذلك بأنّ حماس افتكت مكاسب عديدة في هذه الحرب وعزّزت مكانتها في معادلة السلام الشرق أوسطية كطرف لا يمكن تجاهله، حيث صارت ndash;بحسبه- رقما مضافا في منظومة المقاومة عالميا، كما يرى معراف أنّ كلا من تركيا وفنزويلا يعدان رابحان أيضا تبعا للمواقف التي صدرت عنهما وجعلت أسهم اسطمبول وكاراكاس تتضاعف في الشارع العربي تماما كشعبية أردوغان وشافيز، ويقدّر معراف أنّ تركيا تألقت تماما مثل نجومية فنزويلا، حيث استوعب أردوغان أنّ تركيا مهما قدمت من تنازلات للغرب فإنها لن ترقى في علاقاتها معه مثل إسرائيل، لذا لا بدّ أن تدخل إلى عرين الإتحاد الأوروبي بثوب الرقم القوي وليس بمنطق الرجل المريض.
ويرى الخبير quot;إلياس بوكراعquot; أنّه من السابق لآوانه إصدار أية أحكام خصوصا مع الطابع غير التقليدي للحرب الأخيرة كما في حرب تموز 2006، حيث دارت المواجهة بين جيش نظامي وعناصر لا يمكن تسميتهم بجنود، لكنّ محدثنا يجزم بأنّ رياح الحرب ميدانيا واستراتجيا لم تهبّ مثلما كانت تتمنى السفن الإسرائيلية، إذ يشير إلى أنّ إسرائيل ورغم استمرارها في غلق المعابر وتدمير عدد من الأنفاق السرية، إلاّ أنّ المقاومة أثبتت قدرتها على ابتكار طرق دائمة التجدد، في كيفية إدخال السلاح إلى منطقة ما، ناهيك عن تمكنها من تصنيع الصواريخ المحلية.
بالمقابل، يشدّد الدكتور إسماعيل معراف على أنّ الخاسر الأكبر هذه الحرب هو ما يسميه quot;محور الطوق العربيquot; ويشمل عموم الدول التي تربطها علاقات مع واشنطن وتل أبيب، ويشاطر أ/إسماعيل دبش رأي معراف، من كون الذي حصل في غزة أثبت عدم جدوى أي تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي، وزاد من ترسيخ قيمة المقاومة، ويستدلّ أ/إسماعيل دبش بكون المبادرة المصرية الأخيرة تلاشى مفعولها أمام مذكرة التفاهم لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة.
ويلتقي quot;هيثم ربانيquot; مع إسماعيل دبش في كون دماء 1500 فلسطيني في قطاع غزة، أدت إلى لم الشمل العربي ، وهو مكسب برغم كل المآخذ عن تجاهل القادة العرب لخيار المقاومة، ويتوقع الخبيران أن يكون المكسب أكثر وزنا إذا ما أدت حرب الـ22 يوما إلى توحيد الفلسطينيين، وتنشيط العقل الاجتماعي العربي، في تتويج للهبّة الشعبية التي كسرت سبات مختلف العواصم أيام الهجمة الإسرائيلية.
التعليقات