الليكود بين فكي الكماشة:
شاس وليبرمان يطبقان على نتنياهو وكديما تصفه بالكاذب
دعابات انتخابية في شوارع إسرائيل (عدسة إيلاف)
نضال وتد من تل أبيب: أطلقت الأحزاب الإسرائيلية، أمس الثلاثاء ، دعايتها الانتخابية المتلفزة والمذاعة، لتعلن فعليا بدء المعركة الانتخابية بكامل القوة، مع تركيز الأحزاب الثلاثة الرئيسية quot;كديما، حزب، العملquot; على إيجابيات مرشحيها لرئاسة الحكومة، دون التطرق في أول الدعايات التي تم بثها على الشاشة الصغيرة، إلى طروحات وبرامج الأحزاب المذكورة، سواء لحل القضايا الرئيسية مثل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أو لحل ومعالجة الملفات الملتهبة داخل إسرائيل ولا سيما ملفات الاقتصاد والبطالة.
شاس وليبرمان يطبقان على نتنياهو
وكان أبرز حدث استبق إطلاق الحملات الدعائية الرسمية للأحزاب الإسرائيلية، هو المفاجأة التي فجرتها كل من شاس بقيادة إيلي يشاي، وحزب يسرائيل بيتينو، بقيادة ليبرمان، عندما أعلن الحزبان مسبقا أنهما سيدعمان نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة، مطالبين الناخب اليميني في إسرائيل أن يمنحهما الدعم لضمان تشكيل حكومة يقودها نتنياهو ولكنها تتجه نحو تحقيق مواقف وطموحات اليمين الإسرائيلي، من خلال تعزيز وزيادة قوة هذين الحزبين، حتى لا يكون بمقدور نتنياهو التوجه لتشكيل حكومة مع كديما أو حزب العمل.
وكان ليبرمان زعيم حزب يسرائيل بيتيون أكثر وضوحا عندما أعلن في مؤتمر صحافي عقده حزبه لإطلاق دعايته الانتخابية، إن حزبه يرى بالليكود والشراكة معه أمرا طبيعيا، وإذا وافق العمل على الخطوط العريضة لحكومة نتنياهو ليبرمان، فلا مانع من انضمامه للحكومة. في المقابل فإن إيلي يشاي أعلن هو الآخر أن حزبه لا يمكن له دعم ليفني لأن ليفني : ترفض توزيع المخصصات الأطفال، وتوافق على تقسيم القدس وبالتالي فإنها لن تحصل بأي حال من الأحوال على دعم شاس.وفي الوقت الذي كان يفترض أن يشكل هذا الإعلان دعما لنتنياهو، إلا أن الأخير أدرك حقيقة الشرك الذي ينصبه له الحزبان quot;الصديقانquot; فنتنياهو يخشى ، وخصوصا في ظل استطلاعات الرأي التي تتنبأ بزيادة قوة ليبرمان، يخشى أن تسفر الانتخابات عن حصول ليبرمان وشاس على أكثر من ثلاثين مقعدا مما سيضطره إلى إشراكها في حكومة يكون فيها ضعيفا في مواجهة ضغوط الحزبين، وقد دفعه هذا الأمر أن يطلب من جمهور اليمين ومصوتي اليمين في إسرائيل، إذا كانوا يريدون حكومة بقيادة نتنياهو أن يصوتوا مباشرة لحزب الليكود، وتوسيع صفوفه ليكون في موقف قوي عند تشكيل الائتلاف القادم ولتفادي تعرضه وخضوعه للابتزاز من الأحزاب اليمينية الصغيرة، وإعلانه أن حزبه سيحتفظ بحقيبة المالية عند تشكيل الحكومة القادمة.
نتنياهو يفجر جهاز فحص الكذب
إعلان يشاي وتصريحات ليبرمان دفعت كما هو متوقع بحزب كديما على مطالبة نتنياهو بالكشف عن التفاهمات التي توصل إليها مع شاس، مقابل عدم دعم الأخيرة لليفني عندما سعت لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة أولمرت. واعتبرت كديما أن وجود هذه التفاهمات وإعلان شايس هو أكبر دليل على أن الليكود خضع لابتزاز شاس، كما اعتبرت كديما أن نتنياهو سيقود إسرائيل إلى مواجهة معه العالم الغربي وخصوصا مع الولايات المتحدة بسبب سياسته اليمينية.
لكن أهم ما ركزت عليه كديما في دعايتها أمس، كان عدم مصداقية نتنياهو، فقد أعدت كديما شريطا دعائيا يظهر فيه نتنياهو وهو يعلن مواقف كاذبة أو يتنكر لمواقف سبق له وأن اتخذها، مثل موافقته على الانسحاب من غزة، لينتهي الشريط بانفجار جهاز كشف الكذب ،البوليغراف) من شدة أكاذيب نتنياهو وهو تحت الفحص، فيما يقول الصوت المرافق للصور: نتنياهو ..أنا لا أصدقه.
دعاية كديما ركزت بالمقابل، وتأسيسا على وصم نتنياهو بالكذب والخضوع للابتزاز، على نظافة كف ليفني وعزمها التأسيس لسياسة جديدة في إسرائيل، ترفض الخضوع لابتزاز الأحزاب الدينية. إذ تطالعك ليفني وهي تقول إنه كان بمقدورها تشكيل حكومة جديدة لو أنها وافقت فقط على شروط شاس لكنها ترفص الاستمرار في هذه اللعبة وتريد ترسيخ سياسة نظيفة وجديدة في إسرائيل.
ليبرمان يبني دعايته ضد للعرب والموحدة تبني دعايتها ضد ليبرمان
وفي الوقت الذي شن فيه الليكود وكديما حربا ضروسة كل على الآخر، اختار حزب ليبرمان، يسرائيل بيتينو، شعارا لحملته الانتخابية المقولة العنصرية التي يرددها ليبرمان في الفترة الأخيرة وهي quot;بدون ولاء لا توجد مواطنةquot; ويقصد منها ليبرمان ضرورة إلزام الفلسطينيين في إسرائيل ، وتحديدا المرشحين للكنيست منهم، التوقيع على وثيقة يعلنون فيها الولاء والإخلاص لدولة إسرائيل مقابل الاحتفاظ بالمواطنة الإسرائيلية. ويظهر ليبرمان في دعايته هذه صورة للمفكر العربي، والنائب السابق عزمي بشارة، ليقول المذيع إن بشارة اتهم بخيانة الدولة ومساعدة الأعداء، ثم فر من البلاد لكنه مع ذلك لا يزال يتقاضى راتبا تقاعديا يصل إلى 8000 شيقل من الدول وهو ما يعتبره ليبرمان فضيحة.
ولكن ومثلما يبني ليبرمان دعايته على التحريض ضد المواطنين العرب والنواب العرب، فقد جاء شريط الدعاية للقائمة الموحدة والعربية للتغيير والتي يرأسها عضو الكنيست إبراهيم صرصور، ليبني دعاية القائمة بدوره ضد ليبرمان، داعيا للتصويت للقائمة لمواجهة ليبرمان، وهو ما سبق لكثير من المراقبين والمحللين في إسرائيل أن تطرقوا إليه بالقول إن العداء لليبرمان، وعداء ليبرمان النواب العرب يغذي كل منهم الآخر، فالطرفان، الموحدة وليبرمان يبنيان دعايتهما على معاداة الآخر.
في المقابل فقد جاءت دعاية الجبهة والحزب الشيوعي مقتضبة تحمل رسالة واحدة وهي أن الخيار هو واضح وهو الجبهة لأنها الوحيدة التي تمثل شراكة يهودية عربية حقيقية، وعارضت باستمرار الحرب ودعت دائما لسلام يقوم على دولتين للشعبين.