quot;إيلاف
إيلاف على الحدود السعودية اليمنية يوما بيوم

بعد إعلان تأمين الشريط الحدودي... السعودية تتحرك بحراً

تخوفات من تحويل الصراع مع الحوثيين إلى صراع شيعي - سنّي

بعد أن أكتمل النصاب العربي في إعلان تضامنه مع السعودية، عبر تصريحات سوريا وقطر التي أدانت أخيرًا خروقات الحوثية للسيادة السعودية، عادت إيران لتلوح بعود الثقاب فوق بقعة الزيت على الشريط الحدودي، على لسان وزير خارجيتها منوشهر متكي، الذي حذر جيران اليمن من التدخل في شؤونها، في إشارة واضحة إلى السعودية الجارة الوحيدة لليمن بعد استثناء سلطنة عمان التي تقف خارج طابور الأحداث الحالية.

الرياض: تداول الوسط العربي عبر وسائل إعلامه في اليومين الماضين ردود الفعل العربية لتصريحات متكي التي أثارت حفيظة الحكومات ومتابعي الشأن السياسي في المنطقة، وبحسب مراقبون فإنّ هناك إزدواجية واضحة لسياسة إيران ومطالباتها، في الوقت الذي تنشط فيه إيران إستخباراتيًا وعسكريًا في غير دولة عربية، ما يعني تدخلاً في سيادات تلك الدول، وهو ما يناقض تصريحات متكي الأخيرة.

quot;إيلافquot; استطلعت آراء محللين سياسيين حول هذه التحذيرات، وخلصت إلى ضرورة التحرك العربي ضد إيران وتعطيل أجندتها التخريبية، وتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في جميع الإتجاهات، والتي تشمل الدعم المادي والمعنوي واللوجستي، إن كان عن طريق ضخ ملايين الدولارات وتبني مشروع تصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول، الإصرار على خلق جبهات مسلحة في العديد من الدول العربية.

الدكتور عبدالله العسكر أستاذ جامعة السياسة في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية نادى في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; بضرورة تحرك خليجي عربي ضد إيران، والرد عليها بشكل مباشر وحازم. وطالب بأن يقود هذ التحركات على حد قوله أمانة مجلس التعاون والجامعة العربية.

القوت السعودية قرب الحدود مع اليمن

وتأتي مناداة العسكر بعد وصف التدخل الإيراني في اليمن بـquot;السافرquot;: quot;فليس من المعقول أن تدعم متمردين في دولة ذات سيادة مستقلة ولها وضعها العربي والدوليquot;. ويضيف: quot;لن أتوقع أن يستمر quot;الصمت العربيquot; خلال الأيام المقبلة ضد إيران في ظل تواجد أسطولها البحري في بحر العربquot;.

وأعتبر العسكر تصريحات إيران ضد السعودية ناتج من جهلها وفهمها الخاطئ وبشكل مستمر ضد السياسة السعودية الحريصة على إستقرار الأمة الإسلامية والعربية، وكذلك حرصها الدائم على إيجاد الحلول السلمية وquot;لم الشملquot;، وهذا الذي سيضعف إيران ويجعلها عرضة للتقسيم.

وفي ظل هذه المناداة استسهل الخبير السياسي الدكتور سليمان جازع الشمري quot;التحذير الإيرانيquot; بعد أن اعتبره في حديث مع quot;إيلافquot; بـ quot;حفظ ماء الوجه الإيرانيquot; ضد من تدعمهم بعد صمت دام طويلاً اتجاه التمرد الحوثي. وأكد أن هذا التحذيرات ليس لها إبعاد سياسية وإنما هو من جانب الإعلامي. ومع هذا الإعتبار، فسر العسكر هذا التحذير بذريعة سعي إيران إلى تحقيق هدفها الرئيس خلال الفترة الحالية وهو تصدير مشاكلها المحلية إلى الخارج، وجعلها مشاكل إقليمية لكي تخرج من quot;الإختناقquot; الذي تعيشه داخليًا.

الأمير خالد بن سلطان يتفقد القوات السعودية

ويتفق الدكتور سعد مارق أستاذ علوم السياسية في جامعة الملك خالد بن عبدالعزيز مع مناداة العسكر. وقال في حديث مع quot;إيلافquot;: quot;الدول الخليجية والعربية نفذ صبرها من إيران ولا بد من نقطة تحول في التعامل معهاquot;. وأتى حديث مارق بعدما أكد أنه لا يوجد مشكلة في العالم العربي كله إلا وإيران طرفًا فيها. وحول تحذيرها، يوضح مارق أن الهدف منه هو رفع معنويات quot;الحوثيينquot; الذين دحضوا في تمردهم إلى السعودية، وخصوصًا أن إيران باتت مكشوفة للعالم العربي أجمع .

الموقف الايراني الأخير شهد تحولاً مفاجئًا بعد مطالباتها للتهدئة سواء عن طريق متقي واعلانه لزيارة وشيكة للسعودية قبل بدء موسم الحج للتأكيد على تواصل العلاقات المشتركة وquot;درء الفتنquot;. ويصف مراقبون تحدثوا لإيلاف هذه الخطوة بأنها ليست إلا محاولة لطمأنة السعودية وتأكيد حرصها على تواصل علاقاتها الدبلوماسية. ومن المتوقع ان يلتقي متكي نظيره السعودي الامير سعود الفيصل للتأكيد على سير العلاقات السعودية الايرانية في الطريق الصحيح، ولتهدئة الأوضاع بعد التوتر السنوي الذي يحصل عادة قبل موسم الحج.

من جهة أخرى طالب حزب الله اللبناني من السعودية وايران التقارب في خطابه البارحة: quot;نحن ندعو إلى تقارب سعودي إيراني، فلتكن هناك مبادرة إيرانية باتجاه السعودية أو مبادرة سعودية باتجاه إيران، أو مبادرة من أي مكان عربي أو إسلامي لإيجاد تواصل بين هذين البلدين الكبيرين والمهمين في العالم الإسلامquot;.

ودعا قائد التمرد الزيدي في شمال اليمن عبدالملك الحوثي في كلمة صوتية بثت على الموقع الخاص بالمتمردين السعودية الى وقف عملياتها نافياً في الوقت عينه أي إرتباط بين حركة التمرد وتنظيم القاعدة أو أي quot;أجندة أجنبيةquot;.

وكان يحيى الحوثي القيادي السياسي في جماعة الحوثيين، قد ناشد الحكومة السعودية في اتصال هاتفي مع قناة quot;العربيةquot;، وقف العمليات العسكرية على الحدود، وقال الحوثي ليس لدى الحوثيين مواقف أو اسباب عدائية من السعودية، مبديًا استعداد جماعته للتفاهم والجلوس إلى طاولة الحوار، مضيفًا بأنه ليس لدى الحوثيين أي مطالب، ومؤكدًا ضرورة العيش بسلام بين الجانبين.