ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم على ردود الفعل الداخلية حول خطة اعلان السلطة الفلسطينية استقلالها بعد عامين في الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي على أهمية التفاوض للتوصل الى سلام شامل، مؤكداً أن إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة quot;وسط أجواء إيجابية واعتماد موقف سخيquot;. الى ذلك تشير الصحف الاسرائيلية الى صعوبة فك الارتباط الفلسطيني بإسرائيل.
تل أبيب: تناولت الصحف الإسرائيلية ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية والحزبية، على خطة السلطة الفلسطينية بإعلان استقلال من جانب واحد بعد عامين، بدعم من مجلس الأمن الدولي والدول الأوروبية. وأبرزت الصحف تصريحات نتنياهو وتحذيره للفلسطينيين من أن خطوة فلسطينية أحادية الجانب ستقود إلى خطوات إسرائيلية ممثلة، وستقضي على الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتالي دعا نتنياهو الجانب الفلسطيني للعود الى طاولة المفاوضات، معتبرا أن الجانب الفلسطيني سيفاجأ مما سيعرض عليه في تلك الحالة. بموازاة ذلك لفتت الصحف إلى تصريح نتنياهو عن ضرورة إطلاق مفاوضات مباشرة مع سوريا بعد أن ثبت أن الوسيط التركي، رجب طيب أردوغان، ليس وسيطا منصفا.
وتوقفت الصحف الإسرائيلية عند خطاب كلينتون وتصريحه أمام مؤتمر quot;سبانquot;، أمس، بأن الرئيس أوباما ملتزم بأمن إسرائيل، وليس عدوا لها، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا يمكن لها أن تفرض على إسرائيل أمرا لا تقبل به إسرائيل ولا توافق عليه.
بالعودة الى ردود الفعل حول اعلان السلطة الفلسطينية استقلالها بعد عامين، قال عكيفا إلدار في صحيفة quot;هآرتسquot; ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بحاجة لبقاء عباس والسلطة الفلسطينية، اذ ان استقالة عباس تعني في نهاية المطاف حل السلطة الفلسطينية،فالمجلس التشريعي قد يعلن عن حل السلطة بعد استقالته، الأمر الذي سيقود إلى فوضى عارمة في الضفة الغربية، ويفتح الباب أمام احتمالين إما quot;أسلمةquot; الضفة الغربية على النمط الصومالي، أو إلى بدء انخراط الفلسطينيين في الدول الإسرائيلية والزحف نحو دولة ثنائية القومية بعد quot;أسرلةquot; الضفة الغربية.
وأشار إلدار في هذا السياق إلى مواقف الدكتور سري نسيبة الذي دعا إلى حل السلطة الفلسطينية، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف دعم السلطة أو الالتزام بإقامة دولة فلسطينية، وعدم المماطلة في المفاوضات.
واعتبر إلدار أن مواقف نسيبة، الداعية إلى السير باتجاه دولة ثنائية القومية، أخذت تجد لها اليوم أصداء واسعة في الضفة الغربية، في المقابل فإن خطة عضوالكنيست الاسرائيلي عن حزب quot;كاديماquot; شاؤول موفاز للسلام تسحب من تحت نتنياهو البساط، لأنها تؤكد وجود أغلبية برلمانية تؤيد التسوية مع الفلسطينيين، قادرة على توفير الدعم لنتنياهو إذا واجه مصاعب في الائتلاف اليميني الحاكم.
معاريف: نتنياهو يدعو لمفاوضات مباشرة مع سوريا وبدون تركيا
من جهتها، كشفت صحيفة quot;معاريفquot; اليوم النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية دعا خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، إلى إطلاق المفاوضات المباشرة مع سوريا، بوساطة فرنسية وبدون شروط مسبقة. وقال نتنياهو :quot; إن إسرائيل على استعداد إلى إجراء مفاوضات بدون شروط مسبقة مع سوريا، وإنني أفضل البدء بالمفاوضات المباشرة ولكن إذا كان لا بد من وساطة فيجب أن يكون الوسيط منصفا. اذ ان رئيس الحكومة التركية لم يعزز التقديرات الموضوعية التي ن شأنها ان تجعله محايدا في المفاوضات، وعليه فإن فرنسا إذا شاءت أن تكون وسيطا بيننا فنحن على استعداد لذلكquot;.
وقال نتنياهو خلال الجلسة إن الإدارة الأميركية تدرك اليوم أن لدى إسرائيل نوايا جادة في التقدم بعملية المفاوضات مع الفلسطينيين، وأن إسرائيل قدمت اقتراحات مختلفة ومنحت الفلسطينيين تسهيلات، الا انهم تراجعوا واستمروا بفرض القيودا والشروط التي لم يسبق لهم وأن عرضوها من قبل، وكل ذلك من أجل التهرب من المفاوضات.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو أعلن أمس خلال مؤتمر quot;سبانquot; في القدس إن أي خطوة أحادية الجانب يقوم بها الفلسطينيون ستجر خطوات إسرائيلية أحادية الجانب. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن عددا من الوزراء في الحكومة وفي مقدمتهم إيلي يشاي، قالوا إنه إذا أقدم الفلسطينيون على هذه الخطوة فمن شأن إسرائيل أن تعلن ضم الكتل الاستيطانية إليها، ومن جانب واحد أيضا.
الجيروزاليم بوست: الارتباط الفلسطيني بإسرائيل أقوى من الخطة الفلسطينية
الى ذلك، اعتبرت صحيفة quot;الجيروزاليم بوستquot; في افتتاحيتها أن النوايا الفلسطينية، والردود الإسرائيلية المحتملة من جهة ثانية،لا تثير القلق عند مسؤولي أجهزة الأمن الإسرائيلية، إذ يبني هؤلاء تقديراتهم على الوقائع المفروضة على الأرض.
وتقول الصحيفة إن الثقة بالنفس التي يظهرها قادة هذه الأجهزة الإسرائيلية مردها المعطيات الميدانية، إذ أنهم على ثقة من أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على السيطرة بواسطة قواها الذاتية على الضفة. بالرغم من أن العام المنصرم شهد تحسنا في أداء ومهنية قوات الأمن الفلسطينية، وخاصة في إطار مواجهة حركة حماس في الضفة، إلا أن ضباط الجيش الإسرائيلي يقولون إن هذا النجاح ممكن فقط بسبب التعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة.
ومضت الصحيفة تقول: quot; من المفروض أن تعود للضفة الغربية في الشهر القادم، قوات اللواء الفلسطيني الخامس، الذي تلقى في الأردن تدريبات خاصة، على يد الجنرال كيث دايتون، ومع عودة هذا اللواء للضفة الغربية، سيتم تدريب لواء آخر منتشر حاليا في الضفة الغربية، تدريبات مكثفة هو الآخر، مع ذلك فإنه كلما احتاج الرئيس الفلسطيني، محمود عباس إلى مغادرة حدود رام الله، فإن كلا من الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات العامة quot;الشاباكquot;، يشاركان بصورة فعالة في ضمان أمنه وسلامتهquot;.
وquot;عليه فإن الواقع الراهن في الضفة، حيث يعيش آلاف المستوطنون في quot;تخوم الدولة الفلسطينيةquot;، يمنع الجيش الإسرائيلي من انسحاب من طرف واحد، وأن أقصى ما يمكن لإسرائيل القيام به في هذه الحالة هو إزالة بعض الحواجز، وتمكين الفلسطينيين من السيطرة على مدن الضفة كما هو الحال حالياquot;.
واضافت quot;على ذلك فإن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في ارتباط الحياة الفلسطينية بإسرائيل في جميع المجالات. وبدون تعاون بين الطرفين، فإن الازدهار الاقتصادي النسبي في الضفة قد ينفجر، ومن الممكن أن يفاقم من خطر التدهور نحو فقدان السيطرة. ووفقا لتقديرات مختلفة فإن الانفصال عن إسرائيل من شأنه أن يقود إلى انهيار قطاع المياه الفلسطيني. الا انه مع ذلك فإن تجربة الماضي تعلمنا أن المنطق السليم في الشرق الأوسط، لا يكون هو المنتصر في نهاية المطاف بالضرورةquot;.
التعليقات