جدد القبض على رجلين في شيكاغو بتهم متعلقة بالارهاب لصلتهما بجماعة عسكر طيبة المخاوف بشأن الانتشار العالمي للجماعة الباكستانية المتشددة وقدرتها على التخطيط لشن هجمات في الهند وفي أماكن أخرى حول العالم.

واشنطن: من شأن شن هجوم كبير في الهند التي لا تزال غاضبة من هجوم على مومباي قبل عام أن يؤدي الى رد هندي في باكستان ويجر البلدين اللذين يتمتعان بقدرة نووية الى حرب ستنسف أبضا الامال الاميركية بتحقيق الاستقرار في باكستان. وقالت السلطات الاميركية في وثائق قضائية ان الرجلين وهما ديفيد هيدلي وطهور حسين رانا القي القبض عليهما الشهر الماضي واتهما بالتخطيط لشن هجوم على صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد عام 2005 .

وأفادت الوثائق أن الرجلين بحثا خططهما مع أعضاء في جماعة عسكر طيبة والمتشدد الياس كشميري المقيم في باكستان والذي تربطه صلات بتنظيم القاعدة. كما تحدثت معهما جماعة عسكر طيبة بشأن هجمات محتملة في الهند واقترحت اعطاء هذه الهجمات أولوية على الهجوم المزعوم في الدنمرك. ولم يرد هيدلي وهو مواطن أميركي أمضى وقتا في باكستان ولا رانا وهو كندي مولود في باكستان بعد على الاتهامات الموجهة لهما. وقال محامي رانا ان موكله سينفي الاتهامات الموجهة له.

ويشعر المسؤولون منذ فترة طويلة بأن جماعة عسكر طيبة التي يلقى باللوم عليها في هجمات مومباي قد تستغل شبكة الدعم الكبيرة التي تتمتع بها بين الباكستانيين في الخارج لمهاجمة أهداف غربية. وأظهرت قضية شيكاجو الى أي مدى القوة التي يمكن أن تكون عليها هذه الشبكة. وأشارت الى أن الجماعة لا تزال نشطة في التخطيط لشن هجمات في الهند وأثارت مخاوف من أنها قد تستغل مواطنين غربيين قد لا يلفتون انتباه الشرطة لشن هجمات في الغرب.

وقال وزير الداخلية الهندي ب. تشيدامبارام لصحيفة واشنطن بوست الاميركية ان الشرطة في الهند تحقق أيضا فيما اذا كان للرجلين صلة بهجمات مومباي التي أسفرت عن سقوط 166 قتيلا على الاقل. وتتفق جماعة عسكر طيبة التي كانت المخابرات الباكستانية تغذيها لمحاربة الهند في اقليم كشمير مع تنظيم القاعدة في مفهوم الجهاد العالمي كما يتضح من استعدادها المزعوم لدعم شن هجوم في الدنمرك. وقال جان لوي بروجيير وهو قاضي تحقيق فرنسي سابق لرويترز في مقابلة في الاسبوع الماضي quot;لم تعد عسكر طيبة حركة باكستانية لها برنامج سياسي أو عسكري يرتبط فقط بكشمير. عسكر طيبة جزء من القاعدة.quot;

وتتمتع جماعة الدعوة وهي جماعة خيرية تابعة لعسكر طيبة بتأييد وتمويل عالميين لانشطتها الانسانية في باكستان مما يعطيها شبكة قوية تقول الشرطة انها استخدمت للتخطيط لشن هجمات من بريطانيا الى استراليا وبنجلادش. ولكن قدرة عسكر طيبة على نشر الدمار في الهند واثارة التوترات مع باكستان هي التي تجعلها أكثر خطورة. ويقول محللون ان جماعة عسكر طيبة محظورة رسميا في باكستان ولكن يجري التسامح معها على المستوى غير الرسمي باعتبارها الجماعة المتشددة الوحيدة التي لا يعتقد أنها متورطة في هجمات في الداخل.

وباكستان غير مستعدة فيما يبدو لان توجد عدوا جديدا بالتحرك الان ضد عسكر طيبة فيما تخوض حربا ضد حركة طالبان في وزيرستان الجنوبية وتواجه موجة من الهجمات الانتقامية على مدنها. ويطرح ذلك احتمالا لان تشن الجماعة هجوما ثانيا في الهند لاسيما أن بعض أعضائها خرجوا بالفعل عن سيطرة المخابرات الباكستانية بل وعن سيطرة قيادة الجماعة ذاتها. وقال تشيدامبارام وزير الداخلية الهندي الشهر الماضي ان بلاده سترد اذا تعرضت لهجوم اخر من باكستان. وقال جورميت كانوال في مركز دراسات الحرب البرية التابع للجيش الهندي ان رد الهند قد يشمل أيضا شن القوات الجوية الهندية هجمات عبر خط المراقبة الفاصل بين شطري كشمير.

وسيجبر تحرك كهذا الجيش الباكستاني على أن ينقل بسرعة الجنود من الحدود الغربية مع أفغانستان الى الحدود الشرقية مع الهند مما ينطوي على احتمال خطير للتصعيد. ولكن تهديد الهند بشن هجوم سيجعل باكستان على الارجح أكثر ترددا في تفكيك جماعة عسكر طيبة التي ينظر الى كوادرها المسلحة كخط دفاع أول في حالة الحرب مع جارتها الاكبر. ومن المحتمل أن يطرح فك تلك العقدة المحكمة أثناء زيارة الى واشنطن هذا الاسبوع يقوم بها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي قاد شخصيا جهودا لتحسين العلاقات مع باكستان رغم الانتقادات التي يواجهها في الداخل.

ولكن بينما لا يزال أمام السلام بين الهند وباكستان طريق طويل فان الخطر المباشر يتمثل في احتمال أن تشن عسكر طيبة هجمات في الهند أو تسمح لشبكتها العالمية بأن تدعم متشددين اسلاميين اخرين من بينهم القاعدة لش هجمات على أهداف في الغرب. وقد تحاول أيضا الجمع بين الهدفين عن طريق شن هجمات على أهداف غربية داخل الهند ذاتها.