تنشر صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تقريرًا تحليليًّا تبرز فيه حقيقة الانقسام الذي تعيشه الولايات المتحدة الآن إزاء الآثار التي خلفتها مجزرة فورت هود التي أدين فيها الميجور نضال مالك حسن، فتقول إن الأميركيين منقسمون حول ما يطلق عليه دافع الإرهاب الإسلامي وما إن كان لهذا دور في وقوع الحادث أم لا. وتشير إلى أنه ومع بدء محاكمة نضال، ذوي الأصول الفلسطينية، في جلسة الاستماع الأولى له في المستشفى التي يركض فيها بسان أنطونيو، يدور الآن تساؤل محوريّ في البلاد؛ هو: هل نضال متطرف إسلامي؟

تمضي صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في حديثها عن مرحلة ما بعد مذبحة فورت هود لتعرضاستطلاعًا للرأي أظهر أخيرًا أن أعدادًا متزايدة بشكل قليل من الأميركيين أجمعوا على أن حادثة إطلاق النار بفورت هود كانت quot;موجة قتلquot; وليست quot;عملاً إرهابيًّاquot;.

رأىبعض المُشرِّعين الأميركيين أن معيار الإرهاب يعتبر واحدًا من المعايير التي تؤدي دورًا ذي أهمية بالغة بالنسبة إلى مجريات التحقيق في الواقعة، ليس فقط لدوافع نضال، وإنما لقضية الأمن العام بشكل عام في أعقاب الحادثة. وخلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع، شهد بعض شهود العيان بأن quot;الاستقامة السياسيةquot; عملت على تقويض الجهود التي كانت ترمي إلى تسليط الضوء على قضية مالك حسن وتحييد موقفه قبل واقعة إطلاق النار. وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن وليد فارس، الخبير في الجهاد الإسلامي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المحافظة في واشنطن، قوله :quot; إن الفارق بين رغبة البيت الأبيض وتصور بعض المشرعين هو أن أوباما ومستشاريه لا يرغبون في اعتبار المذبحة عملا ً إرهابياًquot;.

ويتابع فارس حديثه بالقول :quot; سوف يتعامل معاونو أوباما مع الواقعة على أنها ذات صلة بالإرهاب فقط إذا ما ثبت تورط منظمة أو كيان إرهابي. أما المشرعون فينظرون إلى ما أوحت به الحادثة من تداعيات، بعيدًا من طريقة تنفيذها. وسيتطرق التحقيق الذي يجريه السناتور جو ليبرمان في نهاية المطاف إلى الجوهر الأيديولوجي للعمل الإرهابيquot;. فيما تلفت الصحيفة من جانبها إلى أن البحث عن الدافع الذي زج بنضال للقيام بذلك كان محورًا لتسجيل نقاط سياسية وإجراء تحقيق واقعي.

إلى هنا، تقول نيكول ستوكديل، في مقال رأي لها بصحيفة دالاس مورنينغ نيوز :quot; إن الجدل الدائر حول ( الإرهاب أو عدم الإرهاب ) يبدو متشابهًا مع الجدل الدائر حول جرائم الكراهية ndash; في حين يبدو أن الليبراليين فقط هم من يؤيدون التشريع الخاص بجرائم الكراهية ويرفضون اعتبار واقعة إطلاق النار بفورت هود تصرفًا إرهابيًا، بينما يتبنى المحافظون بوجه عام موقفًا مناوئًا لهذا التوجهquot;. وتشير تحقيقات خاصة بمجلس الشيوخ ( وهما اثنان، أحدهما أجراه جو ليبرمان وسوزان كولينز، والآخر أجراه السناتور كارل ليفين ) إلى أنهم لم يسعوا إلى تقويض سلسلة من التحقيقات الداخلية، كان من ضمنها التحقيق الخاص بالبيت الأبيض، بل كانوا يسعون إلى معرفة الطريقة التي يمكنهم من خلالها منع وقوع مثل هذه المآسي في المستقبل، الأمر الذي قد يتحقق من خلال إرساء لوائح ومبادئ توجيهية لكل من الجيش والمدعي العام بشأن طريقة تعريف وكذلك التعامل مع المنشقين الإسلاميين.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه ثلاثة من أصل خمسة شهود عيان أثناء جلسة استماع للجنة الأمن القومي بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع أن حادثة إطلاق النار في فورت هود كانت عملاً إرهابيًا، آثر الاثنان الآخران إلى تأجيل تعليقهم لحين النطق بالحكم الصادر عن النيابة العامة. ووسط هذا كله، تلفت الصحيفة الانتباه إلى التأكيدات التي ذهب إليها بعض المعلقين في ما يتعلق بأن رفض إدارة الرئيس باراك أوباما اعتبار نضال مالك حسن شخصية إرهابية، لهو تصرف يتميز بالرزانة والحكمة. ومع هذا، لم تخف الصحيفة حقيقة الأدلة القوية التي يرتكز عليها كلا طرفي النقاش حول طبيعة المسألة، وسط مخاوف متزايدة من ألا يتم الكشف عن دافع حسن في نهاية المطاف.