تجري فرنسا مشاورات لصياغة موقفها بشكل جيد حيال الملف النووي الإيراني، وذلك قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة النووي المقرر غداً الخميس، وتتخذ باريس موقفا متشددا وتساورها شكوك حول وجود نوايا وراء الانشطة الحساسة في طهران.

باريس: رفضت فرنسا اليوم التعليق تفصيليا على موقفها بشأن الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر غدا في فيينا لكنها اشارت الى انها تجري quot;مناقشاتquot; قبل بدء الاجتماع. وتتخذ فرنسا موقفا متشددا تجاه برنامج طهران النووي المثير للجدل واعلنت بوضوح ان شكوكا تساورها في وجود نوايا مدنية وراء quot;الانشطة الحساسةquot; في القطاع النووي بايران.

كما ردت فرنسا بقوة على رفض ايران للتوصل الى اتفاق مع روسيا وفرنسا بشأن اعادة معالجة اليورانيوم وتحويله الى وقود من اجل تشغيل مفاعل بحثي في طهران. واستبعدت فرنسا اجراء محادثات quot;تقنيةquot; اخرى مع طهران التي رفضت تسليم نحو 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب لتحويله الى وقود لتشغيل المنشاة النووية في طهران.

ويقول دبلوماسيون ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيقدم خلال اجتماع فيينا غدا تقريرا جديدا حول انشطة ايران. وقال مسؤولون بالخارجية الفرنسية هنا quot;ان المسالة النووية الايرانية والتي عرفت تطورات مهمة منذ اخر اجتماع للمجلس (التابع للوكالة الذرية) في سبتمبر من الطبيعي ان تكون على جدول الاعمال والمدير العام للوكالة سيقدم احدث تقاريره حول ايرانquot;.

ورفض المسؤولون التعليق على ما اذا كانت فرنسا ستضغط من اجل التصويت على اتخاذ قرار بشأن المسألة الايرانية او ستكتفي باصدار بيان او اعلان رئاسي. من ناحية اخرى اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن رغبته في تشديد العقوبات المفروضة على ايران اذا لم تشرع في التعاون مع المجتمع الدولي اعتبارا من ديسمبر من هذا العام.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي quot;كما هو الحال دائما يسبق (اجتماع) مجلس المحافظين مناقشات في فيينا للاعداد لهذا الحدثquot;. واشار الى انه من غير المناسب التعليق على موقف فرنسا قبل وقت قصير من عقد الاجتماع في فيينا. وكان دبلوماسيون في فيينا كشفوا في وقت سابق اليوم عن ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستبحث غدا مشروع قرار اعدته الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني يحث طهران على كشف انشطتها النووية الحساسة.

وقال الدبلوماسيون ان مجلس محافظي الوكالة الذرية سينظر غدا في مشروع قرار الذي يطالب طهران بتوضيح الغرض من موقعها الخاص بتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم الذي ظل قيد الكتمان حتى كشف عنه نهاية اكتوبر الماضي بسبب المخاوف من وجود نشاط نووي سري لا يخضع لرقابة مفتشي الوكالة.

لكنه لا يعرف ما اذا كان مشروع القرار سيحظى بتأييد اغلبية اعضاء مجلس محافظي الوكالة الذي ينتمي نحو نصفهم الى مجموعة الدول النامية. واذا تمت الموافقة على مشروع القرار فانه سيكون الاول الذي تصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ايران منذ اربع سنوات.

وقد يصدر هذا الاجراء على شكل بيان من القوى الست الكبرى اذا فشلت هذه الدول في حشد تأييد غالبية الدول في مجلس محافظي الوكالة. كانت وكالة الطاقة الذرية قالت في تقريرها الاخير ان ايران لم تتقيد بتدابير الضمانات التي وقعتها مع الوكالة عندما اقامت منشأة نووية لتخصيب اليورانيوم في منطقة جبلية قريبة من مدينة قم ظلت قيد الكتمان حتى نهاية شهر اكتوبر الماضي عندما اشرفت على الانتهاء.