طلال سلامة من روما: هل تخيلتم أسامة بن لادن يوماً ما في ملابس غربية أنيقة كما الجاكيت والكرافات واللحية الخفيفة المعتنى بها جيداً. ساعد في رسم هذه الصورة الغربية لأسامة بن لادن كمبيوتر شديد التقدم موجود في مركز مكافحة الإرهاب الأميركي (National Counterterrorism Center).

وتم خزن هذه الصورة بالأجندة التي تحتضن المجموعات والشخصيات والرموز المروجة للإرهاب حول العالم والتي يتم تحديثها كل سنة. بالنسبة لحكومة واشنطن وأجهزتها الاستخباراتية، يواصل بن لادن، للآن، الاختفاء على الحدود الباكستانية الأفغانية الشاسعة. لا بل يعتقد البعض أن سعد، نجل أسامة بن لادن، وصل أحضان والده بعد أن استقبلته السلطات الإيرانية على أراضيها لعدة أعوام. علاوة على ذلك، بين رسائل راديوية لا تشير لا الى موت بن لادن ولا الى مواصلة بقائه على قيد الحياة ومواقع جغرافية تحددها أقمار صناعية quot;سكرانةquot;، تتمسك آخر التحليلات الأميركية quot;بغيرةquot; بأن السيد بن لادن فقد قدراته الاستراتيجية. كما تخلى عنه العديد من الرجال المخلصين.. ربما ليؤسسوا منهجهم الإرهابي المستقل.

في أي حال، يسود جو من النرفزة على التقدم quot;الافتراضيquot; الذي حققه عظماء رجال الاستخبارات بهدف الاقتراب من القبض على بن لادن. في الحقيقة، طالما تمتعت مطاردات زعماء المافيا بإيطاليا بهذا النوع من التشويق الذي انتهى بالعثور على أخطرهم على بعد 200 متر فقط من مركز الشرطة في مدينتهم أم قريتهم الأم، بجزيرة صقلية وغيرها. إذن، لم نحذف تلك النظرية التي تقول ان بن لادن قد يختبئ على بعد 200 متراً من أقرب مركز للشرطة بمدينة الرياض السعودية مثلاً!

في الواقع، هناك جو مشحون يسود في أوساط مبتكري الإرهاب، حول العالم، ومنهم أسامة بن لادن. فالتغيير الرئاسي الذي حصل في البيت الأبيض جعلهم حائرين قليلاً. إذ طالما انصب غضبهم على العدو التاريخي جورج بوش، الذي ذهب الى مرحلة التقاعد ليهتم بحيواناته الذكية. فما العمل مع باراك أوباما، صديق الأفارقة ولم على منظمة القاعدة الانتقام منه؟ لذلك، قد يدمج بن لادن أنظمته الإرهابية القديمة بأخرى أكثر تطوراً. من جهة، يريد بن لادن الضغط على حكومة إسلام أباد عن طريق التحكم بخلايا راديكالية باكستانية ستلعب دوراً في شد وارخاء حبل التوترات الأمنية هناك. من جهة أخرى، سيضع بن لادن ثقله على إشعال أفغانستان، محور الحرب الجهادية الرئيسية اليوم.

كل شيء سيعتمد على الرئيس أوباما ودرجة عقلانيته. إذ ان الرئيس السابق حرق quot;الأخضر واليابسquot; عندما أخذ من محاربة منظمة القاعدة حول العالم ذريعة لإبادة أي شكل من أشكال التعصب الديني، العنيف والسلمي.