أوباما يؤكد لطالباني والمالكي مشاورتهما قبل قرار بالإنسحاب
حظر للتجوال وتوتر وتهديد باللجوء إلى السلاح في الأنبار
أسامة مهدي من لندن :
إضطرت السلطات العراقية إلى فرض حظر للتجوال في محافظة الأنبار السنية الغربية، إثر توتر ينذر بإنفجار بين رجال عشائر يشكلون مجالس الصحوات والحزب الإسلامي بقيادة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي نتيجة تبادل إتهامات بتزوير الإنتخابات في المحافظة، الأمر الذي هدد معه قادة العشائر باللجوء إلى السلاح... في وقت أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي أنه لن يتخذ أي قرار منفر بالإنسحاب من العراق من دون التشاور مع القادة العراقيين .

وإزاء تبادل الاتهامات بين مجلس صحوة الانبار والحزب الاسلامي بتزوير انتخابات المحافظة التي جرت السبت الماضي فقد اضطرت السلطات العراقية الى فرض حظر للتجوال الليلة الماضية في اناء المحافظة ونشر تعزيزات عسكرية وخاصة في عاصمتها الرمادي .

وقد تصاعدة حدة التوتر في الانبار بعد ان اعلن مجلس الصحوة في المحافظة عن تحقيق نتائج متقدمة وفوز كبير في الانتخابات دفعت بعض عناصره الى اطلاق الرصاص في الهواء فرحًا .. لكنه وبعد ساعات من ذلك، اعلن الحزب الاسلامي عن احتلاله المرتبة الاولى في نتائج التصويت، الامر الذي اغاظ رجال عشائر الصحوات واتهموا الحزب بالتزوير . وأكد مسؤول الحزب الإسلامي في مدينة الفلوجة خالد محمد العلواني ان الحزب جاء بالمرتبة الاولى وهو مستعد للتحالف مع أي كيان يريد العمل معه .

لكن رئيس مجلس صحوة العراق الشيخ أحمد أو ريشة هدد الحزب الاسلامي والمفوضية العلياللإنتخابات بأن المجلس سيتحول من كيان سياسي إلى جناح مسلح ضد المفوضية والحزب الذي اتهمه بتزوير الانتخابات في المحافظة. كما هدد رئيس قائمة عشائر الأنبار حميد الهايس في تصريح صحافي بحرق شوارع مدينة الرمادي في حال فوز الحزب الإسلامي في الانتخابات. وأضاف الهايس أن رجال العشائر سيحولون محافظة الأنبار إلى ما وصفها بمقبرة للحزب الإسلامي العراقي وعملائه وسيشنون حربًا عشائرية ضد الحزب ومن يتعاون معه على حد قوله.

وكانت محافظة الأنبار الغربية السنية معقلاً للمسلحين المتمردين وخاصة لتنظيم القاعدة خلال الفترة التي اعقبت دخول القوات الأميركية الى العراق في آذار (مارس) عام 2003 . غير أن المحافظة بدأت تشهد هدوءًا واضحًا خلال العامين الماضيين، بعد أن تصدت عشائر المحافظة للمسلحين وطردوهم منها. وكان الحزب الاسلامي يسيطر على مجلس محافظة الأنبار منذ انتخابات عام 2005، لكن بروز مجالس الصحوات أخذ يهدد السيطرة السياسية للحزب على المحافظة.
وإثر هذه التطورات فقد توجه رئيس قائمة عشائر الأنبار الانتخابية حميد الهايس إلى بغداد لتقديم احتجاج ضد ما قال انه تزوير للانتخابات. وتأسست مجالس الصحوات أواخر عام 2006 في محافظة الانبار أولا بقيادة الشيخ عبد الستار أبو ريشة الذي قتل بعد ذلك بتفجير سيارة مفخخة ثم عممت القوات الاميركية التجربة الى محافظات سنية اخرة حتى وصل عدد افرادها الى 130 الف مسلح الى ان اتفقت تلك القوات مع السلطات العراقية اواخر العام الماضي الى ضم جزء من عناصر الصحوات الى الاجهزة الامنية الرسمية وتوظيف الاخرين في مؤسسات الدولة المدنية.

أوباما يؤكد لطالباني والمالكي عدم إتخاذ قرار منفرد بالإنسحاب
أكد الرئيس الاميركي باراك أوباما للرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي انه لن يقدم على اتخاذ قرار منسحب بسحب قوات بلاده من العراق من دون التشاور مع قادة هذا البلد.
فقد تلقى طالباني الليلة الماضية اتصالاً هاتفيًا من اوباما عبر فيه عن quot;سروره بنجاح انتخابات مجالس المحافظات والاجواء الآمنة التي جرت فيهاquot;... مشيرًا الى quot;الى الزيارة التي قام بها نائبه جوزيف بايدن الى العراق، مؤخرًا مؤكدًا ان نائبه أطلعه على نتائج المباحثات التي اجراها خلالهاوأهمية الدور الذي يلعبه الرئيس طالباني في دفع العملية السياسية وتقريب وجهات النظر قائلاً quot;نحن نعول على دوركم في تحقيق أهدافنا المشتركة لبناء العراق الجديدquot; كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي .

وقد أكد الرئيس الاميركي للرئيس العراقي انه قد اصدر quot;توجيهات الى لجميع المؤسسات الاميركية لعمل كل ما هو خير للعراق ولحماية الديمقراطية والسلام فيهquot;. وقال quot;تستطيعون أن تعولوا على دعمنا في هذا المجالquot; مضيفا quot;نود أن نتحدث معكم باستمرار ونتبادل وجهات النظر بهذا الصددquot;. وقد رد طالباني بالقول quot;إنه لمبعث سرور وشرف كبير لي أن أتعاون مع فخامتكم في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي مستقل وآمنquot; .. مؤكدًا quot;استمراره في سعيه لدفع العملية السياسية وتدعيم التجربة الديمقراطية في العراقquot;.

كما اطمأن الرئيس الاميركي خلال الاتصال الهاتفي quot;على الوضع الصحي للرئيس طالبانيquot; .. وقال quot;أرجو أن تهتموا بصحتكم جيدًا لأننا نعول عليكم كثيرًا ونضع عليكم آمالاً كثيرة آملاً ان يلتقي معه في أقرب فرصة ممكنة. وعبر طالباني عن امله في لقاء قريب مع اوباما .

كما اكد الرئيس الاميركي في اتصال ثان مع المالكي ان ادارته ستتشاور مع العراق في اجراء بشأن سحب القوات الاميركية من البلاد . وبحث الطرفان quot;العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات المختلفة وتفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي تم التوقيع عليها بين البلدينquot; كما قال بيان لمكتب اعلام المسؤول العراقي الى quot;ايلافquot; . وقال ان الرئيس الاميركي quot;أثنى على اداء الحكومة والاجهزة الامنية في إنجاح انتخابات مجالس المحافظات واعتبارها خطوة مهمة للتقدم الى الامامquot; . واجاب المالكي quot;ان الانتخابات كانت ملحمة انتخابية حقيقية في بلد عانى من الدكتاتورية والاستبداد وان نجاح الاجهزة الامنية يعد دليلاً قويًا على مدى قدرة قوات الجيش والشرطة في استلام المهام الامنية في جميع المحافظات العراقيةquot;. واضاف quot;ان العراق في ظل نجاح وتعزيز التجربة الديمقراطية لم يعد يشكل تهديدًا لدول المنطقة والامن والسلم في العالم .

وجدد الرئيس اوباما إلتزام الولايات المتحدة بتنفيذ اتفاق سحب القوات الاميركية الموقع بين البلدين وان حكومته ستتشاور مع العراق في اية خطوة تنوي القيام بها بشأن سحب قواتها من العراق . وكان اوباما اعلن خلال حملته الانتخابية انه سيعمل على سحب قوات بلاده خلال 16 شهرًا من بداية العام الحالي كما انه اشار الى ان معظم القوات الاميركية في العراق البالغ عددها 140 الف عسكري ستعود الى بلدها خلال العام الحالي .

وكان السفير الاميركي في العراق رايان كروكر قال في مؤتمر صحافي في بغداد امس لدى اعلانه عن انتهاء مهمته في هذا البلد بعد عامين من الخدمة فيه ان الرئيس اوباما لن يتخذ اي قرار بصدد الانسحاب من هذا البلد يصعب على العراقيين تنفيذه .
واكد كركوكر إن رئيس بلاده لن يتخذ قرارًا يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية لا سيما في ما يتعلق بعملية سحب القوات من دون وضع قرارات وبدائل تضمن الحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراق. وأوضح أنrdquo; أوباما ناقش معه وقائد القوات في العراق رايموند أوديرنو منذ اليوم الأول لتوليه منصبه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأوضاع في العراق بشكل عام وإمكانية سحب القوات لكنه لن يتخذ قرارًا يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية دون وضع قرارات وبدائل تفضي إلى سحب القوات بطريقة مسؤولة للحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراقrdquo; . واعتبر كروكر أن ldquo;ذلك يدل على حرص واهتمام الرئيس اوباما بالعراق وتعبير عن التزامه وحكومته بتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجي وانسحاب القوات الأميركية من العراق بصورة مسؤولةrdquo;.

وأضاف كروكر أنrdquo; الأيام القليلة القادمة ستشهد نشاطا فاعلا للجان المشتركة بين العراق والولايات المتحدة لتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجية المتضمنة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والصحةrdquo;.
ووقعت الحكومة العراقية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأميركية تنظم تواجد القوات الأجنبية في العراق وانسحاب تدريجي للقوات الأميركية ينتهي عام 2011 . ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة وزارية مشتركة يكون أعضاؤها أشخاص على المستوى الوزاري يحددهم الطرفان، تتولى النظر والبت في القضايا الأساسية اللازمة لتفسير وتنفيذ هذا الاتفاق. وتغطي اتفاقية الإطار الاستراتيجي وهي الاتفاقية الثانية بالإضافة إلى اتفاقية سحب القوات، العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق.

ووصف السفير الوضع الأمني في العراق بـ rdquo;الجيدrdquo; مشيرًا إلى انه ldquo;سيتحسن أكثر بجهود مشتركة تبذل من قبل قوات الأمن والمواطنين العراقيينrdquo;.