حجم الجنرال عون سيحدد الربح والخسارة لكل فريق
الإنتخابات النيابية في لبنان ستحصل ... حقا؟
إيلاف ديجيتال - هل يمكن إبعاد بري عن رئاسة البرلمان اللبناني؟
إيلي الحاج من بيروت: قبل أربعة أشهر من موعد الإنتخابات النيابية في 7 حزيران / يونيو المقبل، لا يزال الوسط السياسي مترددا في الجزم بأن الإنتخابات المقرر إجراؤها خلال يوم واحد في كل الدوائر ستحصل حقاً. وعندما سألت quot;إيلافquot; وزيراً من المحسوبين على رئيس الجمهورية في مجلس خاص هل يعتقد أن اللبنانيين سيتمكنون من الإقتراع في اليوم المحدد أجاب بالإيجاب، موضحاً أنه يبني اعتقاده على استطلاعات للرأي تشير إلى أن النتائج ستكون متقاربة بين الطرفين المتنازعين ولذلك يرجح أن يخوضها كل طرف على أمل الفوز بالغالبية في مجلس النواب. وهذا رأي تحليلي كان سبقه إلى إعلانه رئيس مجلس النواب الحالي نبيه بري، لكنهما أغفلا فيه احتمال إقدام الفريق المتخوف ألا تكون النتيجة لمصلحته على quot;عرقلةquot; ما، تجعل إجراء الإنتخابات متعذراً.
لعل ما يشهده لبنان من عجز الحكومة عن إقرار الموازنة العامة بسبب قضية quot;مجلس الجنوبquot; الذي تصر المسماة quot;المعارضة في قلب الحكومةquot; على إعطائه 60 مليار ليرة ورفض رئيس المجلس فؤاد السنيورة هذا الطلب مما يعرقل عمل الحكومة والبرلمان معاً خير مثال على أنواع العراقيل التي يمكن أن تطرأ ويتم إستخدامها لغايات أبعد. فعودة الخلاف السياسي الجذري وأسلوب توجيه الإتهامات الصارخة والتعابير النابية من الجانبين توحي أن لبنان عائد إلى أجواء ما قبل أيار / مايو الماضي وquot;اتفاق الدوحةquot; الذي كرس تهدئة موقتة حتى الإنتخابات. ومن دون مجلس دستوري ينظر في الطعون النيابية لن تكون انتخابات ، وهذا المجلس لم يتشكل بعد ولن يتشكل إذا استمرت الخلافات في التفاقم. وهي مرشحة للتفاقم وليس أكثر من الأسباب، وأقربها قضية انطلاق المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه التي تستلزم نقل الضباط الأمنيين الأربعة الموقوفين على ذمة التحقيق بطلب من رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتليف ميليس إلى مقر المحكمة الدولية في لاهاي. ويوماً بعد يوم يظهر التحالف الذي يقوده quot;حزب اللهquot; أنه معني بقضية نقل هؤلاء الضباط إلى حد كبير، لدرجة التلويح بترشيح بعضهم للإنتخابات على لوائحه حيث يضمن فوز المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد في دائرة مسقط رأسه ( بعلبك ndash; الهرمل) ، لكن السؤال هل يفيده في شيء أن يُنتخب نائباً وهو وراء القضبان في لاهاي؟
في الواقع لا يقصر طرف في توجيه الإتهامات إلى الطرف الآخر. ففريق الغالبية النيابية الحالية ( 14 آذار/ مارس) يقولإن الفريق الذي يناوئه ( 8 آذار/ مارس) يوزع سلاحاً على مناصريه شمالاً وبقاعاً وجنوباً، وأن المعركة المرتكزة على نتائج الإقتراع في الدوائر المسيحية- لأنها محسومة في الدوائر غير المسيحية... تقريباً- لن تكون وفق استطلاعات فريق الغالبية لمصلحة حليف quot;حزب اللهquot; الرئيس النائب الجنرال ميشال عون وتياره، بدءأً من دائرة المتن الشمالي التي خسر عون نوابها الثمانية قبل الإنتخابات لمجرد تحالف الرئيس السابق للجمهورية ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل مع النائب ميشال المر، الذي أعلن ترشيحه اليوم الأربعاء داحضاً الشائعات عن ترشيح نجله وزير الدفاع الياس المر. يبني هؤلاء حساباتهم المتفائلة على حقيقة أن الجنرال عون والرئيس الجميّل وقفا في انتخابات سابقة ضد النائب المر فنال المر نصف الأصوات رغم ذلك ، وعلى أن الجنرال عون والنائب المر وقفا في انتخابات تالية ضد الجميّل لكنه نال نصف الأصوات رغم ذلك. إلا أن المتن ليس كل جبل لبنان حيث يركز عون معركته ، وجبل لبنان ليس كل لبنان . ثم إن لأنصار الجنرال عون حسابات أخرى في تلك الدائرة تقول إن النتائج قد تكون لمصلحتهم بالتعاون مع حزب الطاشناق الأرمني والحزب السوري القومي الإجتماعي.
ويعتبر أنصار الجنرال عون أن تراجع الحديث عن quot;الكتلة الوسطيةquot; في كسروان هو نتيجة للتأكد أن الشخصية البارزة في هذا القضاء نعمت افرام ، نجل الوزير الراحل جورج فرام، لن يترشح ولن يشكل لائحة تحت شعار دعم رئيس الجمهورية وتوجهاته، ما يعني في حسابات هؤلاء أن كتلة عون عائدة بنوابها الخمسة ، بعد تعديل فيها بإدخال الوزير السابق للخارجية فارس بويز فيها على حساب أحد أعضائها الحاليين، مع إمكان خرق واحد فيها ( النائب السابق منصور غانم البون) لمصلحة quot;الوسطيةquot; وليس quot;14 آذارquot;. أما في جبيل فيتكل العونيون على تشرذم خصومهم ما بين مؤيدين لرئيس الجمهورية ولـquot;14 آذارquot; وعلى دعم شيعي يشكل ثلث الناخبين في هذه الدائرة للفوز بمقاعد الدائرة الثلاثة. وفي دائرة البترون يتكلون على عدم تمكن حزبي الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot; من الإتفاق ليفوز صهر الجنرال عون وخليفته المستقبلي وزير الإتصالات جبران باسيل بأحد مقعدي الدائرة. كما يتطلعون إلى مكاسب غير واضحة بعد في دائرة بعبدا ( 6 نواب) ودوائر أخرى على حساب حلفائهم ، كما في جزين.
إلا أن أكثر ما يخشى الفريق الذي يقوده quot;حزب اللهquot; هو أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان للحؤول دون تمكين هذا الحزب الشديد الإرتباط بإيران من التحكم في الحياة السياسية في البلاد، وذلك من خلال السيطرة على القرار في مجلس النواب.
ومن اليوم حتى يوم الإنتخابات كل المخاوف والإنفعالات مطروحة لدى كل طرف . ولا يهم أن تكون مبررة ومعقولة أم لا .
إيلاف ديجيتال - عدد الخميس 5 شباط
التعليقات