واشنطن تهدد بريطانيا بوقف التعاون المخابراتي إذا نشرت الأخيرة أدلة تعذيب أميركا: الإمدادات إلى أفغانستان تستأنف قريبا كلينتون تريد خفض الاستعانة بالشركات الامنية الخاصة
لندن: تحمل الصحف البريطانية الصادرة اليوم رؤية غير متفائلة للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي بدأت مصاعبه مبكرا مع فشل عدد من وزرائه المرشحين في نيل ثقة الكونغرس واحتمال فشل خطة محفزاته الاقتصادية في نيل ثقة مجلس الشيوخ. صحيفة الديلي تليغراف، قالت في عنوان رئيسي: باراك أوباما يكافح للاحتفاظ بسيطرته على الأجندة السياسية لأميركا.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي يحاول جاهدا الاحتفاظ بقبضته على السياسة الأميركية، لكن بالرغم من جهوده الكبيرة فقد وجد من يقارنونه بسلفه جورج دبليو بوش الذي كانت تراه المؤسسة السياسية في واشنطن رئيسا لا يعرف مجريات الأمور. وقد اعترف أوباما في سلسلة مقابلات أجراها مع شبكات تليفزيون أميركية بانه ارتكب خطأ في اختيار مرشحه السيناتور توم داشل لوزارة الصحة والذي تبين لاحقا أن عليه ضرائب تهرب من دفعها. وقال لشبكة إن بي سي quot;أنا محبط من نفسي ومن فريقي إنني أقول الآن على التليفزيون لقد أسأت الاختيارquot;.
وقد انهالت سهام النقد على أوباما من كتاب معروفين. وتنقل التليجراف عن مورين داود، الكاتبة الليبرالية المقربة من أوباما قولها في عمودها بنيويورك تايمز كانت استقالة داشل quot;كفيلة لكي تخرج الرئيس من سلوكه الفوقي الذي يعني أن المقربين منه في دائرته المسحورة لا يتعين عليهم الالتزام بمعاييره التي ظل يعلمنا اياها على مدى عامينquot;. أما دانا ميلبانك فقد كتبت في الواشنطن بوست quot;إذا كان ما نشهده الآن شهر عسل أوباما، فماذا سيحدث عندما يختلف العشاقquot;.
وتصدت التايمز لمتاعب أوباما في افتتاحيتها التي جاءت بعنوات quot;التعلم من الأخطاءquot;، وتقول فيها quot; اعتذار الرئيس أوباما موضع ترحيب لكن رئاسته لن تتحمل اعتذارا آخرquot;.
تقول الصحيفة هناك أنواع مختلفة من الاعتذارات السياسية، هناك اعتذار عن أمر حدث في الماضي كما اعتذر توني بلير عن المجاعة في أيرلندا وجاك شيراك عن حكومة فيشي، وهناك اعتذار لتجنب اللوم الشخصي ، كما قال رونالد ريغان quot; لقد وقعت أخطاءquot; في توصيفه لفضيحة إيران كونترا.
أما النوع الأخير فهو الاعتذار الشعبي العاجل، وهو من النوع الذي قال فيه البن باركلي، نائب الرئيس الأميركي هاري ترومان quot;إذا تعين عليك أن تأكل غرابا، فلتأكله وهو ساخنquot;. والغراب الذي أكله أوباما- تقول التايمز - كان مشتعلا، حين كرر أكثر من مرة في أحاديث تليفزيونية quot; لقد أسأت القرارquot;.
وتقول الصحيفة quot;عندما تصرف الرئيس سريعا فإنه تصرف بحكمة على الأقل، وكان اعتذاره واضحا في نقطة رئيسية هي قوله quot;لا أريد أن أرسل رسالة إلى الشعب الأمريكي بأن هناك مجموعتين من القواعد، واحدة للأقوياء وأخرى للمواطنين العاديين الذين يعملون كل يوم ويدفعون ضرائبهمquot;.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول quot; إن الكلام الواضح للرئيس الأميركي موضع ترحيب ، لكن عليه أن يعرف أن اعتذارا واحدا في السياسة قد ينجم عن سوء حظ أما اثنين فربما يكون نتيجة لإهمال شديدquot;.
التعليقات