دبي:اعتبر اللواء ديفيد بيركنز، الناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق، أن اتجاهات التصويت في انتخابات المحافظات التي جرت مؤخراً تدل على أن العراقيين يرفضون التدخل الأجنبي، وقد قرروا تحديد مستقبلهم بأنفسهم، وquot;عدم ترك ذلك لدولة أجنبية،quot; في إشارة منه إلى إيران، التي قال إنها تواصل التدخل بالعراق، لكن بوتيرة أقل.

ورأى بيركنز أن الضربات التي تلقاها تنظيم القاعدة في العراق مؤخراً quot;شتت شبكاته،quot; ولم يتمكن من تعكير أجواء الانتخابات التي جرت مؤخراً، رغم أن بياناتها هددت باستخدام العنف خلال عمليات الاقتراع.quot; واستبعد بيركنز تطور الخلاف حول نتائج انتخابات المحافظات إلى مستوى يعيد تفجير العنف، رغم أن النتائج الأولية تشير إلى تبدل جذري في الخريطة السياسية للبلاد، مشيراً إلى أن البيانات الصحفية لكل الشخصيات العامة، وعلى رأسها رئيس الوزراء، نوري المالكي، كانت إيجابية، وهي تشجع الناس على قبول النتائج دون عنف.

وأضاف: quot;من الواضح أن كل العراقيين يرغبون في أن تُقبل هذه النتائج بشكل سلمي، كما يرغبون بأن تكون أصواتهم مسموعة، وإلا ما كانوا ليقصدوا صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة، كما فعلوا عندما صوت الملايين منهم.quot;

وعن دلالات ارتفاع مستوى التصويت في المناطق السنية مقارنة بانتخابات مجلس النواب عام 2005، قال بيركنز: quot;في الانتخابات الماضية لم يصوت سوى 2 في المائة من سكان محافظة الأنبار، التي تقطنها غالبية سنيّة، في حين أن النسبة ارتفعت في انتخابات المحافظات إلى 40 في المائة، ما يشكل زيادة بعشرين مرة، وقد صوت أولئك لمرشحين كان بعضهم يخوض المعركة مستقلاً دون أن يتستر بأحزاب.quot;

وبدا بيركنز مرتاحاً إلى أداء قوات الأمن العراقية، التي قال إنها حمت أكثر من 39 ألف مركز اقتراع دون حدوث هجمات، في تطور كبير قياساً بالانتخابات الماضية، التي شهدت وقوع مئات الهجمات، أودت بحياة 44 شخصاً.

ولدى سؤاله عن مواقفه السابقة التي اتهم فيها إيران بالسعي لزعزعة استقرار العراق وإجهاض محاولاته لاستعادة سيادته على أرضه، قال الجنرال الأميركي إن كبار القادة في العراق quot;أكدوا رغبتهم في علاقات سلمية مع كل جيرانهم.. وما لا يرغبون به هو النفوذ الأجنبي، وتدفق الإرهابيين الأجانب والأسلحة والذخائر من بلد إلى آخر، ولذلك فأنا أظن أن الناخبين العراقيين قالوا كلمتهم خلال الانتخابات، وهم لا يرغبون في تدخلات خارجية تؤثر سلباً في ما يحدث بالعراق، وهم من سيحدد مستقبل العراق، وليس دولة أجنبية.quot;

وبدا بيركنز أكثر مرونة حيال الموقف من إيران، فذكر أن طهران quot;ما تزال تتدخل في شؤون العراق،quot; غير أنه أقر بأن مستويات تهريب السلاح ورعاية النشاطات المسلحة من قبلها قد تراجعت.

وعن المقاربة الجديدة التي يعتزم الرئيس الأميركي، باراك أوباما القيام بها تجاه إيران وسوريا وتأثيرها على ما يحدث بالعراق، قال بيركنز، إن بغداد quot;جزء من المنطقةquot;، وهي تعمل مع واشنطن quot;لتشكيل علاقات ثنائية سلمية مع الجميع في هذا الجزء من العالم.quot;

ولفت اللواء الأميركي إلى أن أوباما يتباحث مع قائد الأركان المشتركة، وهما ينظران في مجموعة من الخيارات على ضوء ما يجري على الأرض، لذلك، فإن عوامل مثل الانتخابات الحالية أو وضع القوى الأمنية، تؤخذ بعين الاعتبار لتحديد الاتجاه الذي ستسلكه الأمور، والتي ستكون بالتأكيد متوافقة مع الاتفاقية الأمنية.

وتطرق بيركنز إلى وضع تنظيم القاعدة، فقال إن قدراته quot;تراجعت بصورة دراماتيكية، وانخفضت الهجمات بنسبة 93 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ولم يتمكن التنظيم من تعكير أجواء الانتخابات التي جرت مؤخراً، رغم أن بياناتها هددت باستخدام العنف خلال عمليات الاقتراع.quot;

واستدل بيركنز على ضعف التنظيم من خلال الإشارة إلى فشله بشن هجمات خلال الانتخابات في منطقة الموصل، التي وصفها بأنها quot;واحدة من معاقل التنظيم الأخيرة،quot; معيداً السبب إلى quot;رفض العراقيين للعنف وتزايد قدراتquot; القوات العراقية.

وبحسب اللواء الأميركي، فإن القاعدة في وضع quot;يائسquot;، وذلك بعد تضييق الخناق عليها بوقف الإمدادات التي كانت تصلها من الخارج، ما دفعها للاعتماد على مواردها الخاصة، quot;عبر استغلال الأشخاص الضعفاء، مثل الانتحاريات اللواتي شاهدناهن مؤخراً،quot; على حد تعبيره. وأضاف: quot;لذلك فإن هجماتهم لم تعد متطورة كما في السابق، غير أن لديهم إصرار شديد على تفجير عنف إثني ومذهبي،quot; منبهاً إلى أن ذلك يدفع القوات الأمريكية والعراقية إلى مواصلة مطاردة عناصر التنظيم، والضغط عليهم.