جنيف: افاد دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تشارك هذا الاسبوع بنشاط في المباحثات التمهيدية لمؤتمر quot;دوربان الثانيquot; حول العنصرية واعطت بذلك quot;زخما جديداquot; لهذه العملية.

وسيعقد المؤتمر من 20 الى 24 نيسان/ابريل في جنيف بينما لا تزال بعض الدول الاوروبية تهدد بمقاطعته بسبب خلافات تدور خصوصا حول مواضيع حساسة مثل التمييز ازاء مثليي الجنس او بين الديانات.

ويرغب الاوروبيون كثيرا في مشاركة اميركية في الاعمال التمهيدية لكن الولايات المتحدة ألحت على ان مشاركتها خلال اسبوع لا تعني بالضرورة مشاركتها في المؤتمر بحد ذاته.

الا ان الوفد الاميركي الذي قدم خصيصا من واشنطن لم يكتف بدور المراقب بل ان العديد من اقتراحاته تعديل مشروع البيان اثارت املا بان الولايات المتحدة ستشارك في المؤتمر.

فقد دعا الاميركيون الى تعزيز حقوق المهاجرين مثيرين استحسانا كبيرا بين دول اميركا اللاتينية.

كما اتخذوا الاربعاء موقفا واضحا من الاعتراف بمسالة مثليي الجنسي متضامنين مع الدول الاوروبية التي تدعو الى ان يشير البيان الختامي الى التمييز الذي تلقاه quot;الميول الجنسيةquot; مما اثار استياء الدول الافريقية والاسلامية والفاتيكان.

واعرب دبلوماسي عربي لفرانس برس عن ارتياحه بالقول ان quot;حضور الولايات المتحدة اعطى زخما جديداquot; للمفاوضات.

وقال ان مشاركة واشنطن في المفاوضات quot;تضعف المتشددين الاوروبيينquot; الذين يتعين عليهم quot;اعادة النظرquot; في تهديداتهم بالانسحاب من العملية كما لوحوا بذلك الشهر الماضي خلال الجلسة السابقة.

والمحت المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك الى انها قد تنسحب من المناقشات اذا اصرت الدول الاسلامية على مطلبها ادراج نظرية في الوثيقة تتحدث عن quot;الاساءة الى الاديانquot; التي يرفضها الغربيون.

وقال الدبلوماسي quot;اننا اليوم اقرب الى الاجماعquot; معتبرا ان مشاركة الولايات المتحدة، اذا تاكدت، quot;ستضفي مزيدا من المصداقية الاخلاقيةquot; على الوثيقة النهائية.

الا ان الطريق ما زال طويلا ولم تخف الولايات المتحدة quot;تحفظاتها الكبيرةquot; من الوثيقة المطروحة حاليا على النقاش.

فهي ترى انتقاد اسرائيل غير مقبول وكذلك القيود على حرية التعبير quot;تحت غطاء +الاساءة الى الاديان+quot; او مطالب التعويض عن العبودية.

وتثير هذه المواضيع شانها شان الميول الجنسية نقاشات حادة جدا بين الدول الافريقية والاسلامية من جهة والدول الغربية من جهة اخرى.

لكن دبلوماسيا من اميركا الجنوبية اعتبر الاجواء السائدة quot;افضل بكثيرquot; مؤكدا quot;اننا نتخاطبquot; مقارنا باجواء التوتر التي كانت تسود الشهر الماضي خلال جلسة المناقشة السابقة.

وقد تخللت مؤتمر دربان الاول الذي انعقد سنة 2001 في جنوب افريقيا، خلافات عميقة حول قضايا معاداة السامية والاستعمار والعبودية.

وانسحبت الولايات المتحدة واسرائيل من المؤتمر احتجاجا على اعتبار بعض المشاركين الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية وهو ما اعتبرته اسرائيل معاداة السامية.

وقد اعلنت كندا واسرائيل انها لن تشاركان في مؤتمر المتابعة.